سواحل مصر استثمار آمن - بقلم بدور إبراهيم
تظل السواحل والمقاصد السياحية هبة منحها الله لمصر، فلدينا ساحلا البحرين الأحمر والمتوسط، والعديد من المدن المميزة التي تتسم بقابلية جذب العملاء طوال أيام السنة، لاعتدال المناخ ومناسبته مع الفصول المختلفة، فكما تتميز سواحل البحر المتوسط بالجو المناسب لفصل الصيف، نجد سواحل البحر الأحمر مناسبة لاستقطاب السائحين والمصريين في الشتاء، وكل مدينة لها طابع مميز وفريد يختلف عن الأخرى، فالساحل الشمالي مختلف عن العلمين الجديدة وعن مرسى علم وعن شرم الشيخ والغردقة، وكذلك سهل حشيش.
وما زالت كل مدينة بها العديد من الفرص الاستثمارية الواعدة، فلم تتشبع أي مدينة سياحية بالاستثمارات، ولعل أحد أبرز الظواهر الإيجابية خلال العام الحالي هو توافد عدد كبير من العملاء العرب والمستثمرين والشخصيات العامة والشهيرة لقضاء إجازاتهم الصيفية في مصر بمدنها الساحلية.
ويعكس ذلك جاذبية وأمان الاستثمارات الساحلية، فعلى الرغم من وجود شواطئ للعديد من الدول العربية الشقيقة، فإن مصر هي الأفضل، فحتى مع التغيرات المناخية والموجات الحارة التي يعاني منها العالم، تظل شواطئ مصر ذات جو ساحر وجاذب.
وبالتالي فإن أي مستثمر سيقوم بعمل مشروع سياحي «مكسبه مضمون» حال توافر الجدية والجودة وتقديم منتج يلبي احتياجات العملاء من مصر والدول العربية والأجنبية، ولكن رغم ذلك نفتقد عوامل أساسية لنجاح الاستثمارات السياحية، وأهمها كيف تعمل المدن الساحلية طوال أيام السنة.
فما زلنا نفتقر إلى العديد من الخدمات الإستراتيجية بمدن السواحل، مثل الخدمات الترفيهية والصحية، والتعليمية أيضًا، فعلى سبيل المثال، رغم الاستثمارات الكبرى التي تم ضخها من قبل القطاع الخاص في الساحل الشمالي، ومن قبل الدولة في العلمين الجديدة، ما زالت هناك حاجة إلى مزيد من الخدمات التي تضمن تشغيل تلك المنطقة طوال العام، وليس ذلك فقط، بل خدمات تضمن المزيد من النجاح للموسم الصيفي، فما زالت السينمات قليلة، ولا توجد مسارح وخدمات ترفيهية مناسبة لمرتادي المدينة.
ونعلم أن تلك الخدمات سيتم توفيرها في مدينة العلمين الجديدة، ولكن لماذا لا يتم التكاتف بين الدولة والقطاع الخاص لتنفيذ المزيد من تلك الخدمات في الساحل ككل، وأيضًا في مدن سواحل البحر الأحمر الواعدة؟
كما أن على المطورين دورًا هامًّا في الاهتمام بالمشروعات بعد الانتهاء منها، فيجب الحرص على الصيانة الدورية والتطوير المستمر ورفع الكفاءات لتتناسب مع متغيرات السوق، وليتم رفع القيمة المضافة لها بصورة دورية، فهناك بعض القرى تم إهمالها في السنوات الماضية بعد تسليم وحداتها إلى العملاء، وهو أمر أضر كثيرًا بها.
وتدرك العديد من الشركات الكبرى دور التطوير الدائم للمشروعات والإدارة الجيدة، ولذلك لدينا مشروعات مميزة تحقق أعلى العوائد، فيجب استخدام أحدث التكنولوجيات والترويج الجيد لمشروعات السواحل ومدنها، والاهتمام بالوصول إلى أكبر شريحة من السائحين خارج مصر، فلدينا المقومات المتميزة التي تجعل مصر الوجهة السياحية الأولى عالميًّا.
كما أن على الدولة دورًا هامًّا في رقابة القضاء على أي سلوكيات مرفوضة تضر بسمعة مصر، ومراقبة معدلات التطوير والتنمية من قبل الشركات، بالإضافة إلى التعاون معهم للترويج لمصر.