سوديك سباقة في الالتزام.. وانطلاقة قادمة بالساحل الشمالي الغربي

تسود توقعات متفائلة لدى العديد من الشركات العقارية بشأن تعافي الطلب على العقارات خلال النصف الثاني من العام الجاري وتعويض حالة الجمود التي شهدها القطاع في النصف الأول عقب انتشار جائحة كورونا التي أثرت على الاقتصاد العالمي.

وحاورت «أصول مصر» المهندس ماجد شريف -العضو المنتدب لشركة السادس من أكتوبر للتنمية «سوديك»- حول رؤيته للقطاع العقاري ومدى قدرته على تجاوز الآثار السلبية التي فرضتها الجائحة، وكذلك خطط سوديك الاستثمارية للمرحلة المقبلة. وإلى الحوار:

قال المهندس ماجد شريف إن السوق العقارية المصرية قائمة على أسس قوية تمكنها من عبور التحديات سريعًا، فقد تشهد حالة من الهدوء نتيجة المتغيرات السلبية لكنها سرعان ما تعود إلى طبيعتها ثم تحدث الانطلاقة، وظهر ذلك في الأزمة المالية العالمية عام 2008 وثورات 2011 و2013، ولذلك هناك يقين بقدرة السوق على تخطي الآثار التي تسببت فيها جائحة كورونا خلال الأشهر القليلة المقبلة.

وأشار إلى أن السوق المصرية مدعومة بحجم الطلب الحقيقي والهائل على الوحدات السكنية وعجز المعروض والمنتج عن تلبيته، فالفجوة في حجم الطلب مستمرة ومتنامية، كما تتسم غالبية الشعب المصري بالأعمار الصغيرة ووجود طموحات دائمة إلى الخروج من السكن في الأحياء القديمة إلى مدن المجتمعات العمرانية الجديدة.

وأوضح أن الطلب على العقارات خلال الـ6 أشهر الأولى من العام الحالي تأثر بظهور الجائحة ثم الإجراءات الاحترازية التي تم اتخاذها شيئًا فشيئًا بداية من إلغاء المعارض والفعاليات الكبرى، مثل معرض سيتي سكيب مصر الذي يعد حدثًا سنويًّا تنتظره الشركات لطرح مراحل ومشروعات جديدة بعروض مميزة وتحقيق مبيعات كبرى، وبالطبع تأثرت مبيعات الشركات العقارية خلال تلك الأشهر بإلغاء المعرض ثم تطبيق إجراءات أخرى لمنع تفشي الفيروس، ومنها حظر التجول والتزام شريحة كبيرة من العملاء بعدم الخروج من المنازل وتطبيق التباعد الاجتماعي، بما أسهم في تراجع اهتمام العملاء بشراء المنازل والتواصل مع الشركات العقارية.

وتابع: «كما أثرت الرؤية الضبابية لموعد انتهاء الجائحة وشكل الحياة بعدها على تفعيل الرغبات الشرائية خلال أشهر النصف الأول، كما حدث تزايد في نسب الإلغاءات خلال أول شهرين من الجائحة، ولكن مع رفع الإجراءات الاحترازية وعودة الحياة بصورة تدريجية بدأت معدلات المبيعات في التعافي والاقتراب من العودة إلى المعدلات الطبيعية».

وقال العضو المنتدب لشركة سوديك: «قمنا بجس نبض السوق خلال الشهر الماضي بطرح عدد محدود من الوحدات بمشروع VEY بمدينة الشيخ زايد الجديدة، وتمكنت الشركة من بيع الوحدات المطروحة في 48 ساعة فقط، وبلغت قيمة المبيعات 250 مليون جنيه».

وطرحت «سوديك» أول الفيلات المستقلة بـVEY الذي يعد أول مشروع ضمن ثلاثة أحياء تقيمها الشركة في مشروع الـ500 فدان في مدينة الشيخ زايد الجديدة، ويضم المشروع وحدات تاون هاوس وتوين هاوس التي تعتمد على الطاقة الشمسية من أجل حياة أكثر كفاءة وصديقة للبيئة.

وتم تصميم المساحات الخارجية في مشروع VYE بأسلوب مبتكر وعملي يتيح ممارسة الرياضة والأنشطة الاجتماعية المتنوعة في نفس الوقت، كما تتوافر في تلك المساحات المفتوحة أماكن عامة للعمل مزوَّدة بشبكة Wi-Fi في متنزهات خضراء تحت اسم Nova Parks، موفرةً نمط حياة عصريًّا مليئًا بالأنشطة على مدار اليوم، ويوفر المشروع أيضًا محطات للشحن الكهربائي للسيارات، بما يروِّج لوسائل الانتقال النظيفة والصديقة للبيئة.

وأوضح أن الشركة كانت تستهدف -بداية العام وقبل تفشي الجائحة- مبيعات تعاقدية بقيمة 8.4 مليارات جنيه، ولكن مع الأحداث الأخيرة قد لا تستطيع الشركة تحقيق ذلك الرقم، ومع ذلك لدينا توقعات متفائلة للغاية بعودة المبيعات إلى معدلاتها خلال النصف الثاني من العام.

وأضاف أنه تم وضع سيناريوهات مختلفة للمبيعات المتوقعة في ضوء المتغيرات الأخيرة، وسيتم عرضها على مجلس إدارة الشركة لتحديد المبيعات المستهدفة في الفترة المقبلة.

ولفت إلى أنه فيما يتعلق بالاستثمارات المستهدَف ضخها فقد حددت الشركة بداية العام إنفاقًا استثماريًّا بقيمة 3,740 مليارات جنيه، ومع فرض الإجراءات الاحترازية وتعليق العمل بالمواقع فترة أسبوعين وغياب الرؤى بعد عودة العمل وتخفيض كثافة العمال في المواقع ومقار الشركة تعطلت الخطط المستهدَفة للإنفاق الاستثماري، متابعًا: «نستطيع القول إن حركة العمل عادت بصورة طبيعية حاليًّا، ونتوقع ضخ الاستثمارات المستهدَفة خلال العام الجاري».

وأوضح أن سير الشركة في تفعيل خطتها في الإنفاق الاستثماري رغم التحديات دليل على قوة مركزها المالي من حيث التدفقات النقدية، كما أن التسهيلات البنكية الممنوحة لها لم يتم استخدامها بالكامل، كما تتميز الشركة بعلاقات قوية مع البنوك نتيجة لسابقة أعمالها المميزة والتزامها المعهود، ولذلك فلديها عروض للعديد من التسهيلات الائتمانية حال رغبتها في ذلك.

وأوضح أن الشركة تتفاوض مع البنك العربي الإفريقي الدولي لاقتراض 2.5 مليار جنيه لاستكمال تنفيذ مشروع «فيليت» بالقاهرة الجديدة، ومن المقرر الوصول إلى اتفاق نهائي خلال 3 شهور.

وأتيح لسوديك تسهيلات ائتمانية بقيمة 4,2 مليارات جنيه خلال الربع الأول من العام الحالي، منها مليارا جنيه ديون مستحقة في 31 مارس 2020، ومليار جنيه لم يتم سحبها وتمثل سيولة إضافية تمكننا من تمويل الإنشاءات الخاصة بالمشروعات.

وشدد على أن الشركة حريصة على الوفاء بالتزاماتها تجاه العملاء والدولة، وهو المعهود من سوديك.

وأضاف أن الشركة كانت من أوائل المستثمرين الذين قاموا بتوفيق أوضاعهم في مدينة الشيخ زايد الجديدة، وكانت صاحبة أول قرار وزاري بالمدينة وأول مشروع يتم طرحه ويسهم في خلق الحياة بالمدينة الواعدة.

وأوضح أنه نتيجة التزام سوديك فهناك علاقة قوية ومتينة بينها وبين جميع أطراف منظومة القطاع العقاري، ورغبة في التعاون البنَّاء مع هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة.

وأشار إلى أن الشركة بدأت في عقد لقاءات مع مسؤولي هيئة المجتمعات العمرانية بخصوص أرض الساحل الشمالي التي انتقلت تبعيتها إلى الهيئة، لافتًا إلى أن الشركة حريصة على سرعة البدء في تنفيذ المشروع والمساهمة في تحقيق خطة الدولة في تنمية الساحل الشمالي الغربي.

وشدد على أن نقل ولاية الساحل الشمالي الغربي إلى هيئة المجتمعات العمرانية «أثلج» صدور المطوِّرين؛ فهناك ثقة متبادلة بينهم وبين الهيئة ومعرفة ووضوح لجميع الإجراءات والخطوات الخاصة بتنفيذ نشاط استثماري، كما يعلم جميع المطوِّرين أن قوانين الهيئة تحقق الشفافية وتُساوي بين الجميع.

وأوضح أن الشركة وقفت البيع بمشروع «ملاذ» بمجرد قيام الدولة بإعادة تخطيط الساحل الشمالي الغربي، وذلك في إطار التزام الشركة المعهود مع العملاء.

ولفت إلى إمكانية تغيير مخطط المشروع، خاصة مع العمل حاليًّا وفقًا لاشتراطات هيئة المجتمعات العمرانية التي تركز على خلق مجتمعات عمرانية متكاملة وليس وحدات سياحية، ويتناسب ذلك مع فكر الدولة في جعل الساحل الشمالي منطقة إعاشة تعمل طوال أيام السنة وليس خلال أشهر الصيف فقط.

وأشار المهندس ماجد شريف إلى أن الشركة تستهدف طرح أعمال تنفيذات على شركات المقاولات بقيمة 3 مليارات جنيه.

وأضاف أن سوديك وقَّعت مؤخرًا عقود إنشاءات بقيمة 1.2 مليار جنيه في مشروع سوديك إيست.

ويتم تطوير سوديك إيست بالشراكة مع شركة مصر الجديدة للإسكان والتعمير، ويشغل المشروع موقعًا استراتيجيًّا بين طريقين سريعين هما (القاهرة-السويس) و(القاهرة-الإسماعيلية)، ويبعد نحو 10 دقائق بالسيارة عن العاصمة الإدارية الجديدة من خلال شبكة الطرق الجديدة، ويمتد على مساحة 655 فدانًا، ووضع مخططه العام مكتب ساساكي الأمريكي، حيث يمثل مشروعًا متكاملًا ومتعدد الاستخدامات، وتشكل المساحات المفتوحة والخضراء 84% من مساحته الإجمالية.

وأشار إلى أن العمليات الإنشائية لجميع المراحل التي تم إطلاقها قيد التنفيذ وفق الجداول الموضوعة، لتبدأ عمليات التسليم في 2021، ويعمل في موقع المشروع حاليًّا 15 مقاولًا وأكثر من 2500 عامل، وتم استكمال أكثر من 65% من الهياكل الخرسانية لـ776 وحدة، وبدأ العمل في التشطيبات الخارجية في المراحل الأولى.

وأضاف أن أعمال البنية التحتية أيضًا قيد التنفيذ بدءًا من الطرق الرئيسية للمشروع، بالإضافة إلى أساسات المياه والصرف الصحي والتوصيلات الكهربائية.

ويضم المشروع مدارس وعناصر تجارية وترفيهية وموقعًا للتخييم يمتد على مساحة 6 أفدنة داخل المشروع الذي تم تصميمه ليصبح أول موقع من نوعه يشغل هذه المساحة في مصر، وسيستفيد في الوقت نفسه من النادي الرياضي الملاصق له الذي يشغل مساحة 41 فدانًا ويديره نادي Club S الذراع الرياضية لشركة سوديك.

وأضاف ماجد شريف: «من المخطط أن يصبح سوديك إيست المشروع التوأم لسوديك ويست، حيث يُمثِّل المشروع نموذجًا لأسلوب الحياة الحديثة داخل بيئة عصرية تم تخطيطها بكل دقة، ويتميز بموقعه الاستراتيجي الذي يلبي الطلب المتزايد على الوحدات السكنية في شرق القاهرة، كما يُمثِّل بديلًا متميزًا مقارنة بالأسعار المرتفعة بمنطقة القاهرة الجديدة، ويُعد فرصة حقيقية للشبان ولحديثي الزواج الراغبين في الاستمتاع بأسلوب حياة متميز». وأوضح أن علاقة الشراكة مع شركة مصر الجديدة للإسكان والتعمير «ممتازة» و»مثالية»، وهناك تعاون وتفهم مستمر للظروف التي فُرضت على المشروع وأثرت على معدلات التنفيذ والالتزام بالخطط الزمنية، أهمها تغيير جهة الولاية من شركة مصر الجديدة إلى مدينة الشروق، وهو الأمر الذي أخَّر اعتماد الإجراءات، لافتًا إلى أن الشركة التقت مؤخرًا مع الإدارة الجديدة لشركة مصر الجديدة وتمت مناقشة العديد من الأمور الهامة، منها الاتفاق على برنامج زمني جديد يتناسب مع المتغيرات. وتابع بأن الشركة تتوقع بدء الإنشاءات في «زايد الجديدة» مع أواخر العام الجاري، حيث يجري حاليًّا إعداد المراحل النهائية من التصميمات.

المهندس ماجد شريف:معدلات المبيعات بدأت في التعافي.. وطرحنا وحدات بـVEY لجس نبض السوق وتمكنا من تحقيق مبيعات قياسية

وأكد العضو المنتدب لشركة «سوديك» أن جائحة كورونا فرضت على الشركات الابتكار في الآليات التسويقية والعمل بصورة سريعة نحو التحول الرقمي، فكانت الشركة تُعِدُّ منظومة جديدة للتسويق الإلكتروني، وأسهمت أزمة كورونا في التعجيل باستخدام تلك الآلية التي مكَّنت الشركة من التواصل مع العملاء في الظروف الصعبة التي مرت بها السوق، كما تم التواصل مع العملاء خارج مصر الذين مثَّلوا خلال الربع الأول 18% من مبيعات الشركة. وأضاف أن الشركة تفهمت الظروف الاقتصادية التي فرضها الفيروس وقامت بابتكار أساليب سداد تتناسب مع العملاء لعبور تلك المرحلة.

وأشار إلى أن الشركة -بصفة عامة- عند تحديد أسعار المشروعات والمراحل الجديدة تدرس دائمًا مناسبتها مع التكلفة والجدوى الاقتصادية وهامش الربح المستهدَف من الشركة، حيث تتم مراعاة الجدوى وظروف السوق، بمعنى أنه إذا حققت الشركة من المشروع الجدوى الاقتصادية وكانت ظروف السوق صعبة لا يتم فرض زيادات سعرية على المشروعات، بينما إذا كانت الظروف مناسبة فلا تتخطى الزيادة معدلات التضخم.

المهندس ماجد شريف:

وعن أرض الـ400 فدان بالشيخ زايد التي تُطرح للمرة الرابعة في 13 عامًا بسعر تقديري 5540 جنيهًا للمتر قال شريف إن الأرض يجب تحديد قيمة عادلة لها تضمن للمطوِّر تحقيق جدوى اقتصادية وللهيئة تحقيق عائد مناسب، أما في المرات الماضية فكانت تُطرح الأرض بأسعار لا تتلاءم مع المطوِّرين، وبالتالي لم يحدث توافق فيُعاد الطرح مجددًا.