لبنان يطلق منصّة لبيع الدولار من خلال المصارف بسعر 12 ألف ليرة
يطلق لبنان الذي انهارت عملته بفعل أزمة مالية عميقة برنامجا بسمح للمصارف ببيع الدولار الأميركي بسعر قريب من المستويات التي يعرضها المتعاملون في السوق السوداء.
وقال مصرف لبنان المركزي في بيان إن اللبنانيين الذين يريدون الحصول على دولارت يمكنهم التسجيل لشراء العملة الأميركية بسعر 12 ألف ليرة للدولار من البنوك المشاركة في الفترة من 21 إلى 25 مايو، سيحصلون على الدولارات في 27 مايو
لم يذكر مصرف لبنان في بيانه ما إذا كان العملاء سيتمكنون في المستقبل أيضا من استخدام منصة "Syrafa" الجديدة للبنك المركزي للحصول على الليرة اللبنانية عند بيع الدولار بسعر مماثل.
كان تداول الليرة اللبنانية يجري بحرية في البنوك والمتاجر وأماكن أخرى عند 1500 مقابل الدولار قبل أن تنفجر أزمة ثلاثية في البلاد، مالية وإقتصادية ومصرفية، اعتبارا من 17 أكتوبر/ 2019.
منذ أواخر 2019 انخفض سعر الصرف في السوق السوداء، إذ بلغ نحو 12800 اليوم. وتضع البنوك قيودا على سحب الودائع بالدولار وتستخدم منصّة كان أطلقها المصرف المركزي تسمح بعمليات سحب محدوودة من الودائع الدولارية بسعر 3900 ليرة للدولار.
أسقطت الأزمة شريحة واسعة من المواطنين في براثن الفقر، حيث توقفت المصارف عن مد عملائها بودائعهم بالعملات الأجنبية، إلى جانب فرض قيود على عمليات السحب.
كان الرئيس ميشال عون قد قال في مارس آذار إنه من المقرر السماح للبنوك بإجراء المعاملات بأسعار السوق، لكن البنك المركزي لم يصدر آليات لنظام الصرف إلا في الأسابيع الماضية.
صرف أموال المودعين
كان مصرف لبنان قد أعلن في العاشر من مايو عن آلية لصرف أموال المودعين الذين جُمدت حساباتهم منذ 2019.
وذكر البنك في بيان له أنه يجري محادثات مع بنوك محلية لوضع نظام يمكن المودعين من صرف 25 ألف دولار من أموالهم على دفعات، على أن يتم تقسيط هذه المبالغ على فترة زمنية يحددها المصرف قريبًا. ومن المتوقع أن يبدأ الدفع اعتبارًا من 30 يونيو 2021، مشترطا حصوله على تغطية قانونية لإطلاق هذه الآليّة..
وسيطبق نظام السداد الجديد على الودائع بجميع العملات التي يرجع تاريخها إلى ما قبل 17 أكتوبر/ 2019.
لبنان يراجع منظومة الدعم
وفي المقابل، قلّص لبنان لائحة المواد الاستهلاكيّة التي يشملها دعم حكومي للأسعار إلى 150 منتجا، وهو عدد ما زال مرتفعا كما يؤكّد رئيس نقابة مستوردي المواد الغذائية والمنتجات الاستهلاكية والمشروبات في لبنان، هاني بحصلي. وينفق لبنان 6 مليارات دولار تقريبا على الدعم، وقد هبطت احتياطيات المصرف المركزي في مارس إلى 15 مليار دولار بالمقارنة مع أكثر من 30 مليار دولار قبل الأزمة التي حلت بالبلاد في 2019. لكن هذه الأرقام لا تعتبر "دقيقة بالكامل" لأن المركزي لم ينشر أرقاما محدّثة.
إتهامات بالفساد
في بداية مايو رفعت منظمة "شيربا" Sherpa غير الربحية، دعوى قضائية أمام المدعي العام المالي الفرنسي بشأن مزاعم "فساد وغسل أموال"، تستهدف حاكم مصرف لبنان المركزي رياض سلامة وشقيقه. وأوضحت المنظمة التي تم تأسيسها في عام 2001، وتهتم بحماية ضحايا الجرائم الاقتصادية، أن الدعوى المقدمة لا تشمل فسادا ماليا فقط وإنما تتعلق أيضا بتهم استحواذ مسؤولين لبنانيين وشركاء من القطاع الخاص على عقارات فاخرة في فرنسا في السنوات القليلة الماضية، بهدف غسل الأموال.
بينما أكد حاكم مصرف لبنان المركزي رياض سلامة، أنه قام بشراء العقارات في فرنسا قبل توليه المنصب، بحسب رويترز.
