الاتحاد الدولي للنقل الجوي يحث الحكومات على توحيد الجهود لاستعادة نشاط قطاع الطيران
1.7 مليون وظيفة معرضة للضياع و105 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي لدول المنطقة في خطر
دعا الاتحاد الدولي للنقل الجوي "إياتا" الحكومات في منطقة الشرق الأوسط إلى وضع خطط لاستئناف حركة الطيران وإعادة قنوات التواصل بين الناس والشركات والاقتصادات مع الأسواق العالمية بأمان فور تحسّن الظروف وانحسار أزمة كوفيد-19.
وقال كامل العوضي، نائب الرئيس الإقليمي للاتحاد الدولي للنقل الجوي في أفريقيا والشرق الأوسط: "إن استئناف حركة الطيران في يسهم في دعم تعافي الاقتصاد من أزمة كوفيد-19. ومن الضروري الإسراع إلى مواصلة العمل في القطاع بمجرد أن يسمح الوضع العام بذلك، لتجنب خسارة ملايين الوظائف نتيجة الإغلاق المطوّل لمدة عام أو أكثر، وتحتاج هذه الخطوة إلى تحضيرات حذرة لإنجازها بأمان".
وتُظهر بيانات كشف عنها الاتحاد الدولي للنقل الجوي انخفاض أعداد المسافرين جواً في المنطقة بنسبة 82.3% في يناير قياساً بشهر يناير 2019. ويعرّض هذا الانخفاض الحاد والمستمر أكثر من 1.7 مليون وظيفة في الشرق الأوسط و105 مليار دولار أمريكي من الناتج المحلي الإجمالي لدول المنطقة للخطر.
وأشار تقرير اياتا إلي أن شركات الطيران في الشرق الأوسط خلال عام 2020 سجلت خسائر بقيمة 7.1 مليار دولار أمريكي، ما يعادل 68.47 دولار أمريكي عن كل مسافر. ومع تقليص معدل الرحلات بنسبة 20% مقارنة بعام 2019، سيستمر هذا الاتجاه الهبوطي على الرغم من إجراءات تخفيف التكاليف.
كما تلقّت شركات الطيران في المنطقة مساعدات حكومية بقيمة 4.8 مليار دولار أمريكي خلال 2020، وتم توزيع معظمها (4.1 مليار دولار أمريكي) على شكل دفعات نقدية مباشرة. وعلى الرغم من ذلك، قدمت العديد من شركات الطيران في الشرق الأوسط طلبات إفلاس أو انتقلت إلى مجال إدارة الأعمال.
وحدد الاتحاد الدولي للنقل الجوي مجالين رئيسيين يجب على الحكومات التعاون فيها، وهي:
استئناف العمليات التشغيلية، والذي يتطلب عودة الطائرات ومباني المطارات للعمل، لذا يجب على شركات الطيران تجهيز كوادرها من الموظفيين والفنيين والطائرات، وضمان وجود بنية تحتية قادرة على تلبية الطلب عند فتح الأسواق.
الوثائق المطلوبة للسفر، وتوفر موافقة مجلس منظمة الطيران المدني الدولي مؤخراً على متطلبات شهادات اختبار كوفيد-19 المقبولة دولياً، إطار عمل عالمي، وتتضمن إطار عمل تنظيمي تقني لقبول الشهادات الصادرة رقمياً وإدماج شهادات التطعيم في المستقبل، ويشكّل التعاون في تنسيق تطبيق هذه الإجراءات عبر الشرق الأوسط ركيزةً أساسية في طريق انتعاش اقتصادات المنطقة.
كما تلعب عمليات إجراء الفحوصات والتطعيم دوراً مهماً في فتح الحدود أمام الرحلات الجوية بالتزامن مع إحكام السيطرة على الأزمة الصحية.
ويؤكد العوضي إن " دول الخليج العربي تأتي في طليعة الدول المستعدة لاستئناف الحركة الجوية، إذ تُجري الخطوط الجوية القطرية حالياً التجارب النهائية لتطبيق هذا البرنامج، في حين تواصل كل من شركة طيران الإمارات والاتحاد وطيران الخليج عمليات التجارب لإطلاق البرنامج".
أهمية استمرار تقديم التسهيلات المالية
لا تزال تأثيرات الصدمة المالية التي سببتها أزمة كوفيد-19 واضحة حتى الآنوأكد العوضي يجب أن تكون شركات الطيران قادرة مالياً على الاستمرار من أجل تسريع عجلة الانتعاش، فمع غياب جدول زمني واضح للتعافي، سيكون من الصعب إيجاد حل للوضع الحالي. ويجب على الحكومات التي قدمت تسهيلات الاستعداد لتقديم المزيد منها، كما يجب على الحكومات التي لم تتخذ إجراءات في هذا السياق أن تدرك المخاطر المتنامية على اقتصاداتها مع استمرار الأزمة".