رجل الأعمال الإماراتي محمد العبار: السوق المصرية الأقل تأثرًا بالجائحة.. وأتوقع إنفراجة منتصف 2021
تظل «إعمار مصر» التابعة لـ»إعمار العقارية» الإماراتية واحدة من أنجح تجارب الاستثمارات العربية في السوق المصرية، وقد استمرت في التوسع والانطلاق رغم كل التحديات التي مرت بها السوق، وأسهمت توسعاتها في ترسيخ صورة ذهنية لرؤوس الأموال العربية والأجنبية عن قوة السوق المصرية وجاذبيتها ووجود فرص حقيقية بها.
ويقف وراء نجاحات «إعمار» وتوسعاتها في الوطن العربي قيادة مؤسسية قوية تمتلك من الفكر والإبداع ما يؤهلها لأن تحتل مرتبة متقدمة في مجال البناء والتشييد والضيافة على مستوى العالم يقودها رجل الأعمال محمد العبار، أحد أبرز رواد الأعمال ونماذج النجاح في الوطن العربي.
وتُلقي «أصول مصر» الضوء على خطط شركة «إعمار مصر» وتوسعاتها في السوق المصرية، فهي لم تتأثر بجائحة كورونا والركود الذي أصاب العالم أجمع بقطاع العقارات، وتبرِز كذلك رؤية رجل الأعمال محمد العبار للسوق المصرية والفرص المتاحة بها.
التوسعات لم تتوقفأكد محمد العبار أن «إعمار مصر» فضَّلت افتتاح فندق «العنوان مراسي منتجع الجولف» خلال الصيف الجاري رغم أن المشروع -الذي تم التخطيط له منذ 3 سنوات- حُدد موعد افتتاحه في 2021، ولكن «شعرت أنه حرام يفوت الصيف في الساحل الشمالي دون أن نفتتح فندقًا، فالعمل بدأ قبل 6 شهور حتى نستطيع اللحاق بموسم الصيف الحالي».
وأشار العبار إلى أن فندق «العنوان مراسي منتجع الجولف» هو الأول خارج الإمارات العربية المتحدة، مؤكدًا أهمية هذا الموقع بالنسبة للمسافرين في المنطقة العربية ومشددًا على الرغبة الحقيقية للشركة في دعم النمو السياحي في مصر، متابعًا: «نشكر الحكومة المصرية على مساندتها، والحجم الذي نراه من الاستثمارات يدل على إيمانها بأهمية الاستثمار”.
وافتتح مؤخرًا الدكتور خالد العناني -وزير السياحة والآثار- فندق «العنوان مراسي منتجع الجولف» بالساحل الشمالي في سيدي عبد الرحمن، ويقام مراسي على مساحة 6,5 ملايين متر مربع باستثمارات قدرها 55 مليار جنيه مصري، ما يعادل 3,5 مليارات دولار، ويقع في سيدي عبد الرحمن بالكيلو 125 بالساحل الشمالي، وعدد وحداته 8500 وحدة، وبانتهاء عام 2020 سيكون قد تم تسليم 3750 وحدة.
وتضم مراسي 23 مجتمعًا، وتمتد المارينا على مساحة 1.16 مليون متر مربع، ومساحة المتنزهات المائية تصل إلى 16 كيلومترًا مربعًا، ويوجد في مراسي أكبر مارينا لليخوت في جنوب البحر المتوسط بسعة 236 مرسى لليخوت، إلى جانب توافر خدمات الصيانة الخاصة بها، وأول مارينا دولية في الساحل الشمالي بقدرة على استضافة اليخوت الفاخرة التي يصل طولها إلى 150 مترًا، ويضم مجتمع مراسي ملعبًا للجولف رائع التصميم يتألف من 18 حفرة.
وتابع العبار: «على الرغم من جائحة كورونا التي يمر بها العالم وكان لها تأثير سلبي على حجم العمل بالمشروعات لم تتوقف إعمار مصر عن العمل والإنشاء، واستمرت شركات المقاولات في التنفيذ بالساحل الشمالي ولم تتوقف يومًا واحدًا، وبالتالي جاءت الفرصة في أن نضيف شيئًا جديدًا في حياة الناس في مصر والساحل الشمالي في بداية موسم الصيف لنوصل رسالة بأن المؤسسات التي تخطط وتبني بشكل سليم لا يهمها الأزمات لأنها في النهاية مشكلات مؤقتة ونستطيع أن نعبرها ونبني للمستقبل».
وشدد العبار على أن خطوة افتتاح الفندق في ذلك التوقيت جاءت بناءً على دراسة المؤسسة الجيدة وقراءاتها للسوق العقارية التي تتم بصورة يومية وأسبوعية، متابعًا: «نحن متأكدون أن مشروعات بهذا الحجم الكبير يتم بناؤها للمستقبل وليس لهذا الشهر أو الشهر القادم، ولكن مسؤوليتنا تحتم علينا عمل شيء يسعد الناس في مثل هذا التوقيت، وخاصة مع تشجيع مؤسسات الدولة في مصر ومسؤولي وزارة السياحة ومسؤولي الساحل الشمالي».
خطة توسعية بالساحل الشمالي
وقال العبار إن مصر تتبنى خططًا لتنمية الاستثمارات وزيادة حجمها في الساحل الشمالي وفتح فنادق وتحويل الساحل الشمالي إلى مدينة تعمل طوال أيام السنة وليس أشهر الصيف فقط، لافتًا إلى أنه «في السنوات الماضية نجد أن الحياة كل عام بالساحل الشمالي تمتد أكثر لأن البنية التحتية أصبحت أفضل، وكذلك المشروعات الحكومية أصبحت أكبر كذلك، وبالتالي نحن كقطاع خاص علينا أن نشارك في الاستثمارات في هذه المنطقة الواعدة»، متابعًا: «مراسي يوجد فيها 9 فنادق تحت الإنشاء».
وتعقيبًا على أن مشروع مراسي حتى الآن هو الأغلى سعرًا عن أي مشروعات بسواحل العالم العربي قال العبار: «ذلك لأن منطقة سيدي عبد الرحمن أجمل موقع في البحر المتوسط، ولا بد لأي مطوِّر أن يكون في (غرام) مع المشروعات هناك، ونحن مغرمون بمراسي وسيدي عبد الرحمن، ولذلك سيتم تحسين الخدمات كل عام وسيتم تحسين البنية التحتية لأن هذا المكان يساوي الكثير».
وأشار إلى أن السوق هي من يتحكم في تحديد الأسعار من حيث الارتفاع والانخفاض، كما أن التوقيت الحالي يشهد منافسة جيدة بين شركات التطوير العقاري، والعميل أمامه منتجات وأسعار وخدمات مختلفة، وكل شركة تبحث عن أفضل إنتاج، والعميل يفاضل بين المنتجات ليختار الأنسب له، فقرار شراء العقار قرار هام».
وعن مدن الجيل الرابع وزيادة مساحات الأراضي والطروحات ومدى تناسُب ذلك مع القوى الشرائية بالسوق قال العبار: «الحكومة تضع البنية التحتية وتضع الأفكار، وبعد ذلك فالأمر هو عرض وطلب بالنسبة للمطوِّرين، فإذا كان هناك طلب في السوق فسنجد كبار المطوِّرين مثل إعمار وطلعت مصطفى يقومون بشراء الأراضي من الحكومة، وبالتالي فالسوق هي الحكم في النهاية».
وأكد محمد العبار أن كل الأسواق وبلاد العالم تأثرت بالجائحة، لذلك هناك هدوء في القطاع العقاري وهدوء كبير في نشاط الفنادق، ولكن العمل في مصر هو النشاط الأفضل بين كل أعمال الشركة في الدول الأخرى.
وأوضح: «بالنسبة لمشروع بوابة القاهرة «كايرو جيت» بالشيخ زايد -على سبيل المثال- فقد كنا جاهزين لافتتاح المشروع والبدء في بيع الوحدات، ولكن الحكومة أعلنت إغلاق كل الأنشطة بسبب جائحة فيروس كورونا، وبالتالي تم تأجيل فكرة طرح وحدات المشروع للبيع، ولكن تم التعامل مع العملاء عن طريق الأونلاين والاتصال الهاتفي، وتم تحقيق مبيعات كبيرة منذ أول أسبوع من التعامل عن طريق الأونلاين، وهذا إن دل على شيء فإنه يدل على صحة القطاعات الاقتصادية وصحة الاقتصاد الوطني المصري».
وتابع العبار: «أرى من وجهة نظري أن حال السوق في ظل جائحة فيروس كورونا لا تساعد على أن يكون هذا وقت بيع، وبالتالي فالانتظار أفضل، من جهة أخرى فهذا هو الوقت الجيد للشراء لأن الأسعار تعتبر هي الأفضل من أي وقت آخر في ظل هذه الظروف».
وعن توقعاته بموعد الانفراجة في القطاع قال العبار: «توقعاتي الشخصية ومن رؤيتي للسوق فإنه خلال 12 شهرًا ستحدث تلك الانفراجة، علمًا بأنه توجد بوادر تحسن لأن الأرقام التي يتم تحقيقها من خلال أعمالي تشير إلى التحسن، ولكن مع الإيمان برحمة الله والتطور في الخدمات الطبية ومحاولات وجود عقار للفيروس -سواء في أوروبا أو في الصين وغيرهما- فكلها مؤشرات إيجابية وبوادر خير لتحسن الأوضاع مستقبلًا، وبالتالي أعتقد أن الأمور ستتحسن في منتصف عام 2021».
العبار: السوق هي من يتحكم في تحديد الأسعار.. والتوقيت الحالي يشهد منافسة جيدة بين شركات التطوير العقاريوشدد العبار على أن الجائحة أبرزت أهمية أن تكون المؤسسات مبنية على أن تتحمل الأزمات، فلا بد من بناء المؤسسة من ناحية التدفقات النقدية والميزانية والكوادر البشرية وأسلوب تعاملك مع العملاء والتخطيط المستقبلي، وحينما جاءت جائحة كورونا لم يكن في الحسبان أن تأتي تلك الجائحة لتعطل الأعمال، ولكن أول ما تم أخذه في الاعتبار خلال تلك الجائحة هو النظر إلى مصروفاتنا والخدمات التي يحتاج إليها عملاؤنا، ومع ذلك فأول أسابيع الأزمة كانت الصورة ضبابية وغير واضحة المعالم، ولكن تم التخطيط على أن نتحمل تلك الأزمة لمدة سنتين أو 3 سنوات على أسوأ الفروض.
وأضاف العبار: «أول نشاط تأثر بتلك الجائحة هو نشاط الفنادق، وخاصة أن لدى إعمار أكثر من 20 فندقًا -ولا تزال مغلقة- وكان لا بد من التصرف مع الموظفين بهذه الفنادق والاهتمام بهم، كذلك تأثر قطاع المطاعم، وخاصة أن لدينا قرابة 2000 مطعم ولدينا 14 ألف موظف، وواجهنا أيامًا كان فيها 70% من المطاعم مغلقًا بسبب تلك الجائحة، ولكن الآن بعد العودة التدريجية عاد العمل لـ85% من المطاعم مرة أخرى، وننتظر عودة العمل للفنادق، وبالنسبة للأنشطة التجارية فقد تأثرت تأثرًا كبيرًا لأنها أُغلقت بالكامل خلال جائحة كورونا، ولكن أعيد تشغيلها الآن مرة أخرى في الإمارات لمستوى 50%، وبالنسبة لنشاط بيع العقار فكان شبه متوقف خلال الأزمة، ولكن وصلت المبيعات الآن إلى ما يقرب من 40%». وتابع العبار: «بصفة عامة، الأرقام تبشر بالخير، ومع ذلك اتخذنا إجراءات بتخفيض رواتب المسؤولين لـ50%، وتخليت عن راتبي حتى انتهاء أزمة كورونا لدعم صغار الموظفين».
العبار: اتخذنا اجراءات بتخفيض رواتب المسئولين لـ 50%.. وتخليت عن راتبي حتى انتهاء الازمة لدعم صغارالموظفينوعن خطوة «إعمار» التي اتخذتها مؤخرًا بإلغاء المسميات الوظيفية قال العبار: «نحن في مؤسساتنا لا بد أن نركز على الهدف وإنتاجية الشركة وميزانيتها وأرباحها والاهتمام بالكوادر البشرية وتنميتها والاهتمام بالعملاء والخطة المستقبلية بالمؤسسة، وكذلك المنافسة في السوق، وبالتالي الأساليب الحديثة في الإدارة تتعامل بنسيان المناصب، لأن كل موظف بالشركة لديه وصف وظيفي، وبالتالي كل شخص يعلم مدى حدوده مع الآخر بالشركة، وهناك ديمقراطية في طرح الآراء والمقترحات دون الخوف من التدرج الوظيفي». وأشار العبار إلى أنه «حسب قانون الشركات بالإمارات فأنا عضو مجلس إدارة، والمجلس يقرر أن يجعلني مدير الجلسة، وليس لدى شركتنا (لافتات) لأيٍّ من العاملين».
وأكد العبار أن الهيكلة المؤسسية أمر أساسي رغم أنه يؤمن بأن كل فرد في المؤسسة هو عنصر أساسي فيها، مشيرًا إلى أن «إعمار» ليست مجموعة «منتقاة من الموهوبين»، بل مجموعة أوسع من ذوي المهارات الفريدة. ولفت إلى أن ذلك التغيير البسيط سيكون أثره كبيرًا في المستقبل، وتهدف الخطوة إلى مواصلة النهج الذي سارت عليه الشركة في الارتقاء بالأداء وتعزيزه، لافتًا إلى أن التركيز سينصبُّ على النمو والتطور، وستتواصل تنمية المهارات والقدرات للأشخاص الذين كانوا «عونًا» للشركة. وأوضح أن الشركة تعقد اجتماعاتها في مدة لا تتجاوز 30 دقيقة، ولا توجد «كراسي» في قاعة الاجتماعات، فيتم الحرص على عقد الاجتماعات في أقصر وقت زمني لكي لا يتم إهدار أي وقت.
العبار: المطور يجب ان يكون فى غرام مع مشروعاته ونحن مغرمون بمراسى وبسيدى عبد الرحمنووجَّه العبار حديثه إلى مستثمري الخليج قائلًا: «أعمل في مصر منذ 14 عامًا لم أجد فيها إلا الخير، سواء في النشاط العقاري أو في صناعة الأغذية والمطاعم أو في نشاط الفنون، وبالتالي فمصر بخير، وخاصة مع السياسة الإيجابية للحكومة في مصر».
وتابع: «مصر وأهلها وجمال طبيعتها وحسن تعامل شعبها -وخاصة في الساحل الشمالي- هي ما يجذب الزائرين إليها ويشجع الاستثمار فيها».
وأشار إلى أن الشركة تستهدف التوسع في مجالات خدمية أخرى، حيث وقَّعت الشركة مع مؤسسة السويدي إديوكيشن مذكرة تفاهم لإنشاء فرع «جامعات المعرفة الدولية»، لتستضيف فرع جامعة كوفنتري وجامعات دولية مرموقة أخرى، وذلك على مساحة 50 فدانًا في مشروع الشيخ زايد الجديد الذي تم تخصيصه لشركة «إعمار مصر» مؤخرًا على مساحة 500 فدان لإقامة مشروع سكني متكامل الخدمات.
وشدد العبار على أن أحد المبادئ الأساسية التي تقوم عليها استراتيجية «إعمار» هو النظر دائمًا إلى المستقبل والعمل عليه من الآن، وفي مجتمعات «إعمار» نحرص على الاهتمام بوجود خدمات تعليمية متميزة، فالتعليم هو المستقبل، وكما حرصنا منذ بداية وجودنا في مصر على الشراكة مع أكبر المدارس الدولية فقد أصبح من الضروري أيضًا وجود الجامعات التي تقدم خدمات تعليمية عالية المستوى وفيها جميع الإمكانات التي تضمن تزويد الطلاب بأحدث المهارات العلمية التي تؤهلهم للمنافسة في أسواق العمل المختلفة وتحقيق التفوق المهني والعلمي، وهو ما يظهر أثره على وجود عقول قادرة على تنمية الاقتصاد المصري في مختلف المجالات.
ومن المقرر أن يبدأ العمل على إنشاء فرع «جامعات المعرفة الدولية» في مشروع الشيخ زايد الجديد بداية عام 2021.
العبار يعيد تشطيب فندق «العنوان» على نفقته الشخصيةعلمت «أصول مصر» أن رجل الأعمال محمد العبار كلف بإعادة تشطيب فندق «العنوان» على نفقته الشخصية قبل افتتاحه مباشرة، وذلك بعد أن أبدى ملاحظات على مستوى التشطيب الأوَّلي الذي قامت الشركة المنفِّذة بتسليمه لـ»إعمار».
وتابعت المصادر بأن رجل الأعمال الإماراتي ارتأى أن مستوى التشطيب لا يتناسب مع فكره ورغبته في أن يصبح الفندق إضافة للسوق المصرية ويتناسب مع مستوى جودة مشروعات «إعمار» وكذلك تميز منتجع مراسي.
«إعمار مصر» فضَّلت افتتاح فندق «العنوان» قبل موعده بعام.. ونشكر الحكومة المصرية على دعمها للاستثمار
الشركة تعقد اجتماعتها فى مدة لاتتجاوز الـ 30 دقيقة ولايوجد «كراسى» فى قاعة الاجتماعات
«إعمار مصر» تجذب رؤوس الأموال والاستثمارات العربية إلى مصرحققت شركة «إعمار مصر» للتنمية مبيعات كبرى بالساحل الشمالي خلال العام الماضي، واستطاعت اجتذاب رؤوس الأموال العربية إلى مصر عبر إجراء صفقة كبرى ببيع 10 فيلات بمراسي بقيمة مليار جنيه لصالح أفراد من الأسرة الحاكمة بالمملكة العربية السعودية. وتمثل تلك الصفقة نجاحًا كبيرًا وحافزًا لتصدير العقارات في السوق المصرية وتعكس ثقة رؤوس الأموال العربية في السوق المصرية وتفضيلهم لها عن باقي الدول، خاصة أن أبناء الأسرة الحاكمة بالمملكة العربية السعودية وأصدقاءهم يحرصون على تملُّك عقارات لقضاء الإجازات بمناطق مثل برشلونة ونابولي ومانو ولندن.