الأمريكيون اشتروا 14.5% من صفقات العقارات الفاخرة وسط لندن في النصف الأول من 2022
شكّل الأميركيون ما نسبته 14.5% من مجمل مشتري العقارات الفاخرة بوسط لندن من الأجانب خلال النصف الأول من 2022، مقارنة مع 6.2% في الأشهر الستة السابقة، وهي أعلى نسبة في البيانات التي تعود إلى بداية عام 2018، وذلك بحسب بيانات جمعتها "نايت فرانك".
ترتفع هذه النسبة في بعض المناطق بحسب ريتشارد غوتريدج، الرئيس المشارك لأنشطة شركة سافيلز الخاصة بعقارات وسط لندن الفاخرة، "سافيلز سلون ستريت" ، والذي قال إن الأميركيين لا تقل نسبتهم عن ثلث المشترين لعقارات الشركة الراقية وسط لندن، بالمقارنة مع 10% في العامين الماضيين.
أضاف غوتريدج: "يتركز النشاط بشكل أساسي على سوق العقارات البالغ ثمنها 5 ملايين جنيه إسترليني وما فوق، أي حيثما يبدأ الوفر من فرق أسعار العملات يحدث فرقاً ملموساً. يشتري الزبائن بشكل عام على أساس الحاجة، إذ إن معظمهم مقيمون أصلاً في لندن، ويرون في الأمر فرصة حقيقية".
باع تشارلز ماكدويل، وهو سمسار عقاراتفي لندن، ستة منازل فاخرة وسط العاصمة البريطانية خلال الأشهر الستة الماضية، وكان خمسة من مشتري تلك المنازل، أميركيين.
شملت مبيعات ماكدويل الأخيرة، منازل في مناطق فاخرة، بما فيها هولاند بارك، ونوتينغ هيل، وتشيلسي. ووصل سعر ثلاثة من هذه العقارات إلى أكثر من 25 مليون جنيه إسترليني (29.4 مليون دولار)، في حين ناهز سعر منزل آخر 50 مليون جنيه إسترليني. وأشار إلى أن نصف البائعين على الأقل، كانوا بريطانيين.
قال ماكدويل الذي تقدم شركته "تشارلز ماكدويل للعقارات" ، خدمات الاستشارات للزبائن الأثرياء من أجل شراء منازل فاخرة في لندن: "المشترون من الولايات المتحدة يشكلون جزءاً كبيراً من السوق، خصوصاً في سوق المنازل الأعلى ثمناً... هناك حتماً ارتباط أقوى الآن بين المملكة المتحدةوالولايات المتحدة، وهو يتشكل بفضل ما تبدو أنها بعض صناديق التحوّط وشركات مالية أخرى تنقل مقراتها إلى لندن".
إقبال أميركي
يساعد تدفق المشترين على دعم الجزء الأكثر غلاء من السوق، وفق ما يقوله ريتشارد بروير، المدير الإقليمي للعقارات الفاخرة وسط لندن في "هامبتونز" ، والذي ذكر أن هناك زيادة حادة في الصفقات البالغة قيمتها 3 ملايين جنيه إسترليني أو أكثر بوسط لندن، وقد باع هذا الوسيط مؤخراً، عقاراً في ميدان سلون لزبون، إلى مشترٍ أراد الاستفادة من ضعف الجنيه الإسترليني.
قال بروير: "بعنا للتو إلى مستثمر أميركي قام قبل ثلاثة أو أربعة أسابيع، بتبديل دولاراته بجنيهات إسترلينية للاستفادة من فرق سعر الصرف".
انخفض الجنيه الإسترليني أمام الدولار العام الجاري، مسجلاً أدنى مستوياته على الإطلاق في سبتمبر، عقب إقرار الموازنة المصغرة لرئيسة الوزراء آنذاك ليز ترس، والتي تضمنت حزمة واسعة من التخفيضات الضريبية غير الممولة.
فرصة شراء
بالنسبة إلى ريتشارد وجين فوكس، وهما زوجان من تكساس، فقد رأيا في انخفاض الجنيه الإسترليني حلماً يتحقق، بعدما اشتريا منزلاً في لندن الأسبوع الماضي عبر شركة الخدمات العقارية "بيركشاير هاثاواي هوم سيرفسز".
قال ريتشارد فوكس: "كنا نتمنى دائماً العيش في لندن، وقد منحنا سعر صرف الدولار الأميركي مقابل الجنيه الإسترليني فرصة لتنفيذ خطتنا". وأوضح الزوجان أنهما يرغبان في الانتقال إلى العاصمة البريطانية بغية التقاعد، حيث ستكون شقتهما المجددة حديثاً والمؤلفة من غرفتي النوم قرب نوتينغ هيل، مكان إقامتهما الرئيسي.
قال وكيل شراء العقارات المقيم في لندن، روبرت بايلي، الذي يبيع إلى مشترين أثرياء، بمن فيهم مصرفيون أميركيون، إن من المؤكد، أن الانخفاضات لم تكن كافية لبعض الأميركيين الذين يسعون إلى الاستفادة من فروق سعر الصرف لشراء منازل فاخرة في لندن. وأضاف أن بعضهم ينتظر تعادل الجنيه الإسترليني مع الدولار قبل الشراء.
انخفاض متوقع في الأسعار
أنعش اهتمام المشترين من خارج البلاد سوق عقارات وسط لندن بعض الشيء، بعدما شهدت انخفاضاً في عروض الشراء بمقدار الخُمس في أكتوبر، مقارنة بالشهر ذاته من العام الماضي، حسب بيانات جمعتها شركة الأبحاث "لون ريس"
كان الانخفاض في تقديم عروض شراء أقل من سعر البيع المعروض، أكثر بروزاً في أحياء العاصمة التي يعتمد المشترون فيها على قروض الرهن العقاري المكلفة، في حين أن عروض شراء العقارات الفاخرة سجلت ارتفاعاً بنسبة 38%.
يرجع ذلك إلى أن المشترين ذوي المدخرات الكبيرة، يشترون في العادة العقارات نقداً، ولا يتأثرون كغيرهم بأسعار الفائدة الأساسية للرهن العقاري، والتي تخطت مستوى 6%.
مع ذلك، فإن الرياح المعاكسة في سوق العقارات البريطانية قد تساعدهم في الحصول على خصومات أكبر، إذا ما تحقق الانخفاض الذي يتوقعه كثيرون في أسعار المنازل خلال العام المقبل.