المهندس ممدوح بدر الدين أحد رواد التنمية والتطوير بمدينة الشيخ زايد: مصر تحصد ثمار التنمية والتطوير التي زرعها الرئيس السيسي
تُعدُّ مدينة الشيخ زايد واحدة من أولى مدن المجتمعات العمرانية في مصر، واستطاعت جذب المزيد من الاستثمارات الكبرى، وكانت من أوائل المدن التي اتبعت مفهوم المنازل الذكية، كما ضمَّت مراكز خدمية من مولات ومبانٍ إدارية ومستشفيات استطاعت جذب الاستثمارات الأجنبية والصناديق.
وتستعد مدينة الشيخ زايد للاحتفال بمرور 25 عامًا على تأسيسها والانطلاق كواحدة من أشهر مدن المجتمعات العمرانية الجديدة وضمن المدن التي تتسم بارتفاع أسعار الوحدات والأراضي بها.
وتحاور “أصول مصر” المهندس ممدوح بدر الدين -أحد رواد التطوير العقاري بمدينة الشيخ زايد ورئيس شركات “بدر الدين للاستثمار والتطوير العقاري”- حول نشأة المدينة وكيف استطاعت أن تصبح نموذجًا للمدن الجاذبة للاستثمارات المحلية والأجنبية في زمن قياسي.
وإلى الحوار:
بدر الدين أول المستثمرينلم يكن لدى القطاع العريض من المواطنين أو المستثمرين في بداية التسعينيات من القرن الماضي توقعات بأن تشهد تلك المدينة تنافسًا ضخمًا من قِبل رجال الأعمال للحصول على أراضٍ بها ووصول الأراضي إلى مستويات سعرية أثارت اتهامات لهيئة المجتمعات بالمغالاة في التسعير.
وقال المهندس ممدوح بدر الدين إن شركته “بدر الدين” -التي كانت تحت التأسيس آنذاك- كانت أول من حصل على خطاب تخصيص لأراضٍ بالشيخ زايد، وذلك في عام 1993، حيث تم تخصيص 560 فدانًا أصبحت بعد ذلك أشهر مشروعات الشيخ زايد، وهي “الكرمة” و”زايد 2000” و”الندى” و”الجزيرة” و”السليمانية”.
وقال بدر الدين: “طرحتُ على المهندس حسب الله الكفراوي فكرة إنشاء أول مشروع متكامل بمدينة الشيخ زايد التي كانت وقتها صحراء دون مرافق، وكانت الفكرة عبارة عن تأسيس مشروع يضم منطقة خدمات متنوعة وجامعة ومدارس، ويحيط به على جانبيه كومباوند سكني ليكون المشروع على شكل كرمة العنب، ووافق المهندس الكفراوي على الفكرة وتم إصدار خطاب بتخصيص 560 فدانًا لتنفيذ المشروع”.
وتابع بدر الدين: “بعدها بفترة تولى المهندس محمد إبراهيم سليمان منصب وزير الإسكان، وعرضنا عليه جواب التخصيص الموقَّع من المهندس الكفراوي، وطلبنا تسعير الأرض وبدء خطوات التنفيذ، إلا أننا فوجئنا بعد أيام بطرح إعلان في الصحف لبيع تلك الأرض ودعوة المستثمرين الراغبين في الحصول على مساحات بها إلى التقدم بالعروض والأوراق والملاءة المالية والخبرات الفنية”.
وأضاف: “كان من الممكن اللجوء إلى القضاء، ولكن مبدأنا دائمًا العمل والتنمية فقط، ولذلك تقدمنا بطلب مثل باقي الشركات وحصلنا على 50 فدانًا بسعر 50 جنيهًا للمتر، وهي ما أصبحت بعد ذلك مشروع (الكرمة)”.
- طرحتُ فكرة أول مشروع عمراني متكامل على المهندس حسب الله الكفراوي وخصص لي 560 فدانًاوأوضح بدر الدين: “بدأنا العمل ولم تكن هناك مرافق، وكانت الشركات العاملة هي بدر الدين ودرة والندى وسوديك في عام 1995، وهو عام انطلاق المدينة”، واصفًا العمل آنذاك بمدينة الشيخ زايد بـ”دق الحديد في الصحراء”.
وتابع: “حصلت على أول خطاب تسجيل أرض (عقد أخضر) لمشروع (الكرمة 1) وأول تراخيص”.
تطور العمرانوأكد المهندس ممدوح بدر الدين أن فكر الدولة تغيَّر كثيرًا في إنشاء المدن الجديدة، فأصبحت تهتم ببناء بنية أساسية وطرق ووسائل مواصلات ومرافق بأحدث التقنيات، ويتم إدخال الآليات التكنولوجية الحديثة التي تتناسب مع ثورة المعلومات الحالية، كذلك يتم تنفيذ خدمات استراتيجية كالمستشفيات والمراكز الطبية والخدمية والترفيهية والجامعات والمدارس، ثم بعد ذلك يتم طرح الأراضي على المستثمرين فيجد المستثمر أمامه الفرصة متاحة للعمل مباشرة ولا يبذل نفس الجهد الذي كانت الشركات تتبعه في السنوات الماضية لإقناع العملاء بالسكن في المدن الجديدة.
ولفت إلى أن شركته في مدينة الشيخ زايد كانت أول من أدخل خطوط التليفونات والكهرباء والمياه والغاز الطبيعي، مشيرًا إلى أن المدينة ستصبح خلال سنوات قليلة أكثر ازدحامًا من المناطق الشهيرة بوسط القاهرة، مثل المهندسين ومدينة نصر، لما تتسم به من بنية أساسية مميزة وتخطيط جيد ومراعاة للمعايير البيئية للحد من التلوث.
طفرة خلال 2021وأكد بدر الدين أن منتصف عام 2021 سيشهد انطلاقة لمصر بمختلف القطاعات، وخاصة العمرانية والسياحية، حيث سيتجاوز العالم بنسبة كبيرة الآثار السلبية لجائحة كورونا، وسيتم افتتاح العديد من المشروعات الكبرى في مصر، منها الحي الحكومي بالعاصمة الإدارية الجديدة، وكذلك المتحف الكبير بغرب القاهرة، ومشروعات أخرى سيكون لها شكل مختلف العام المقبل.
وأوضح أن البلاد ستحصد ثمار التنمية والتطوير التي زرع بذرتها الرئيس عبد الفتاح السيسي، وسيكون للأجيال القادمة شأن آخر، فما تم من تنمية وتطوير في العمران بمصر لم يتم على مدار الـ150 سنة الماضية.
السيرة الذاتيةالمهندس ممدوح بدر الدين أحد رواد التطوير العقاري، وهو خريج كلية الهندسة بجامعة القاهرة عام 1969.
وبدر الدين من أوائل المطوِّرين العقاريين بمدينة الشيخ زايد، حيث اتجه للاستثمار بها منذ عام 1993، وسرعان ما ارتبط اسمه بالطفرة العمرانية بالمدينة عبر تنفيذ مشروعات مميزة، مثل “أركان مول” و”الكرمة”، واستمرت شركات “بدر الدين” في التوسع بتنفيذ مشروعات أخرى، مثل امتداد “أركان مول” و”مزار مول” و”كيان”، كما يستعد لتنفيذ أكبر مشروع خدمي بغرب القاهرة على مساحة 205 أفدنة بالشراكة مع هيئة المجتمعات العمرانية.
وللمهندس ممدوح بدر الدين إسهامات واضحة في العمل العام وخدمة العاملين بقطاع التطوير العقاري، فتولى رئاسة شعبة الاستثمار العقاري بالاتحاد العام للغرف التجارية.
وشهدت فترة رئاسته العمل على العديد من الملفات الهامة التي يحتاج إليها بشدة قطاع التطوير العقاري، مثل قانون اتحاد المطوِّرين واللائحة العقارية ومبادرة إنتاج وحدات إسكان اجتماعي ومتوسط بالشراكة بين هيئة المجتمعات العمرانية والقطاع الخاص.
- مدن الجيل الرابع تحوي بنية أساسية وتراعي كل التقنيات التكنولوجية