اشتعال أسعار الديزل في فرنسا مع مخاوف حظر الإمدادات الروسية
تجاوزت أسعار الديزل في فرنسا أسعار البنزين لأول مرة في السنوات الأخيرة، وفقاً للوكالة الدولية للطاقة، التي تتخذ من باريس مقراً لها، وتقدم الاستشارات لمعظم الاقتصادات الكبرى.
وقالت كريستين بتروسيان، محللة التكرير في الوكالة، إن التقاطع النادر بين هذين المنتجين "يعني أن الموردين يرون توترات بشأن تدفقات الديزل".
وتشير تحركات السوق الأخيرة إلى أن التجار يخشون من حدوث نقص في الديزل يلوح في الأفق، الذي تستورده أوروبا بكميات كبيرة من روسيا، في وقت يتم دفع البلاد بشكل متزايد خارج سوق الطاقة العالمية رداً على هجومها على أوكرانيا، مما أثار مخاوف بشأن تعطل الإمدادات.
ارتفع سعر الديزل في شمال غرب أوروبا اليوم الإثنين إلى أعلى مستوى في ثلاثة عقود على الأقل، حيث وصل إلى 1369.50 دولاراً للطن قبل أن يتراجع، وفقاً لبيانات "بورصة إنتركونتيننتال يورب".
وارتفعت علاوة التسليم الفوري لوقود السيارات إلى 85 دولاراً للطن يوم الجمعة، ما يعد بحسب البيانات أكبر ارتفاع منذ أوائل عام 2008، ما يوضح الاندفاع لتأمين الإمدادات الفورية.
وقالت بتروسيان من "الوكالة الدولية للطاقة" إنه لم يظهر أي دليل حتى الآن على نفاد الإمدادات، ومع ذلك، لا يزال من الممكن حدوث مزيد من الاضطراب، في ظل تفكير الولايات المتحدة في تصعيد حملتها لعزل موسكو.
وأضافت بتروسيان: "لم نسمع بعد عن نقص فعلي... في الوقت الحالي يبدو أن هناك بعض الجمود في سلسلة التوريد لتدفقات المنتجات... لكن الوضع قد يتغير بالطبع خلال الأيام المقبلة".
وفى وقت سابق أعلن المستشار الألماني، أولاف شولتز، أنه يعارض قطع إمدادات الطاقة من روسيا، واصفاً واردات النفط والغاز بأنها ذات أهمية أساسية للاقتصاد الأوروبي.
وقال شولتز إنه فيما يبدو أن الاتحاد الأوروبي يواجه مهمة عاجلة تتمثل فى إيجاد بدائل لإمدادات الطاقة الروسية، إلا أن ذلك لن يحدث بين عشية وضحاها.. ولذلك فإن مواصلة أنشطة المؤسسات التجارية في مجال إمدادات الطاقة مع روسيا هو قرارٌ واعٍ من جانبنا".
وأشار شولتز لعدم إمكانية تأمين التدفئة والنقل والكهرباء على المدى القصير، مع الاستغناء عن هذه الواردات.
وتثبط هذه التعليقات الجهود المبذولة داخل الاتحاد الأوروبي لفرض عقوبات على قطاع النفط والغاز الروسيين. فيما تستكشف الولايات المتحدة تشريعات من شأنها حظر استيراد منتجات النفط والطاقة الروسيين، وهي خطوة من شأنها أن تزيد من الضغط الاقتصادي على الرئيس فلاديمير بوتين.
وقفز النفط لنحو 140 دولاراً للبرميل، بعدما قال البيت الأبيض إنه يفكر بحظر الإمدادات الروسية. كما قفزت أسعار الطاقة الأوروبية إلى مستويات قياسية مع زيادة الغاز القياسي 79% إلى 345 يورو لكل ميجاوات/ساعة.