رئيس مركز بحوث الإسكان والبناء: 7 مستويات لتقييم المباني الخضراء في مصر
يقدم المركز القومي لبحوث الإسكان والبناء، العديد من الجهود لتطوير منظومة البناء في مصر، وفقا لأحدث مستجدات قطاع التشييد، وكان له دوراً ملحوظاً في السنوات الماضية في تقديم حلول مبتكرة تتناسب مع التحديات العديدة التي يشهدها قطاع البناء من تغير أسعار المواد الخام وتذبذبها المستمر كذلك كيفية تبنى آليات تضمن تنفيذ المشروعات الكبرى فى التوقيتات المحددة بأعلى جودة .
الدكتور خالد الذهبي: المتحف المصري الكبير حصل على الشهادة الذهبية للبناء الأخضر والاستدامة
«القومي لبحوث الإسكان والبناء».. أحد الهيئات التابعة لوزارة الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية ، وتم انشاؤه عام 1954 وفي عام 2005 م صدر قرار جمهوري بإعادة تنظيم المركز ليكون باسم المركز القومي لبحوث الإسكان والبناء، ويتبع المركز عدد من المعاهد البحثية منها معهد بحوث مواد البناء وضبط الجودة، معهد بحوث المنشآت الخرسانية، معهد بحوث الإنشاءات والمنشآت المعدنية، والمجلس المصري للبناء الأخضر، جهاز التفتيش الفني على أعمال البناء.
وأكد الدكتور خالد الذهبي رئيس المركز القومى لبحوث الإسكان و البناء، فى حواره لـ «أصول مصر» على ابتكار أكواد بنائية جديدة تتناسب مع معايير الاستدامة وكذلك اصدار الكود الاخضر .
وأشار «الذهبي» إلى أن أخر المشروعات الكبرى التى تم اتباع الأكواد المستدامة بها، مشروع المتحف المصري الكبير، وحصل المبني الرئيسي على الشهادة الذهبية للبناء الأخضر والإستدامة وفقا لنظام الهرم الأخضر المصري.
اصدرنا نظم تقييم البناء الأخضر في عام 2020 تعتمد على مستويات منها الموقع واستخدام الطاقة المتجددة والتصميم والابتكار
وتعاون المتحف مع المركز القومي لبحوث الإسكان والبناء إلى اعتماد المتحف كمبني أخضر صديق للبيئة واعتماد شهادات البناء الأخضر والاستدامة، وحصل المتحف على عدة شهادات وجوائز في هذا الصدد وآخرها جائزة المبانى الخضراء .
وأضاف الدكتور خالد الذهبي، أن المتحف تم بنائه على أحدث الطُّرُز المعمارية في العالم، وباستخدام أحدث التقنيات، التي تحقق الاستدامة وتراعيها؛ ليُعدّ من أكبر المشروعات الحضارية والأثرية والسياحية في التاريخ الحديث.
وتابع، أن المركز هو من أجرى عملية التقييم للمتحف بناء على نظم تقييم البناء الأخضر، والتي تعتمد على 7 مستويات منها الموقع والمواد المستخدمة بالبناء والاضاءة والتصميم الداخلي والجودة البيئية، وكذلك استخدام الآليات الحديثة في المياه والصرف الصحي .
نظم تقييم البناء الأخضر
ولفت الذهبي خلال حواره لمجلة «أصول مصر» إلى أن الشهادات والتقييمات جيد وجيد جيداً وذهبي وبلاتيني .
وأصدر المركز القومي لبحوث الإسكان نظم تقييم البناء الأخضر لتحقيق مجتمعات البناء الأخضر في عام 2020 وتتضمن 7 مستويات بنسب متفاوتة يجب أن تتوافر في البناء، حيث تبدأ بنسبة 10% لموقع المشروع ودراسة البيئة المحيطة بالموقع ، و28% لكفاءة استخدام الطاقة المتجددة، و30% لكفاءة استهلاك وإعادة استخدام المياه ،12% لكفاءة استخدام الموارد المتاحة ومواد البناء ،12% لجودة البيئة فى الأماكن المغلقة، 8% للإدارة والاستدامة، 4% لعملية التصميم والانشاء والابتكار.
واكد الدكتور خالد الذهبي، أن المركز لديه خبرات واسعة في مجالات تقديم الاشراف والخدمات المعملية والاستشارات الهندسية، فى اختبارات المنشآت الخرسانية والمعدنية، وتقييم المنشآت الخرسانية والمعدنية، وتوصيف طرق التدعيم والإصلاح، والإشراف على التنفيذ فى المجالات المختلفة «صرف – طرق – مياه – إسكان وأعمال ضبط الجودة للمشاريع المختلفة، ومجال التدريب وبناء القدرات للكوادر الفنية على الاختبارات أو الإشراف ومنح شهادات معتمدة فى جميع أنحاء الجمهورية.
الأكواد ومواد البناء
واوضح، أن الأكواد المستدامة متعددة، منها كود المدن الذكية ـ وهو غير المدن المستدامة، رغم الخلط بينهم، ولكن نظم التقييم لكل مدينة منهم مختلفة، فمثلا قد تتبع المدن نظم تقنية، ولكن هل كل المواد المستخدمة بالمباني فيها صديقة البيئة؟ ومستخدم بها مواد معاد تديرها؟ وهل يتم تدوير المياه والاستفادة منها في أغراض آخري مثل ري المسطحات؟ وهل تتواجد مسطحات خضراء وخدمات مستدامة أم لا ؟، وهى معايير للمدن المستدامة .
لدينا خبرات واسعة في مجالات تقديم الاشراف والخدمات المعملية والاستشارات الهندسية
وتابع، أنه بالنسبة للطرق تم ادخال تحديث فى كود البناء بها وهو معيار الاستدامة واستخدام خرسانة بها، وهو الأمر الذى يقلل مشاكل الصيانة مستقبلا، وهناك طرق تم تنفيذها بتلك الآلية بالفعل وقام بتنفيذها الجهاز المركزي للتعمير .
وأوضح «الذهبي»، أن تكلفة الطرق الخرسانية تزيد عن الطرق العادية بين 10 إلى 25 % وهى شأن نسبة الزيادة فى التكلفة بين استخدام أى مادة خضراء ومستدامة مقارنة بالتقليدية، ولكن المعيار هو دورة الحياة ومدى الحاجة إلى الصيانة وتلافى المشكلات على المدي الطويل.
وتابع « على سبيل المثال اذا اعتمدت على الطاقة الشمسية فسيتم دفع تكلفة فى البداية للتنفيذ اعلى ولكن مع التشغيل سيكون هناك توفيراً فى المصاريف بنسبة كبيرة .
تطور انتاج مواد البناء
وأضاف، أن هناك تطوراً في مواد البناء لتصبح أكثر استدامة وحفاظاً على البيئة، على سبيل المثال، الاسمنت، فالمكون الرئيسي لصناعته الحجر الجيري والكلنكر ونسبة الحجر الجيري هي ما تحدد مدي صداقة منتج الاسمنت للبيئة، فالاسمنت فى مصر قبل 2005 كان يعتمد على الكلنكر بنسبة 100 % وهى مادة ملوثة وتتسبب فى أعلى نسب انبعاثات، وعندما صدرت المواصفات القياسية لإنتاج الاسمنت فى 2005 وفقاً للمعايير الأوروبية تم ادخال الحجر الجيري ليصبح اقل تلوثا، مشيراً إلى ان الاسمنت المنتج فى مصر هو نفس مواصفات المنتج فى الدول الاوروبية، وتم ادخال مكونات فى انتاج الاسمنت ليتم تقليل خام الكلنكر المستخدم به .
وأشار «الذهبي» إلى أنه بالنسبة للدهانات فأصبحت أكثر تطوراً، فلم يعد يوجد بها مواد متطايرة تضر بالصحة العامة، وتنشر السموم، وهناك تطور أكثر في الانتاج لتصبح أكثر صداقة للبيئة .