خسائر الفيضانات وجفاف المياه يكلفان العالم 5.6 تريليونات دولار
توقعت دراسة حديثة لشركة GHD العالمية نشرتها مجلة «فورتشن» الأمريكية ارتفاع خسائر الكوارث الطبيعية المرتبطة بالمياه من الفيضانات حتى حالات الجفاف إلى أكثر من 51%، لتكلف الناتج المحلى الإجمالي على مستوى العالم أكثر من 5.6 تريليونات دولار بدءًا من العام الحالي وحتى 2050، مقارنة بنظيرتها خلال الخمسين سنة الماضية.
خسائر الفيضانات وجفاف المياه يكلفان العالم 5.6 تريليونات دولار
وكانت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية WMO قد أعلنت أن جميع الكوارث الطبيعية -وليست فقط تلك المتعلقة بالمياه- كبَّدت العالم خسائر بلغت قيمتها 3.64 تريليونات دولار خلال الفترة من عام 1970 وحتى نهاية العام الماضي.
كوارث غير مسبوقة منذ أعوام
واعتمدت شركة GHD في توقعاتها على الكوارث الطبيعية المتعلقة بالمياه التي حدثت هذا العام بصورة غير مسبوقة، ومنها الفيضانات التي حدثت في باكستان وأرغمت ملايين من السكان على ترك بيوتهم وأدت إلى مصرع ما يزيد على 1000 شخص، وجفاف الأنهار في أوروبا والصين ودول عديدة في إفريقيا.
أمريكا تتعرض لأسوأ موجة جفاف من 1200 سنة.. وأوروبا منذ 500 سنة.. وإفريقيا منذ 40 سنة
وذكرت مجلة «فورتشن» أن الولايات المتحدة الأمريكية تعاني هذا العام أيضًا موجات جفاف على ساحلها الغربي، وصفتها حكومة واشنطن بأنها أسوأ موجات جفاف تشهدها أراضي هذا الساحل منذ نحو 1200 سنة.
ويتوقع خبراء GHD المتخصصون في التغير المناخي أن تخسر الولايات المتحدة وحدها أكثر من 3.7 تريليونات دولار بسبب الكوارث الطبيعية المرتبطة بالجفاف والفيضانات على مدار الثلاثين سنة القادمة.
وأكد أيضًا المكتب الأمريكي للإدارة والميزانية -بناءً على دراسة تحليلية أجراها هذا العام- أن الميزانية الفيدرالية الأمريكية ستفقد 2.1 تريليون دولار سنويًّا لمواجهة التغير المناخي من الآن وحتى عام 2100.
ظاهرة متكررة
وجاء في دراسة شركة GHD أن تزايد الكوارث الطبيعية المرتبطة بالمياه بات ظاهرة متكررة مؤخرًا، ومن المتوقع أن تتفاقم أكثر وأكثر خلال العقود القادمة مع تغير المناخ.
وتأتي أيضًا النظرة المستقبلية المتشائمة من خبراء المناخ بشركة GHD على مستوى العالم على خلفية أسوأ كوارث طبيعية شهدها العالم مؤخرًا، حيث إنه في عام 2021 فقط نجم عن الكوارث الطبيعية خسائر اقتصادية تجاوزت 252 مليار دولار، بارتفاع 47% مقارنة بمثيلتها في عام الوباء 2020، وبزيادة 66% عن متوسطها السنوي خلال العقدين الماضيين.
وشهد العام الماضي 432 كارثة طبيعية في أنحاء العالم، منها 223 فيضانًا، مقارنة بمتوسط سنوي 163 فيضانًا خلال الفترة من 2001 إلى 2020 كما جاء في دراسة شركة GHD التي اعتمدت على قاعدة بيانات الهيئة الأمريكية للطوارئ والحوادث الصادرة هذا العام.
وأوضح أيضًا خبراء منظمة WMO في تقرير لها صدر في سبتمبر الماضي أن الكوارث الطبيعية المرتبطة بالمناخ والمياه زادت خلال الخمسين سنة الماضية بنحو 400% من حيث عددها والمدة التي تستغرقها كل كارثة والخسائر الناجمة عنها.
ويعتقد خبراء منظمة WMO أن أسوأ موجة جفاف تشهدها منطقة القرن الإفريقي منذ أكثر من 40 عامًا سوف تستمر للموسم الخامس على التوالي حتى العام المقبل، وأن الفترة من أكتوبر حتى ديسمبر من هذا العام ستشهد جفافًا بمستويات أعلى من المتوسط.
أسوأ موجة جفاف منذ 500 سنة في أوروبا
وتشهد أوروبا هذا العام أسوأ موجة جفاف منذ 500 عام، ويعيش 47% من القارة العجوز في حالة «إنذار» بالجفاف، حيث جفَّت التربة وظهرت قيعان بعض الأنهار.
وتؤثر موجة الجفاف على المحاصيل الزراعية وتؤدي إلى اشتعال حرائق الغابات، وقد تستمر عدة أشهر أخرى في بعض المناطق الجنوبية من أوروبا.
وانخفضت توقعات الاتحاد الأوروبي للحصاد بنسبة 16% للذرة، و15% لفول الصويا.
وتفاقمت التغيرات المناخية التي يشهدها العالم هذا العام وأدت إلى نقص شديد في معدل هطول الأمطار، مما تسبب في موجات من الحر الشديد أدت إلى جفاف 6 أنهار، منها نهر كولورادو في أمريكا الشمالية الذي يعتمد عليه 40 مليون شخص في المكسيك و7 ولايات مختلفة للشرب والزراعة والكهرباء.
ظهور قاع نهر يانجستي في الصين
وجفَّت أيضًا ضفاف نهر يانجتسي الصيني، وظهر قاع النهر في بعض المناطق، وتعرضت روافد النهر إلى الجفاف الشديد، وأعلنت حكومة بكين حالة التأهب للجفاف على مستوى البلاد لأول مرة منذ 7 سنوات أمام موجة حر هي الأطول منذ ما يقرب من 60 سنة.
كما تعرض نهر الراين الذي يتدفق عبر ألمانيا وهولندا ثم يتدفق على طول الطريق حتى بحر الشمال للجفاف، وظهرت أجزاء من قاع النهر، مما أدى إلى إبطاء عمليات الشحن إلى أوروبا، كما جف نهر اللوار، وهو أطول أنهار فرنسا.
أما نهر الدانوب -أطول نهر في أوروبا الغربية، والذي يعد قناة شحن مهمة، حيث يمر عبر 10 دول أوروبية- فيتعرض حاليًّا للجفاف، مما جعل العمال يقومون بتجريفه.
الفيضانات تجتاح آسيا
وعلى العكس من ذلك، اجتاحت أجواء قاسية عدة مناطق من العالم خلال يوليو الماضي مما أدى إلى حدوث فيضانات في آسيا، ومنها الصين والهند، وكذلك في أوروبا الغربية، إلى جانب موجات حر في أمريكا الشمالية.