هل تخسر روسيا الحرب في أوكرانيا بعد الدعم الأوروبي؟.. 3 سيناريوهات أمام بوتين
دخلت الحرب الروسية الأوكرانية عامها الأول وتلوح في الافق تطورات كبيرة، على أرض المعارك، حيث تتضاءل فرص روسيا في الانتصار، بعد الدعم الأوروبي لأوكرانيا.
في بداية الغزو، كان يأمل الرئيس الروسي السيطرة على العاصمة كييف خلال أيام، لكن بعد أكثر من عام يبدو أنه لا تلوح في الأفق نهاية للحرب مع استمرار موسكو في مساعيها للسيطرة على منطقة دونباس الشرقية بالكامل.
دعم أوروبي لأوكرانيا
الدعم الأوروبي لأوكرانيا مستمر، لمواجهة روسيا، حيث أفضت الجولة الأوروبية للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إلى مزيد من الدعم العسكري لكييف، فانهالت المساعدات من ألمانيا وفرنسا وبريطانيا، بناء لطلب زيلينسكي الذي لا ينفك يطالب بالمزيد.
ورصد المجلس الأوروبي مليار يورو إضافية، في إطار صندوق السلام الأوروبي (EPF)، لتعزيز القدرات العسكرية لقوات كييف، التي تجهّز لهجومها المضاد على الجيش الروسي.
وجاء في بيان نشر على الموقع الإلكتروني للمفوضية الأوروبية: "هذا الإجراء سيوفر تمويل دعم القوات الأوكرانية بقذائف مدفعية من عيار 155 مم، وإذا لزم الأمر بصواريخ تشتريها الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي بشكل مشترك من صناعة الدفاع الأوروبية".
وفي سياق متصل، تعهّدت الحكومةُ البريطانية بتقديم مساعداتٍ عسكرية جديدة لأوكرانيا تتضمّنُ مئاتِ الصواريخ ومسيَّرات هجومية.
تسليح بريطاني
وكشفت الحكومة البريطانية عن تقديم مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا تتضمن مئات الصواريخ ومسيرات هجومية. ويأتي الإعلان عن المساعدات تزامنًا مع زيارة يجريها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى لندن.
أول نجاح للجيش الأوكراني
ومن خلال الدعم المتواصل الذي تتلقاه كييف، أعلن الجيشُ الأوكراني عن أول نجاح لهجومِه في محيط مدينة باخموت شرقي أوكرانيا وتقدُّمِهِ باتجاه الخطوط الدفاعية الروسية.
روسيا خسرت الحرب
روسيا خسرت الحرب، هكذا قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في خلال مقابلة مع صحيفة «لوبينيون»، معتبرا أن روسيا «خسرت جيوسياسيًا» الحرب في أوكرانيا، وبدأت «شكلًا من أشكال التبعية للصين».
وقال ماكرون: «خسرت روسيا جيوسياسيًا»، مشيرًا إلى علاقات موسكو مع حلفائها التقليديين، مع الصين، وتوسع حلف شمال الأطلسي (الناتو) ليشمل السويد وفنلندا.
وأوضح الرئيس الفرنسي خلال استقبال نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي: «لنكن واضحين، هذه ليست عملية خاصة لأن فلاديمير بوتين قرر التعبئة».
وأضاف: «ومن جانب آخر، أثارت روسيا شكوك حلفائها التاريخيين. بدأت في الواقع شكلًا من أشكال التبعية للصين وخسرت الوصول إلى بحر البلطيق، وهو أمر بالغ الأهمية بالنسبة إليها لأنها سرّعت اختيار السويد وفنلندا الانضمام إلى الناتو».
وتابع: «قلت دائما إنه على المدى الطويل، سيتعين على هيكلية الأمن الأوروبي تأمين أوكرانيا تمامًا في المستقبل، لكن سيتعين عليها أيضًا بلورة عدم مواجهة مع روسيا وإعادة بناء توازنات مستدامة، لكن ما زال هناك العديد من الخطوات الواجب اتخاذها للوصول إلى ذلك».
وسياق الأحداث الدائرة، كشف تقرير لمجلة "نيوزويك" (Newsweek) الأميركية عن تلميح المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أمس الاثنين إلى أن فرص انتصار روسيا في أوكرانيا تتضاءل، قائلا إن أهداف الزعيم الروسي لا يمكن تحقيقها الآن إلا بالوسائل العسكرية، وليس عبر محادثات السلام.
وأورد التقرير تصريحات سابقة للدبلوماسي الروسي السابق بوريس بونداريف، الذي قال إن بوتين لو فشل في الانتصار في هذه الحرب حسب شروطه المفضلة، فإنه ربما يضطر في النهاية إلى التنحي.
استبدال بوتين
وقال بونداريف، ـ استقال علنا بسبب غزو أوكرانيا العام الماضي، وخبيرا في الحد من التسلح في البعثة الدبلوماسية الروسية في جنيف "يمكن استبدال بوتين.. فالرجل ليس بطلا خارقا، وليست لديه قوى خارقة.. بل هو مجرد دكتاتور عادي".
وأضاف "وإذا نظرنا إلى التاريخ فسنرى أن مثل هؤلاء الطغاة قد استبدلوا من وقت لآخر. لذلك فهم يلجؤون عادة إذا خسروا الحرب ولم يتمكنوا من تلبية احتياجات مؤيديهم، إلى الرحيل".
3 سيناريوهات
وذكر التقرير نقلا عن فلاد ميخنينكو الخبير في التحول ما بعد الشيوعية لأوروبا الشرقية والاتحاد السوفياتي السابق بجامعة أكسفورد 3 سيناريوهات محتملة لهزيمة روسيا.
السيناريو الأول:
تقهقر فوضوي بسبب "هجوم أوكراني مدمر على جبهة أو عدة جبهات"، سيشمل "حالة من الذعر الشديد بين 600 ألف مستوطن روسي بعد عام 2014 في شبه جزيرة القرم، والمتعاونين الروس في دونباس الذين سيحاولون الهروب"، وهذا من شأنه أن يؤدي إلى "انهيار سريع في الخطوط الأمامية".
السيناريو الثاني:
تلجأ روسيا لانسحاب من القتال شبيه بما حصل في الحرب العالمية الأولى، أي "على غرار انهيار الجيش الروسي في 1916-1917".
السيناريو الثالث:
الحرب في أوكرانيا ربما تستمر لمدة سنتين أخريين، مع تزايد السخط في روسيا، وتقهقر روسي بطيء في بعض الأماكن، وإبقاء القوات على خط المواجهة في مناطق أخرى.
ويعتبر السيناريو الثالث، الأقرب بحسب الخبير الروسي ـ الذي يتمتع فيه بوتين بفرصة أكبر للمناورة وبالتالي الحفاظ على وجوده.