الشركة فقدت 47 مليار دولار من قيمتها
بعد سيليكون فالى بنك..أزمة أسعار الفائدة الأمريكية تطال عملاق الوساطة تشارلز شواب
تتجه شركة الوساطة الأمريكية العملاقة تشارلز شواب، لتسجيل أسوأ أداء شهري منذ أكثر من 35 عامًا، وهو ما أثار جدلًا بين المحللين بشأن ما إذا كان المستثمرون عاقبوا الشركة العملاقة على نحو غير عادل، جراء المخاوف المتزايدة بشأن القطاع المصرفي الأميركي.
بعد سيليكون فالى بنك..أزمة أسعار الفائدة الأمريكية تطال عملاق الوساطة تشارلز شواب
وتراجعت أسهم الشركة 34% في مارس، ومن المتوقع أن يكون أكبر انخفاض لها منذ أكتوبر1987، وهو الشهر الذي حدث فيه أكبر انهيار في سوق الأسهم في يوم واحد، وأطلق عليه الإثنين الأسود، ويوم التراجع الحاد في أسهم الشركة تبخرت 47 مليار دولار من قيمتها السوقية، أي ما يعادل تقريبًا حجم شركة ترويست فايننشال.
وقال آدم سرحان - مؤسس 50 بارك إنفستمنتس: هناك أوقات في الأسواق يُنحَى فيها المنطق جانبًا وتسيطر العاطفة، وأشعر أن هذه واحدة من تلك اللحظات بالنسبة لشواب.
بعد سيليكون فالى بنك..أزمة أسعار الفائدة الأمريكية تطال عملاق الوساطة تشارلز شواب
وقال إن انهيار قيمة الأسهم فرصة شراء تاريخية للقطاع المالي ككل، وشيء لم يحدث منذ 2008، وتراجعت أسهم شركات الوساطة الأخرى أيضًا لكن ليس بقدر انخفاض شواب، حيث انخفض سهم إنترأكتيف بروكرز جروب على سبيل المثال بنحو 4.5% هذا الشهر.
وتواجه شواب رياحًا معاكسةً على مسارين، فذراعها المصرفية، وهي واحدة من كبرى الشركات في الولايات المتحدة، تواجه مشكلات شبيهة بالتي عانى منها سيليكون فالي بنك المنهار حاليًا، ومثل العديد من نظيراتها استثمرت شواب في السندات طويلة الأجل خلال فترة انخفاض أسعار الفائدة تاريخيًا، وتكبدت خسائر في تلك الاستثمارات مع رفع الاحتياطي الفيدرالي الأسعار على مدار العام الماضي.
بعد سيليكون فالى بنك..أزمة أسعار الفائدة الأمريكية تطال عملاق الوساطة تشارلز شواب
كما تسببت المعدلات المرتفعة في حدوث مشكلة أخرى لشركة شواب، حيث يلجأ العملاء في إطار سعيهم للحصول على عوائد أفضل إلى تحويل ودائعهم النقدية إلى أصول ذات عائد أعلى مثل صناديق أسواق المال داخل قطاع الوساطة، أو في أي مكان آخر. وأثرت هذه العملية التي يُشار إليها غالبًا باسم الفرز النقدي على توقعات أرباح الشركة.
من جانبه قال ديفين رايان المحلل في "جيه بي إم سيكيوريتيز": عندما يحدث الفرز النقدي، فإن ذلك يضر بقوة الأرباح". وأشار إلى أن "شواب" تدفع الآن أكثر من 4% على الودائع التي لم تكن تدفع مقابلها سوى 0.5% تقريبًا.
ودفعت الوتيرة التي يحوّل بها العملاء أموالهم من "شواب" مايكل سايبرس، المحلل في "مورجان ستانلي" إلى خفض تقييمه للسهم للمرة الأولى منذ أن بدأ يغطي شركة الوساطة في 2016، ومع ذلك، فإن كريغ سيجنثالر من "بنك أوف أميركا"، لا يزال المحلل الوحيد الذي يبقي على تصنيف بيع مكافئ لسهم شواب، وهو نفسه الذي خفض تصنيفها في يناير.
ومن المقرر أن تعلن "شواب" عن نتائجها للربع الأول قبل افتتاح التداول في 17 أبريل، وانخفضت أسهمها 1.5٪ على الأقل خلال كل جلسة من الجلسات الخمس الأخيرة عقب إعلان إيراداتها.
ويرى آدم سرحان أن فرص الشراء مثل هذه واضحة جدًا لكن بعد فوات الأوان. ومع ذلك، قال: "امتلاك الشجاعة في الوقت الفعلي أمر صعب للغاية".