بلومبرج: الصين تتأهب لإعادة هيكلة مجموعة إيفرجراند العقارية الصينية
تستعد الحكومة الصينية لإعادة هيكلة مجموعةإيفرجراندالعقارية، في خطوة طال انتظارها تختبر قدرة حكومة الرئيس الصيني شي جين بينغ على كبح جماح التجاوزات المالية في البلاد بدون التسبب في إعاقة النمو الاقتصادي.
وبحسب تقرير لوكالةبلومبرج، قالت الشركة الصينية المتعثرة في بيان أرسلته للبورصة الجمعة إنها تخطط "للإنخراطبفاعلية" مع الدائنين الخارجيين ضمن خطة لإعادة الهيكلة، معلنة للمرة الأولى حتى الآن إقرارها بأنها لم تعد قادرة على التعامل مع مديونيتها البالغة 300 ملياردولار المستحقة لأطرافخارجية ومحلية.
وعقب ذلك، توالى صدور بيانات عن الجهات الرقابية الصينيةتضمنت التعبير عن نية السلطات الصينية الانخراط في احتواء التبعات على الأسواق المالية وملاك المنازل، بديلا عن تدشين خطة إنقاذ.
ومن جانبها قررت حكومة المقاطعة الجنوبية،جوانجدونج، التي تتخذها شركةإيفرجراندمقرا لها، استدعاء مؤسس الشركة هيوكايان للتعبير عن قلقها بخصوص إعلان الشركة وقالت إنها سترسل فريق للشركة للتأكد من ممارسة عملياتها بشكل معتاد.
سوء الإدارة
وعزت الحكومة الصينية مشاكل شركةإيفراجرندإلى " سوء الإدارة" وإلى " التوسع المفرط."
وجاءت صحوة التصريحات في أعقاب اسابيع اتسمت نسبيا بالهدوء فيما يخص مصيرإيفرجراندالتي دفعت مستحقات ديون على أذونهاالدولاريةفي اللحظات الأخيرةمنذ أواخر أكتوبر، بناءا على أوامر منبكين.
وتشير البيانات التي نشرت الجمعة إلى أن المطور العقاري الأكثر مديونية في العالم يواجه صعوبات جمة في سداد مدفوعات أخرى خلال فترات السماح القادمة، حتى بعد سلسلة من عمليات بيع الأصول الشخصية المملوكة لمؤسسها هيو، في خطوة استهدفت الوفاءبإلتزاماتالديون على الأجل القريب.
وجاء الاختبار الثاني للشركة يومالأثنين، عندما انتهت فترة سماح مدة 30 يوما بخصوص أثنين من مدفوعات الفائدة المستحقة على سنداتدولاريةكانت مستحقة مبدئيا يوم 6 نوفمبر، وشملت مدفوعات على أذون بقيمة 41.9 مليون دولار مستحقة عام 2022 وأخرى على فوائد بقيمة 40.6 مليون دولار مستحقة على أداة دين واجبة السداد العام التالي.
مخاطر إعادة الهيكلة
السؤال الذي تطرحه الأسواق العالمية هو عما إذا كانت بكين تستطيع تنسيق عملية إعادة الهيكلة بدون إلحاق أضرار جسيمة بالقطاع العقاري الذي يسهم بنحو ربع الناتج الاقتصادي الصيني.
وبحسب سوابق تاريخية، يفضل واضعوا السياسات التقاعس عن كبح جماح المطورين العقاريين خوفا منالتأثير على النمو، وإن كان الرئيس الصيني شي يبدو عازما مقارنة بسابقيه على القضاء على المخاطر الأخلاقية التي سمحت لشركات مثلإيفرجراندبالتوسع بسرعة.
أحد مخاطر إعادة هيكلةإيفرجراندهو عدم استحواذ بكين على صورة كاملة لمديونية الشركة وأقرانها.
وأشارت الشركة، التي تتخذ من مدينةشينزهنمقرا لها، في بيان يوم الجمعة إلى أنها ربما لا تكون قادرة على الالتزام بتعهدها السابق المتعلق بإعادة سداد أذون بقيمة 260 مليون دولار إلى شركة جامبوفورتشنانتربرايز. هذا التعهد لم يكن يدري به الكثير من مستثمريإيفرجراندحتى عدة أشهر ماضية.
مخاطر تجدد الهلع متدنية
وبالنظر إلى أهمية مراقبة التقدم في عملية إعادة هيكلةإيفرجراند، فإن توقعات تجدد الهلع الناجم عن تعثرها داخل أسواق الائتمان في الصين بات متدنيا.
وكتب المحللان يان شو وإيريكيوتشانجفي تقرير أن الشركات العقارية ذات القدرات الإدارية المتدنية والمخاطر المالية المرتفعة لن يسمح لها بالبقاء، لكنه من المرجح أن تعمد السلطات إلى التأكد من استمرار قدرةالمطوريينالعقاريين المتميزينعلى الوصول إلى التمويل.
ورجح المحللان أن التبعات الناجمة عنإيفرجراندسيتم "التحكم فيها داخل نطاق محدود نسبيا."
توقعات سابقة بإعادة الهيكلة
ظل مستثمرو السندات يتوقعون إعادة هيكلة شركةإيفرجراندلعدة أشهر، إذ كانت تتداول سنداتدولاريةللشركة مستحقة عام 2025 عند سعر يقل عن 30 سنتا منذ نهاية سبتمبر الماضي.
وهبط مؤشر السندات عالية المخاطر في الصين لليوم الثالث الجمعة الماضية، مما رفع عوائدها إلىمستوى 22%، برغم أن مكاسب الاستثمارات في سندات الدرجة الاستثمارية أشارت إلى أن المستثمرين يشعرون بطمأنينة أكبر بخصوص احتمالية تفشي التعثر وانتقاله لشركات أخرى، مقارنة بما كانوا عليه في وقت أبكرمن هذا العام.
ويتزايد تمييز المستثمرين بين المقترضين الأضعف والأقوى بعد أن اتخذت الحكومة الصينية خطوات لتهدئة أزمة سيولة ربما تضرب المطورين المتميزين خلال الاسابيع القليلة الماضية.
تعثر محتمل لشركة كايسا
وبعيدا عنإيفرجراند، تأهب مدراء الأسواق النقدية لوقوعتعثر محتمل لشركة كايسا جروبالقاببضةالتي تواجه سندات مستحقة بقيمة 400 مليون دولار يوم الثلاثاء، بعد أن فشلت في مقايضة أذون جديدة واجبة السداد بعد 18 شهرا.
وبخصوص شركةإيفرجراند، ربما تدخل الشركة مرحلة تجمد المديونية مع استمرار محاولتها التفاوض مع الدائنين، بحسب محلل معلوماتبلومبرجدانيال فان.
ومن المتوقع أن تتراجع أولوية سداد ديون الدائنين الخارجيين لشركةإيفرجراندلتصل إلى ذيل قائمة الجهات الدائنة للشركة خلال عملية إعادة الهيكلة، متخلفة عن ملاك المنازل الذين تصل أعدادهم إلى 1.6 مليون شخص ممن دفعوا مقدمات للمطور، وعن الموردين المحللين، وموظفيإيفرجراند، وعن المستثمرين الأفراد الذين اشتروا منتجات ائتمان مرتبطة بالشركة.