كورونا فرصة تغيير السلوك وللاسبرين مفعول سحرى
بقلم : أ.د شوقى السيد – استاذ جراحة الاوعية الدموية بجامعة أوهايو بالولايات المتحدة
لاشك أن العالم أجمع تخطى صدمة البدايات بانتشار فيروس كورونا وأصبح هناك دعوات بالتعايش مع أتخاذ الاجراءات الاحترازية وهو ماتم فعلياً بعد أن قامت العديد من الدول بتخفيف قيود الحظر وبدأنا فى مصر فتح العديد من المؤسسات ونتنظر تخفيف القيود منتصف يونيو .
وتخفيف القيود وعودة العمل بالمصالح وكذلك تنشيط السياحة الداخلية وغيرها من الاجراءات مطلوبة ليس فقط من الجانب الاقتصادى للحفاظ على العمالة فى تلك المجالات وكذلك عدم تعطيل مصالح المواطنين لفترة اطول بل انها مطلوبة من الناحية النفسية لدورها فى اعطاء المواطنين شعوراً بان الحياة تعود لطبيعتها فالحفاظ على الصحة مهم لاستمرارية الحياة .
ولعودة الحياة والتعايش مع الفيروس لابد من اجراءات احترازية مشددة فيجب الاهتمام جيداً بالنظافة الشخصية ونظافة اليدين قبل الاكل وبعده وهى سلوكيات تربينا عليها قديماً فى المدارس والبيوت وكذلك لابد من اتباع اداب العطس والكحة لمنع الاضرار بالاخرين فلو كان لدينا 30 مليون يجهل القراءة والكتابة فلدينا الاخطر من ذلك وهو من يجهل الحكمة واتباع السلوكيات السليمة للحفاظ على صحته وسلامة من حوله .
كما ينتظر أصحاب الاعمال مهمة كبرى فى التعامل النفسى مع الموظفين برفع الروح المعنوية ومراعاة حالة القلق والخوف التى تنتاب بعضهم من الاصابة بالفيروس فيجب اتاحة العمل بالمنزل لمن يرغب فى ذلك وغير مؤهل للعودة للعمل لكى لايؤثر نفسياً على من حوله ويضر بسير العمل كما يجب على المؤسسات مراقبة اتباع الاجراءات الاحترازية والالتزام بها . ولابد ايضا من تقييم صحى وطبى للعاملين والمواطنين باستمرار للحفاظ على صحتهم والتعامل السريع مع حالات الاصابة بالفيروس .
وأرى أن تطبيق سياسية العزل المنزلى فى بعض حالات الاصابة بالفيروس تحتاج الى مراجعة وان كنا نعانى من نقص فى اسرة المستشفيات فيوجد حلول بديلة يمكن اتباعها كاستخدام النوادى الرياضية ومراكز الشباب والفنادق وتجهيز الملاعب فالمتابعة الطبية شرط ضرورى لعبور الازمة بسلام .
وأذا تحدثنا فى الجانب الطبى عن طرق نقل ونشر العدوى نستطيع نجزم ان 99 % من الاصابات تأتى من المخالطة المباشرة لحالات مصابة فعلياً بالفيروس تنتقل الى الشخص السليم عبر انتقال الرزاز المصاحب للعطس او الكحة او الكلام المباشر لمجرى الجهاز التنفسى وكذلك بنسبة 1 % يتم انتقال الفيروس عبر لمس الاسطح الملوثة برزاز الشخص المصاب .
وبحسب الدراسات العلمية هناك 80 الى 85 % من اجمالى المصابين نقل اليهم الفيروس دون اعراض اما الحالات البسيطة والمتوسطة والشديدة فيتم الالتزام ببروتوكولات العلاج حسب كل حالة ومن ضمن العلاجات التى ينصح بها اتباعها فى البروتوكولات وايضا استخدامها للوقاية هى الاسبرين والذى يساعد على السيولة الدموية التى تمنع بدورها الاصابة بالالتهابات التنفسية العنيفة التى تؤدى الى الوفاة .
كما هناك طرق علاجية اثبتت نجاحها وهى البلازما التى يتم نقلها من شخص متعافى الى المصاب فهى تتم عن طريق نقل دم كامل من الشخص المتعافى وليس بلازما فقط .
والخوف من الاصابة مطلوب لاتخاذ الاجراءات الاحترازية فالفيروس يمكن ترويضه ولكن يظل السؤال هل مناعة المصاب ستقدر على ذلك فنحن امام ازمة لانعرف متى ستنتهى ولاكيفية التعامل حالة حدوث موجة ثانية من الفيروس الذى يتحور باستمرار .