أزمة عالمية بسبب مياه اليابان المشعة
المياه المشعة، قد تكون سببا فى أزمة كبري بين الصين وكوريا الجنوبية واليابان، وذلك بعد قرار طوكيو بعزمها صب أكثر من مليون طن من المياه المشعة المعالجة من محطة فوكوشيما النووية في المحيط الهادئ، لما له من تأثيرات بيئة خطيرة.
طوكيو تعتزم صب أكثر من مليون طن من مياه محطة فوكوشيما النووية في المحيط الهادئ
وأعلنت حكومة اليابان، أنها في غضون عامين تعتزم التخلص من أكثر من مليون طن من المياه المشعة المعالجة في المحيط الهادئ، أي ما يعادل حوالي 500 حوض سباحة بحجم أولمبي، من محطة فوكوشيما النووية التي دمرها زلزال وموجات مد بحري (تسونامي) في عام 2011.
وخلال هذه الفترة، ستقوم الشركة المالكة للمحطة "طوكيو إلكتريك باور بترشيح المياه وإنشاء البنية التحتية وتأمين الموافقة التنظيمية على البدء في ضخ المياه في المحيط.
الصيادين المحلين: المياه المشعة تتلف الحمض النووي البشري
واعترض الصيادين المحلين على ذلك الأمر نظرا لما يمثله من خطورة على صحتهم، وعلى مدى أعوام حثت اتحادات الصيد في فوكوشيما الحكومة على عدم صرف المياه الملوثة في البحر قائلة: " هذا سيكون له “تداعيات كارثية” على قطاع الصيد، مؤكدين أن هذه المياه لديها القدرة على إتلاف الحمض النووي البشري.
وأفادت منظمة السلام الأخضر، المياه المخزنة في أكثر من 1000 خزان في المصنع، تحتوي على مستويات “خطيرة” من نظير الكربون 14 المشع، بالإضافة إلى كميات التريتيوم التي تم الإبلاغ عنها بالفعل على نطاق واسع.
ويأتي تقرير منظمة السلام الأخضر في تقرير نشر بعنوان Stemming the Tide 2020: The reality of the Fukushima radioactive water crisis، بعد إعلان وسائل إعلام يابانية أن الحكومة اقتربت من إعطاء موافقتها على إطلاق المياه في المحيط الهادئ، على الرغم من اعتراضات الصيادين المحليين الذين قالوا إن هذا سوف يدمر سبل عيشهم.
وبينما يركز معظم الاهتمام على التريتيوم، الذي لا يمكن إزالته بواسطة نظام الترشيح في الموقع الذي يستخدمه مشغل المحطة Tokyo Electric Power أو كما يعرف Tepco، قالت منظمة السلام الأخضر في تقريرها إن السائل يحتوي على “مستويات خطيرة من الكربون 14″، وهي مادة مشعة لديها “القدرة على إتلاف الحمض النووي البشري.
كما أشارت المنظمة إلى أن الكربون 14 يتركز في الأسماك بمستوى أعلى بآلاف المرات من التريتيوم.
وأضافت المنظمة أن الحكومة اليابانية وشركة تيبكو تشيران إلى المياه، التي تصبح ملوثة عند استخدامها في تبريد المفاعلات التي تضررت من جراء كارثة تسونامي، على أنها "مياه معالجة" وتعطي الانطباع بأنها تحتوي فقط على التريتيوم.
ورحبت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بقرار الحكومة اليابانية، وأكد مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، أن حلّ اليابان كان ممكنا تقنيا ومتوافقا مع المعايير الدولية، مشيراً إلى استعداد الوكالة لتقديم الدعم الفني في مراقبة ومراجعة التنفيذ الآمن والشفاف للخطة.
وأوضح أن عمليات تصريف المياه الخاضعة للرقابة في البحر هي ممارسة روتينية لتشغيل محطات الطاقة النووية في العالم بعد تقييمات السلامة والأثر البيئي، مبيناً أن قرار حكومة اليابان يعد علامة فارقة ستساعد في تمهيد الطريق لإحراز تقدّم مستمر في إيقاف تشغيل محطة فوكوشيما دايتشي للطاقة النووية.
وأعلنت الولايات المتحدة، دعمها لقرار اليابان بالتخلص من المياه الملوثة في محطة فوكوشيما للطاقة الذرية المدمرة بعد المعالجة.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، في بيان نشرته الوزارة عبر موقعها الإلكتروني، إنه يبدو أن اليابان تبنت نهجا يتوافق مع معايير السلامة النووية المقبولة عالميا، في قرارها بالتخلص من المياه الملوثة في محطة فوكوشيما للطاقة الذرية المدمرة بعد المعالجة.
وأضاف أن الحكومة اليابانية "كانت شفافة بشأن قرارها"، مضيفا أن اليابان، بالتنسيق الوثيق مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، اتخذت تدابير لإدارة تداعيات حادث فوكوشيما دايتشي النووي في مارس 2011، بما في ذلك رصد الإشعاع والمعالجة وإدارة النفايات وإيقاف التشغيل. وأشار إلى أن "الحكومة اليابانية أعلنت قرارها بشأن السياسة الأساسية للتعامل ، مع المياه المشعة المعالجة بنظام معالجة سائل متقدم يسمى /ألبس/ للتخلص من المياه المشعة بعد معالجتها عن طريق تصريفها في البحر".
وتابع برايس قائلا إن الولايات المتحدة كانت على علم بأن الحكومة اليابانية ،درست عدة خيارات تتعلق بإدارة المياه المعالجة المخزنة في موقع فوكوشيما دايتشي. فيما أعربت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، عن قلق موسكو بشأن خطط طوكيو لإلقاء مياه مشعة من محطة الطاقة النووية "فوكوشيما-1" في المحيط، وتعول على تحلي اليابان بالمسؤولية.
وقالت زاخاروفا، في بيان نشر على موقع الخارجية الروسية: "نعرب عن قلقنا الشديد في هذا الصدد، ونتوقع أن تظهر الحكومة اليابانية الدرجة اللازمة من الشفافية، وأن تبلغ الدول المعنية بأفعالها التي قد تشكل تهديدًا إشعاعيًا"، بحسب ما أفادت وكالة سبوتنيك الروسية.
كما أعربت المتحدثة عن أملها بأن تتعامل طوكيو مع هذه المسألة المهمة بكل مسؤولية، وتتخذ التدابير المناسبة لتقليل التأثير السلبي على البيئة البحرية، والتدهور البيئي، وألا تخلق صعوبات للأنشطة الاقتصادية للدول الأخرى، بما في ذلك في مجال صيد الأسماك.
وأضافت زاخاروفا: "نتوقع توضيحات أكثر تفصيلاً حول جميع الجوانب المتعلقة بالتصريف المخطط للمياه المشعة في المحيط. ننطلق من افتراض أن اليابان ستسمح، إذا لزم الأمر، برصد حالة الإشعاع في المناطق التي سيتم فيها هذا التفريغ". وفي المقابل، أعلنت الدول المجاورة لليابان عن استيائها من القرار، حيث أكدت الصين أن نهج اليابان في هذه المسألة غير مسؤول للغاية وسيضر بالصحة وبالسلامة العامة في العالم وبمصالح الدول المجاورة الحيوية.
وعليه أعربت الخارجية الكورية الجنوبية عن أسفها الشديد لهذا القرار الذي قد يكون له تأثير مباشر أو غير مباشر على سلامة شعبها والبيئة المحيطة في المستقبل.