الساحل للجميع - بقلم المهندس عبد الناصر طه

مع كل موسم صيفي يزداد الحديث عن الساحل الشمالي وأسعار الساحل الشمالي، سواء الخاصة بتملك العقارات أو الإيجارات، وكذلك أسعار السلع والاحتياجات الأساسية وغير الأساسية، لدرجة ساهمت في ظهور أسماء مثل «الساحل الطيب» و«الساحل الشرير».

وإذا تحدثنا عن تخصصنا العقاري فيما يتعلق بأسعار الوحدات، فلا شك أن السنوات الأخيرة شهدت تطورًا كبيرًا بالساحل الشمالي على مستوى التنمية التي تنعكس بالطبع على الأسعار، وذلك مع ظهور مدينة العلمين الجديدة وحركة التنمية الكبرى المرتبطة بها من الطرق والخدمات التي استفاد منها الساحل كله.

وبالتالي شهدت الأسعار تزايدًا كبيرًا، خاصة مع ظهور مشروعات كبرى ومع ازدياد التوافد على الساحل الشمالي الذي بلغ أضعافًا رغم التكلفة المرتفعة.

ولكن في حقيقة الأمر، الساحل الشمالي متنوع، وهناك قرى بها وحدات وخدمات بأسعار تناسب فئات متنوعة من الطبقات المتوسطة وفوق المتوسطة.

ولكن يمكن القول إن «السوشيال ميديا» تهتم دائمًا بإظهار السلبيات والأسعار المرتفعة، ولا تُظهِر وجود قرى راقية على البحر بها وحدات بجودة عالية تناسب أسعارها الطبقات المتوسطة، كما توجد مشروعات للفئات الفاخرة، وأسعارها عالية، ولكنها فئات قليلة جدًّا من المصطافين الموجودين حاليًّا بالساحل الشمالي.

وتتسم مصر بتنوع المقاصد السياحية التي تناسب مختلف فئات المصريين، فهناك مصايف مميزة في الإسكندرية ورأس البر والبحر الأحمر وغيرها، وأيضًا تلك المصايف تتدرج باختلاف مستويات الدخل، وجميعها شهد تطورًا كبيرًا واهتمامًا بتطوير البنية الأساسية والشواطئ وغيرها.

وبالتالي فإن المصايف للجميع، كما أن الساحل الشمالي متاح لفئات متعددة من المواطنين كما ذكرنا، ونستطيع أن نحوِّل الساحل للجميع بالفعل من خلال مدينة العلمين الجديدة التي أنشئت لكل المصريين، فوفقًا لمخططها ستحوي أنشطة اقتصادية، من بينها مناطق صناعية، وهو الأمر الذي سيجعلها تساهم في توظيف الآلاف من الأيادي العاملة الذين سيوجدون بالمدينة هم وأسرهم، ويتم خلق حياة متكاملة بقلب المدينة، وبالتالي فإن وجود الصناعة سيكون أمرًا هامًّا في جعل الساحل للجميع.

ويجب الاهتمام بدفع الاستثمارات الصناعية في تلك المنطقة، وهو الأمر الذي يتوافق مع خطة الدولة لدعم الصناعة واحتياجاتنا الحالية إلى تقوية الاقتصاد المصري والعملة المحلية، فالوقت الحالي يتطلب وضع إستراتيجية متكاملة لدفع الصناعة المصرية.

واستكمالًا للحديث عن التطوير يجب ألا نغفل ما قامت به الدولة من إنجاز استثنائي فيما يتعلق بالقضاء على العشوائيات والتخلص من العديد من المناطق الخطرة التي هددت حياة المواطنين وأثرت على العمران، فقد تم تحويلها إلى مناطق عمرانية متكاملة ووحدات آمنة توفر بيئة صحية ونفسية واجتماعية على أفضل مستوى للمواطنين والأجيال القادمة.

كما تم الاهتمام بتوصيل المرافق من المياه والصرف الصحي والكهرباء إلى جميع أنحاء جمهورية مصر العربية من المدن والقرى والنجوع، وهو أمر خلق حياة أفضل، ولا يجب أن نغفل كل تلك الإنجازات، ويتم الحديث والتركيز على أسعار الساحل و«الساحل الشرير»، ففي المجمل لدينا حياة أفضل، والعديد من الشواطئ الجاذبة والمصايف التي تتوافق مع جميع المصريين.