طفرة التعدين في إندونيسيا تهدد عرش النيكل

تشهد سوق النيكل المستخدم فى تصنيع البطاريات نقطة تحول بالتزامن مع موجة جديدة من الإمدادات للمعدن، توشك على الوصول لـ بورصة لندن للمعادن وتهبط بالأسعار، وذلك حسب خبراء استراتيجيين في مصرف "ماكواري جروب".

الضغوط البيعية الهائلة

وباتت سوق النيكل غير مرتبطة بأداء البورصة بطريقة متنامية منذ الضغوط البيعية الهائلة التي عصفت بالسوق السنة الماضية، إذ هبطت الأسعار مع ارتفاع إنتاج أشكال النيكل الأكثر استخدامًا، في حين عانى المعدن المكرر المتداول في لندن من نقص أكبر بالمعروض.

في حين تشكّل بورصة لندن للمعادن السعر العالمي المعياري للنيكل؛ فإنَّ المعدن النقي الذي يمكن تسلميه في البورصة يشكّل 20% فقط تقريبًا من الإنتاج العالمي. تأتي الكميات المتبقية في صورة منتجات وسيطة تُستخدم بعمليات تصنيع الصلب والبطاريات بطريقة مباشرة.

ويُرجح حدوث تغير في هذه الديناميكية نتيجة تشغيل مصانع جديدة في الصين وإندونيسيا لتحويل الأشكال الوسيطة من النيكل إلى معدن قابل للتسليم ببورصة لندن للمعادن، التي اعتمدت البورصة أول نوع منها الأسبوع الجاري. يمكن أن تعزز المصانع إنتاج النيكل بما يصل إلى 200 ألف طن مع حلول نهاية السنة المقبلة، بحسب ماكواري. قد يوسع ذلك الإمدادات القابلة للتسليم من بورصة لندن للمعادن 35% بالمقارنة مع مستويات 2022. هبطت عقود النيكل المستقبلية في بورصة لندن للمعادن 1.3% يوم الجمعة.

قلّصت طفرة التعدين في إندونيسيا أسعار المنتجات الوسيطة

قلّصت طفرة التعدين في إندونيسيا أسعار تلك المنتجات الوسيطة. كتب محللون استراتيجيون في "ماكواري" من بينهم جيم لينون أنَّ حديد الزهر النيكل والنيكل الحديدي يتم تداولهما بنصف سعر بورصة لندن للمعادن تقريبًا لكل طن من النيكل، مما يعد أمرًا غير مسبوق بتاريخ سوق النيكل.

تدخل مصانع جديدة حاليًا مراحل الإنتاج التي ستكون قادرة على تحويل تلك المنتجات الوسيطة لمعدن نيكل قابل للتسليم ببورصة لندن للمعادن. أوضح "ماكواري" أنَّ شركات صينية على غرار شركة "تسينغشان هولدينغ غروب"، أكبر منتج للنيكل في قلب الضغوط البيعية السنة الماضية، ستقلل من حاجة الصين لاستيراد معدن النيكل إلى صفر تقريبًا مع حلول 2024.
فجوة

قدّر "ماكواري" أنَّ تكلفة تحويل حديد زهر النيكل لمعدن النيكل ستكون أقل من 5 آلاف دولار للطن، بالمقارنة مع متوسط سعر أقل للطن من سعر بورصة لندن للمعادن بنحو 8 آلاف دولار السنة الماضية.

كتب الخبراء الاستراتيجيون في "ماكواري": يرجح سد فجوة أسعار المضاربة بفضل هبوط أسعار بورصة لندن للمعادن.