الثلاثاء، 05 نوفمبر 2024 04:02 م
رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
بدور ابراهيم
عاجل
بورصة واستثمار

بعد إعلان الرئيس السيسي مخطط طرحها بالبورصة هل ينافس طرح «العاصمة الإدارية» الاكتتاب للشركات العالمية العملاقة؟

الثلاثاء، 31 أغسطس 2021 10:20 ص

يبدو أن البورصة المصرية ستكون خلال أعوام قليلة على موعد مع حدث ضخم سيجذب أنظار المستثمرين المحليين والأجانب حول العالم، وهو طرح شركة «العاصمة الإدارية الجديدة».

يأتي ذلك في ضوء إعلان الرئيس عبد الفتاح السيسي، في أغسطس، عن مخطط لطرح شركة «العاصمة الإدارية الجديدة» في البورصة خلال عامين.

وقال الرئيس السيسي خلال افتتاح عدد من المشروعات السكنية في مدينة «بدر» إن شركة العاصمة الإدارية خلال سنتين ستتوافر لديها قوائم مالية تضم سيولة تصل إلى 100 مليار جنيه وأصولًا تتراوح قيمتها بين 3 إلى 4 تريليونات جنيه.

هل يتكرر نموذج «أرامكو»؟

الطرح المرتقب لـ»العاصمة» يعيد إلى الأذهان طرح «أرامكو» السعودية الذي بلغت قيمته 29.4 مليار دولار

الطرح المرتقب لـ»العاصمة الإدارية» يعيد إلى الأذهان طرح أسهم شركة «أرامكو» السعودية الذي بلغت قيمته 29.4 مليار دولار عبر إتاحة 1.5% من الأسهم للاكتتاب بين المستثمرين، ووصلت قيمة الشركة إلى 1.7 تريليون دولار.

هذا الطرح خلق قفزة كبيرة في رأس المال السوقي لسوق المال السعودية «تداول» التي أصبحت خلال وقت الطرح في ديسمبر 2019 ضمن أكبر عشر بورصات في العالم مع بورصة «نيويورك» وبورصة «ناسداك» و»طوكيو» و»شانغهاي» بقيمة سوقية دولارية تبلغ 2.2 تريليون دولار.

الأمر نفسه قد يتكرر مع البورصة المصرية، إذ إن امتلاك «العاصمة الإدارية» أصولًا قد تصل إلى 4 مليارات جنيه في غضون عامين -مع سيولة ضخمة تبلغ 100 مليار جنيه، في حين أن القيمة السوقية لأسهم الشركات المتداولة في بورصة مصر تتحرك بين 720 إلى 730 مليار جنيه- يعني أن قيمة البورصة ستتضاعف عدة مرات عند طرح شركة «العاصمة».

وتقام العاصمة الجديدة شرق القاهرة على مساحة 700 كيلومتر مربع، أي ما يعادل حجم سنغافورة تقريبًا، وتضم مشروعات عقارية متنوعة، وستكون مركزًا حديثًا للمباني الحكومية والسفارات الأجنبية وكبرى الشركات.

أهمية الطرح

عمرو الألفي : الخطوة تساهم في تعزيز سيولة التداول إلى مستويات غير مسبوقة

من جانبه يقول عمرو الألفي -رئيس الأبحاث في بنك الاستثمار «برايم»- إن طرح أسهم شركة «العاصمة الإدارية» من شأنه أن يساهم في تعزيز سيولة التداول إلى مستويات غير مسبوقة وإضافة ثقل آخر إلى مؤشر السوق الرئيسي.

ويؤكد الألفي أن هذا الطرح سيساعد في جذب مستثمرين مؤسسيين محليين ودوليين جدد، مما يضيف مزيدًا من العمق إلى السوق ويساعد على تقليل التقلبات.

إيهاب السعيد : الأمر يحتاج إلى مراعاة التسعير المناسب للأسهم

فيما يشير إيهاب السعيد -عضو مجلس إدارة البورصة المصرية السابق- إلى أن طرح «العاصمة الإدارية» هو خطوة على الطريق الصحيح لدعم سوق المال المصرية.

ويؤكد أن هذا الأمر يحتاج إلى مراعاة التسعير المناسب للأسهم عند طرح الشركات التابعة للدولة وعدم اللجوء إلى وضع أسعار مبالغ فيها عند التقييم.

ويطالب السعيد بتشكيل مجلس أعلى لعمليات الطروحات الحكومية، سواء بالبورصة أو عند البيع لمؤسسات أخرى (أو ما يعرف بالمستثمر الاستراتيجي)، على أن يرأس هذا المجلس رئيس الجمهورية.

منافسة أكبر الطروحات العالمية

تنافس مع أكبر الطروحات العالمية مثل «على بابا» الصينية و»سوفت بنك» الياباني والبنك الزراعي الصيني

على صعيد آخر، فإن طرح «العاصمة الإدارية» سيكون عملاقًا بلا شك، فبحساب حجم الأصول المرتقبة فقط التي ستصل إلى 3 - 4 تريليونات جنيه خلال عامين، فهي تعادل 193 إلى 258 مليار دولار، وبافتراض أن تقييم الشركة عند الطرح سيكون قريبًا من هذه القيمة، فإن طرح 10% من الأسهم يعني أن قيمته قد تتخطى حاجز 25 مليار دولار.

هذه القيمة تكفي لمنافسة أكبر الطروحات العالمية في العالم على مر التاريخ التي يتزعمها طرح شركة «أرامكو» صاحب الرقم القياسي لأكبر اكتتاب عام بقيمة 29.4 مليار دولار.

يأتي في المرتبة الثانية طرح شركة «على بابا» الصينية للتجارة الإلكترونية بقيمة 25 مليار دولار في 2018، لتتفوق على العملاق الياباني «سوفت بنك» البالغة قيمة طرح أسهمه في العام نفسه نحو 23.5 مليار دولار.

وحل في المركز الرابع البنك الزراعي الصيني بالطرح العام الذي نفذه في عام 2010 بقيمة 22.1 مليار دولار، وهو أحد أكبر البنوك في العالم. واحتل البنك الصناعي والتجاري الصيني المرتبة الخامسة بطرح ناهز 21.9 مليار دولار في عام 2006، ليسبق طرح شركة «AIA» للاستثمار والتأمين في بورصة هونج كونج عام 2010 بقيمة 20.5 مليار دولار.

وظهرت أول شركة أمريكية في القائمة بالمركز السابع، وهي عملاق السيارات «جنرال موتورز» بطرح بلغ 20.1 مليار دولار تم تنفيذه عام 2010، وذلك بعد أن خرجت الشركة من ملف الإفلاس بعام واحد.

هذا، وجاءت «إن تي تي دوكومو» اليابانية في المركز الثامن، وهي شركة اتصالات بلغت قيمة طرح أسهمها 18.4 مليار دولار عام 1998، أي إنها أقدم اكتتاب عام في قائمة العشرة الكبار. وحل في المرتبة التاسعة طرح شركة «فيزا» الأمريكية الذي بلغ 17.8 مليار دولار في مارس 2008، أي قبل اندلاع الأزمة المالية العالمية مباشرة.

وتذيل قائمة أكبر 10 اكتتابات عامة طرح شركة «إينيل» الإيطالية العاملة في سوق الغاز والكهرباء، حيث بلغت قيمة طرح الأسهم 17.4 مليار دولار في عام 1999.