الإثنين 29 أبريل 2024 الموافق 20 شوال 1445
رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
بدور ابراهيم
عاجل
مقالات

التوعية قبل تخفيف الأحمال - بقلم بدور إبراهيم

السبت 29/يوليو/2023 - 12:33 ص

في ظل تحديات المناخ وموجات الحرارة التي لم تشهد لها الأرض مثيلًا من قبل، عادت إلى مسامعنا جملة تخفيف الأحمال الكهربائية التي ترتبط  بالانقطاعات المتكررة في الكهرباء بجميع أنحاء الجمهورية، وهو إجراء طبيعي في ظل الاستهلاكات العالية للطاقة نتيجة ارتفاع درجات الحرارة.

الاستدامة لا تتعلق بالبناء الأخضر  واستخدام مصادر الطاقة الجديدة والنظيفة فقط، بل إن جزءًا رئيسيًّا من فكرة الاستدامة هو «الترشيد» وتعلم ثقافة كيفية عدم إهدار الموارد، ولتحقيق ذلك يجب تبني خطة توعية متكاملة من قبل الدولة لتوعية الأفراد بكيفية ترشيد الطاقة، ومن بينها الطاقة الكهربائية

ففي السنوات الأخيرة ضخت الدولة استثمارات كبرى تخطت 189 مليار جنيه لتنفيذ مشروعات كبرى في قطاع الكهرباء وتحسين البنية التحتية، فتم سريعًا  البدء في تنفيذ المشروع القومي للكهرباء وإطلاق مشروعات كبرى، حتى وصلت الزيادة في إنتاجية الكهرباء إلى نحو 30 جيجاوات في 6 سنوات فقط، كما تم التوسع في توليد الكهرباء من الطاقة المتجددة.

ولذلك لم نشهد طوال السنوات الماضية انقطاعات متكررة أو نستمع إلى جملة تخفيف الأحمال حتى في أوقات ذروة الموسم الصيفي، ولكن الوضع الآن تغير في العالم كله مع الارتفاعات غير المسبوقة في الحرارة، فضلًا عن عوامل أخرى بمصر، من بينها زيادة عدد السكان، حيث شهد آخر 10 سنوات زيادة سكانية تقدر بـ 25 مليون نسمة، بالإضافة إلى وفود اللاجئين من الدول الإفريقية والعربية التي احتضنتهم مصر، وهو ما أدى إلى زيادة الاستهلاكات بالطاقة، الأمر الذي يتطلب إستراتيجية جديدة لمواجهة تلك التحديات.

لقراءة جميع مقالات الكاتب اضغط هنا

فالاستدامة لا تتعلق بالبناء الأخضر  واستخدام مصادر الطاقة الجديدة والنظيفة فقط، بل إن جزءًا رئيسيًّا من فكرة الاستدامة هو «الترشيد» وتعلم ثقافة كيفية عدم إهدار الموارد، ولتحقيق ذلك يجب تبني خطة توعية متكاملة من قبل الدولة لتوعية الأفراد بكيفية ترشيد الطاقة، ومن بينها الطاقة الكهربائية.

فيجب تبني حملة واسعة النطاق للوصول إلى جميع المصريين وتوعيتهم بسبل توفير الكهرباء، ويجب أن تشمل تلك الحملة وسائل الإعلام المرئية والمسموعة، وبشكل خاص مواقع التواصل الاجتماعي التي يستخدمها القطاع الأكبر من المواطنين من مختلف الأعمار.

فلا بد من التوعية بآليات ترشيد الطاقة وأيضًا كيفية استبدال الأجهزة الكهربائية التي انتشرت مؤخرًا، مثل أجهزة الطبخ (الميكرويف والغلاية الكهربائية وغيرهما)، وهي أجهزة هناك جدلية ودراسات تؤكد أنها ليست الخيار الأمثل للصحة العامة، فضلًا عن استهلاكها طاقة كهربائية بصورة كبيرة.

لقراءة جميع مقالات الكاتب اضغط هنا

كذلك يجب أيضًا تغيير بعض السلوكيات، من بينها عدم فصل شواحن الهواتف وأجهزة اللاب توب والتليفزيونات وغيرها في حالة عدم الاستعمال، وهي أمور فضلًا عن دورها في الترشيد تضمن الحفاظ على حياة  الإنسان لارتباط توصيل تلك الأجهزة بحوادث الحرائق والماس الكهربائي وغيرها.

فنشر التوعية سيكون له دور كبير في خفض استهلاك الطاقة وتحقيق الاستدامة والحفاظ على صحة وحياة الإنسان، ولا ننسى دور القطاع الخاص في حملات التوعية، فيمكن للمطورين توعية سكان الكومباوندات والمشروعات المختلفة بطرق ترشيد الطاقة.

كذلك دور الجمعيات والمبادرات المهتمة بالاستدامة، مثل «جمعية شابتر زيرو إيجيبت» التي أطلقت نشاطها مؤخرًا وتتبنى توعية مجالس إدارات الشركات بتحديات المناخ وكيفية تحقيق الاستدامة، فيجب أن يمتد دورها إلى توعية المواطنين، وهو ما سيضمن تحقيق أهدافها سريعًا، وكذلك نشر الاستدامة.