الأحد، 22 ديسمبر 2024 06:06 م
رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
بدور ابراهيم
عاجل
سياحة و طيران

جهود مكثفة لـ«السياحة» في مجال ترميم الآثار على مستوى الجمهورية

الجمعة، 28 يوليو 2023 08:15 م

قامت وزارة السياحة والآثار بجهود كبيرة خلال الفترة الماضية في مجال ترميم وصيانة الآثار والمواقع الأثرية بمختلف المحافظات.

وتهدف «السياحة والآثار» إلى تحسين التجربة السياحية للزائرين من المصريين والسائحين.

معابد الكرنك

وقد أنهى المجلس الأعلى للآثار مشروع تطوير خدمات الزائرين بالمتحف المفتوح بمعابد الكرنك في محافظة الأقصر.

وتضمن المشروع تبليط أرضيات المتحف ببلاطات من الحجر الرملي تتماشى مع طبيعة المنطقة الأثرية، بالإضافة إلى تزويد المتحف بعدد من اللافتات الإرشادية والمعلوماتية حول المتحف وما يضمه من آثار، ووضع مقاعد خشبية لاستراحة الزائرين، وكذلك تزويد الموقع بسلات للقمامة، فضلا عن مجموعة من القطع الأثرية التي يتم عرضها لأول مرة، وتمت إتاحة مسار زيارة للسياحة الميسرة من ذوي الهمم لتسهيل زيارتهم للمتحف.

وجاء المشروع بهدف تحسين تجربة الزائرين من المصريين والسائحين وجعل الزيارة أكثر سهولة ويسرًا وتميزًا، ما يأتي في إطار الاستراتيجية الوطنية للسياحة في مصر.

المتحف المفتوح بمعابد الكرنك

وقد تم تزويد المتحف المفتوح بمعابد الكرنك بعدد من القطع الأثرية تعرض لأول مرة، من بينها قطع للملك أخناتون وغيرها تخص الملك شاباكا من الأسرة 25، وأخرى من العصر المتأخر.

وتم تجهيز مكان بالمتحف المفتوح لاستقبال طلاب المراحل الدراسية المختلفة، حيث تقوم إدارة الوعي الأثري بتعريفهم بالحضارة المصرية، الأمر الذي يساهم في زيادة الوعي الأثري لديهم وخلق جيل جديد يعي قيمة حضارته وآثاره.

وجاء المشروع بتمويل ذاتي من المجلس الأعلى للآثار، واستغرق العمل به نحو شهرين.

ويقع المتحف المفتوح بمعابد الكرنك في الركن الشمالي الغربي، ويضم مجموعة من الآثار الهامة من أروع ما أنتج المصري القديم من فنون النحت والعمارة.

وظهرت فكرة إقامة المتحف المفتوح مع التوسع في أعمال الحفائر والاكتشافات والدراسات الأثرية في أواخر القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، حيث تلاحظ وجود كتل وعناصر معمارية تم العثور عليها أثناء أعمال الحفائر، ومع دراستها، أمكن تجميع أجزاء كبيرة منها، والتي تبين أنها كانت مقامة في مناطق عدة بالكرنك وتم تفكيكها في عصور لاحقة وتشييد عناصر معمارية أخرى مكانها.

وكانت هناك استحالة في إعادة بنائها في نفس مكانها الأصلي، فتم اختيار الموقع الحالي للمتحف المفتوح لإعادة بنائها مرة أخرى.

وتم البدء في إقامة المتحف المفتوح في عام 1937، عندما تم تجميع الكتل الخاصة بمقصورة الملك سنوسرت الأول والتي تعتبر من أقدم المباني التي أقيمت بالكرنك، والتي ترجع إلى عصر الأسرة الثانية عشر، والتي أطلق عليها اسم المقصورة البيضاء لأنها مشيدة من كتل الحجر الجيري الأبيض من محاجر طرة، وتتميز نقوشها بتفاصيل دقيقة تعتبر مرجعًا لأسلوب النقش في عصر الدولة الوسطى.

ويضم المتحف أيضًا مقصورة الملكة حتشبسوت والمعروفة باسم المقصورة الحمراء، والتي يرجع سبب تسميتها بهذا الاسم لتشييد جدرانها بكتل من حجر الكوارتزيت الأحمر، وتحتوي المقصورة على مناظر ونقوش بديعة تخص الملكة حتشبسوت والملك تحتمس الثالث، وتتناول موضوعاتها علاقتها بالمعبود أمون رع، والتقدمات المتنوعة والأعياد المختلفة والمواكب المبهجة وغيرها من المناظر والنقوش البديعة.

كما يوجد بالمتحف فناء ذو أعمدة يرجع لعصر الملك تحتمس الرابع، ويعتبر من العناصر المعمارية المميزة التي كانت مقامة بالكرنك خلال عصر الأسرة الثامنة عشر، وتتميز بنقوشها الجميلة وألوانها المميزة.

وتوجد مقصورتان منحوتتان من حجر الألباستر، الأولى للملك تحتمس الأول والثانية للملك تحتمس الرابع، وتتميزان بدقة نقوشهما المتناهية وتفاصيلهما الثرية.

وفي أقصى الجانب الجنوبي من المتحف، يوجد جدار ضخم مبني من الحجر الرملي يعتبر من أندر الآثار التي شيدت بالكرنك، والتي ترجع للملك أمنحتب الرابع قبل أن يغير اسمه إلى أخناتون، حيث يظهر الملك وهو يؤدب الأعداء.

ويضم المتحف العديد من الأعتاب المميزة وبقايا البوابات والعناصر المعمارية التي تمثل أجزاء من مباني كانت مقامة بالكرنك قديمًا.

وفي القاهرة، نجح فريق عمل من مهندسي ومرممي وآثاري قطاعي المشروعات والآثار الإسلامية والقبطية واليهودية بالمجلس الأعلى للآثار، في الانتهاء من أعمال فك وإعادة تركيب وترميم قبة رقية دودو الأثرية بمنطقة الإمام الشافعي.

واستغرقت عملية فك القبة من موقعها الأصلي وإعادة تركيبها وترميمها بموقها الجديد -الذي يقع على بعد 30 مترا من موقعها الأصلي- ثلاثة أشهر من العمل الشاق والجاد، وذلك لحمايتها والحفاظ عليها من المياه الجوفية التي غمرت جزءا منها ونمو وانتشار نبات الهيش حولها.


وقبل أعمال الفك والنقل وإعادة التركيب، قام فريق العمل بإجراء الدراسات اللازمة لذلك ومعالجة التربة في الموقع الذي تم تخصيصه لإعادة تركيب القبة، بما يضمن سلامتها والحفاظ عليها.

وبذل فريق العمل الجهود لإنقاذ هذا الأثر الهام والحفاظ عليه، وتمت جميع الأعمال بأيادي مصرية خالصة وبتمويل ذاتي من المجلس الأعلى للآثار.

وقد تم توثيق القبة وجميع عناصرها المعمارية قبل وبعد وأثناء أعمال الفك والتركيب، وساهمت عملية نقل القبة في إظهار لأول مرة الواجهات الأربعة الأصلية للقبة والتي لا يوجد أي تصوير لها سوى تلك الصورة الموجودة في كتاب وصف مصر.

وتم تسجيل قبة رقية دودو في عداد الآثار الإسلامية عام 1951، وهي تقع في عين الصيرة بمنطقة آثار الإمام الشافعي، ويعود تاريخ إنشائها إلى عام 1757، حيث أنشأتها السيدة بدوية بنت شاهين لابنتها رقية دودو بنت الأمير رضوان بك الفقاري، والتي توفيت صغيرة بسبب وباء الطاعون، فأنشأت لها والدتها هذه القبة لدفنها بها، بالإضافة إلى سبيل يعلوه كتاب بمنطقة سوق السلاح.

وجاء تصميم القبة على الطراز العثماني، وهي عبارة عن قبة فوق أربعة عقود محمولة على أربعة أعمدة، وتربط بين العقود روابط خشبية، تتوسطها مصطبة حجرية بها تركيبة رخامية مزخرفة وعليها كتابات دعائية للمتوفاة.

وزُينت جدران المصطبة بنقوش وزخارف متنوعة، ويوجد عليها شاهدا قبر، الأول من الناحية الشرقية حُفرت عليه ثلاثة أسطر به عبارة التوحيد وآية قرآنية، أما الشاهد الثاني فيوجد بالناحية الغربية وحُفرت عليه خمسة أسطر عليه نفس العبارات، وبالأعمدة الأربعة كتابات تشتمل على أدعية واسم المتوفاة وتاريخ الوفاة.