السبت، 23 نوفمبر 2024 12:17 م
رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
بدور ابراهيم
عاجل
مقالات

اقتصاد «التريدميل» - بقلم نبيل عماشة

الخميس، 10 أغسطس 2023 11:47 ص
اقتصاد «التريدميل» - بقلم نبيل عماشة
اقتصاد «التريدميل» - بقلم نبيل عماشة

لم يمر الاقتصاد العالمي والمحلي بأزمة اقتصادية في السابق شبيهة بالوضع الحالي؛ فرغم حدوث العديد من الأزمات – منها ما عاصرناه، مثل الأزمة المالية العالمية في 2008 – فإن الوضع الحالي لا يشبه أي أزمة، وبالتأكيد هو «أصعب»، والأصعب عدم وجود أي رؤى بشأن الاستقرار أو المزيد من التحدي أو موعد التعافي.

ومررنا في مصر بالعديد من الأزمات، وهناك أزمات عصفت بالعالم – مثل الأزمة المالية العالمية – ولم نشعر بأي تأثير لها في مصر، أما الوضع الحالي فالتأثير ممتد، وأصاب جميع دول العالم، ونحن لسنا بمعزل عن تأثيرات جائحة كورونا وأزمات سلاسل الإمداد والحرب الروسية الأوكرانية وزيادة معدلات التضخم.

من المتوقع تأثر كبير أو انهيار للبورصات العالمية وتفاقم الأمر في العديد من الدول

فمن المتوقع تأثر كبير أو انهيار للبورصات العالمية وتفاقم الأمر في العديد من الدول، فالدول التي كانت تعاني من مستوى دين بين 160% إلى 170% وصل مستوى الدين العام لها إلى 400% من الناتج المحلي، وهو أمر صعب للغاية، خاصة مع ارتفاع أسعار الفائدة على مستوى العالم.

وأصبح مطلوبًا من كل شخص أو شركة أو مؤسسة المزيد من العمل للحفاظ على وضعها الحالي من مركز مالي في السوق، أو بالنسبة إلى الشخص للحفاظ على نفس مستوى المعيشة، أي في ضوء الأوضاع الحالية المزيد من العمل لن يكون من أجل تحسين أوضاع؛ فالتحديات صعبة بالفعل، ولا توجد أي رؤى بخصوص التعافي، والوضع الاقتصادي الحالي يشبه بالفعل من يقف على «التريدميل» فعليًّا؛ فهو يزيد في السرعة وما زال واقفًا في مكانه.

وبالنسبة إلى الشركات فعليها إعادة النظر والتروي في اتخاذ القرارات الاستثمارية الكبرى من توسعات وغيرها، وذلك لحين وضوح الرؤى، فالتكاليف الخاصة ببدء أي نشاط استثماري من مواد خام وأراضٍ ونقل وغيرها تشهد تغيرات مستمرة، ومن ثم يجب التروي لضمان تحديد جدوى استثمارية سليمة.

فالمطعم – على سبيل المثال – يشهد يوميًّا تغيرات في أسعار المنتجات، ومن ثم فالوضع أصعب بالنسبة إلى نشاط استثماري، ولذلك نحتاج إلى دراسات دقيقة وتخطيط مرن.

وبالنسبة إلى الشركات العقارية فعليها تغيير شكل المنتَج ليتناسب مع تغيرات وانخفاض القوى الشرائية، فستتم إعادة النظر في المساحات والتشطيبات، وعلى الشركات تقليل عدد الوحدات المطروحة بالمراحل البيعية للتحوط ومواجهة التغيرات المتزايدة في التكاليف.

كما تشهد الأسواق العالمية كلها تطورًا تكنولوجيًّا سريعًا ورهيبًا، ومن لم يواكب ذلك التطور فسيعاني من أزمات كبرى ولن يستطيع الاستمرار في السوق.

ومن ثم فعلى الشركات مسؤولية كبرى في التطوير والتحديث وإجراء الدراسات السليمة واختيار التوقيتات المناسبة لطرح المشروعات وتنفيذها.

مؤسس شركة «بيبول آند بليسز»