ننشر كلمة قائد القوات الجوية خلال المؤتمر الصحفى للاحتفال بعيد القوات الجوية
تحتفل القوات الجوية المصرية بعيدها الـ 89 ، والذى يوافق يوم 14 أكتوبر ، وبمناسبة تلك الاحتفالية الهامة عقد اليوم مؤتمر صحفى القى خلاله قائد القوات الجوية كلمة عن تاريخ وبطولات الجوية المصرية التى تبعث بالفخر والاعتزاز في نفوس المصريين .
وتنشر “ أصول مصر “ نص كلمة قائد القوات الجوية :
بسِم الله الرحَمنّ الرحَيم
وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ
ربنا إفتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين
صدق الله العظيم
إن في حياة الشعوب أيام حاسمة .. وقرارات فارقة .. وإذ نلتقي بكم اليوم .. لنحتفل معاً بمرر 89 عام على إنشاء القوات الجوية .. لنتذكر بكل الفخر والاعتزاز .. وصول أول خمس طائرات بقيادة طيارين مصريين فى الثانى من يونيو عام 1932 .. ليكون هذا اليوم ميلاداً لسلاح الجو المصرى .. الذى شارك فى حروب تلك الفترة بدءاً من الحرب العالمية الثانية ثم حرب فلسطين .
وفى عام 1956 حدث العدوان الثلاثى على مصر فتصدت قواتنا الجوية للعدو الجوى بأعداد كبيرة من الطائرات فى الثانى من نوفمبر ليصبح هذا اليوم عيداً للقوات الجوية إعتباراً من عام 1957 .
وفى عام 1967 قام العدو بإلحاق خسائر كبيرة بالطائرات والقواعد الجوية والمطارات .. ولكن وبتحدٍ للواقع وإصرارٍ على قهر المستحيل .. تمكن بعض طيارى القوات الجوية من الإقلاع بطائراتهم .. والإشتباك مع طائرات العدو فى معارك جوية .. أسقطوا فيها عدداً من طائراته .
وتم إعادة بناء القوات الجوية المصرية لتكون قادرة على مواجهة التحديات والتهديدات فى تلك الفترة .. فكبدت العدو الكثير من الخسائر فى طائراته ومعداته .. وأضعفت قوته العسكرية .. وإعادت الثقه لمقاتلى القوات الجوية ممهدة الطريق للنصر العظيم . فَما أُخِذَ بالقُوة لايُستَردُ بِغَيرها .. فكانت حرب أكتوبر المجيدة .. التى قـدم فيها شعب مصر العظيم .. عطاءً وتضحيات تتحدى كل خيال .. أثبت فيها جيشنا الأبى .. قدرةً تفوق كل التوقعات .. فإستعاد الأرض وإسترد الكرامة .. فرجال القوات المسلحة المصرية البواسل قد هَانَت عَليهم أَرواحُهم .. لكن لم تَهُن فى قلوبهم مَكانَة وطنهم .. فسَطروا لَنَا صفحات مُضِيئَةً فى تَاريخ الشَعـبِ والعَسْكرية المِصْرية .. وضَربَ فيها رِجَال القوَات الجَوية الأبطال أروع الأمثلة .. فى تحدى وإصْرَار على تغيير الواقع .. الذى فُرِض عَلينا .. مُتَسَلحِين بالإيمان بالله .. ضِد عدو له الذراع الطولى .. والتفوقٍ الكمى والنوعى .. ولكن لا يعلمون أن المستحيل ليس له مكان فى قواتنا الجوية فكان لها الدور البارز فى المرحلة الإفتتاحية لحرب أكتوبر ..
وإستمرت أعمال قتالها حتى بعد وقف إطلاق النار .. وبرز من هذه الأعمال .. ما تم تحقيقه من بطولات إستثنائية .. فى يوم الرابع عشر من شهر أكتوبر .. حين دارت أطول المعارك الجوية فى التاريخ الحديث .. بإشتراك أعداد كبيرة من طائرات الجانبين وليكون هذا اليوم الخالد عيداً للقوات الجوية إعتباراً من عام 1994 وحتى يومنا هذا .
وما أن وضعت الحَرب ِأوزارها .. حتى تَمَ وضع خِطَةُ شَامِلَةُ .. وفق رؤية إستراتيجية لتَطوِير ِوتَحدِيثِ القوات المسلحة .. فإمتلكنا من السلاح ما يمكننا من مواجهة التحديات فى ذلك الوقت .
وبعد ما شهدته مصر .. والمنطقة والعالم أجمع فى عام 2011 .. من متغيرات هائلة فى طبيعة التهديدات والتحديات وظهور بؤر صراع جديدة .. فى العديد من المناطق .. لكن وفى هذه الظروف العصيبة فى الداخل والخارج .. إنتصر بفضل الله جيش مصر لشعبها .. فنجح الشعب المصرى فى إستعادة هويته عام 2013 .. وبرؤية ثاقبة وتقدير متوازن ومستمر لهذه التهديدات .. أصدرت القيادة السياسية توجيهاتها بضرورة تطوير إمكانيات القوات المسلحة .. ومنها القوات الجوية .. مع التأكيد على الأهمية الإستراتيجية لتنويع مصادر التسليح .. لتكون قادرة على مواجهة هذه التحديات والتهديدات بالكفاءة اللازمة .
فتم تدبير طرازات حديثة من الطائرات والهليكوبتر .. المجهزة بأحدث ما وصلت إليه تكنولوجيا صناعة الطيران على مستوى العالم . وما أشبه اليوم بالبارحة .. فلا تزال قواتنا الجوية تنفذ مهامها .. وبأعلى درجات الجاهزية والإستعداد .. على كافة الاتجاهات الإستراتيجية .. للتصدى ودحر كافة صور الإرهاب .. وتأمين كافة أعمال قوات إنفاذ القانون .. بشمال سيناء مع المراقبة الدائمة والمستمرة للاتجاه الغربى لمجابهة أعمال التسلل والتهريب .
وليصبح بفضل من الله .. لجيش مصر قوات جوية أبيه .. تعمل على مدار الساعة وفى كل الظروف .. قادرة على الوصول إلى أبعَدِ مَـدَى وفى أسرع وقت .. لتأمين المصالح المصرية .. فى ظل كافة التحديات والتهديدات .. ومجابهة كل من تسول له نفسه .. تجاوز الخطوط الحمراء التى رسمتها الدولة المصرية .
وتتم هذه الأعمال بالتزامن مع الإستمرار فى الإرتقاء بأسلوب ووسائل التدريب .. إيماناً منا بأن التدريب أحد أهم العناصر الرئيسية فى الكفاءة القتالية .. فكان الحرص الدائم على صَقل المهارات .. وتنمية الخبرات .. وفق أحدث منظومات التدريب والتأهيل لكافة العناصر .. وذلك لضمان إمداد تشكيلات ووحدات القوات الجوية بجميع التخصصات .. المؤهلة لإستخدام المعدات والأنظمة الحديثة .. التى تم تدبيرها للوصول وتحقيق أعلى معدلات الآداء .. كما حرصت القوات الجوية على تَنفِيذ ِتَدرِيبَات ٍجَوِيَةٍ مشتركة داخل وخارج الوطن .. لتبادل الخبرات ومهارات القتال المختلفة .. وتدعيم أواصر الصداقة وأوجه التعاون مع الدول الصديقة والشقيقة .
كما حرصت القوات الجوية .. على أن تتم أعمال التَحدِيثَ والتَطوِيرَ للبِنيَةِ التَحتِيَةِ والتجهيزات الهندسية بالقواعِدِ الجَوِيَةِ والمطَاراتِ والوحدات الفنية والإدارية .. لتكون متوائمة .. مع ما تم من تطوير فى المعدات .. فى ظل منظومة متكاملة للتأمين الفنى . ودَائماً ما نَذَكر بِكُل الفَخْر ِوالإعتِزَاز .. من سبقوناً من القادة والضباط وضباط الصف .. الذين بذلوا قصارى جهدهم لينقلوا لنا بكل إخلاص وصدق خبراتهم .. علماً وعملاً .. كما أننا لم ولن ننسى .. رجالاً صدقوا ما عاهدوا الله عليه من شُهَدَائِنا الأَبرَار .. الذين قدموا أغلى ما لديهم فى سبيل الله .. لتحيا مِصر بإذن الله آمنة مستقرة فى عِزة وإباء أبد الدهر .. ونجدد العهد للشعب المصرى العظيم ولقيادتنا السياسية والعسكرية .. بأن تظل قواتكم الجوية على أهبة الإستعداد .. على مدار الساعة .. لتنفيذ المهام بكفاءة ودقة .. لنكون بحق جنداً من جند مصر الذين هم خير أجناد الأرض .
حَفِظَ اللهُ مِصر َوشَعبَها وجَيشَها مِن كُل مَكروهٍ وَسوءْ .
والسَلامُ علَيكُمَ ورَحَمةُ اللهِ وبَركاتهِ ،،