أسعار البترول تهوي 6% للأسبوع الثاني على التوالي مع تجميد رفع أسعار الفائدة الأمريكية
هوت أسعار البترول بأكثر من 6% خلال الأسبوع الماضي لتسجل أسبوع ثانٍ على التوالي من الخسائر لتنخفض أسعار العقود الآجلة لخام برنت القياسي العالمي إلى مايقرب من 85 دولار للبرميل والعقود الآجلة لخام غرب تكساس الأمريكي إلى حوالي 81 دولار للبرميل مع توقف مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأمريكي) عن فرض أى زيادات محتملة في أسعار الفائدة في المستقبل ومع تراجع المخاوف من احتمال أن يؤدي الصراع في الشرق الأوسط وتكثيف الجيش الإسرائيلي هجماته الجوية والبرية على قطاع غزة، إلى اضطراب في الإمدادات.
هبوط أسعار البترول 2% يوم الجمعة مع تبدد المخاوف من حرب إسرائيل في قطاع غزة
وذكرت وكالة بلومبرج أن أسعار البترول هبطت في جلسة نهاية الأسبوع يوم الجمعة بما يقرب من 2.4 % للعقود الآجلة لخام غرب تكساس الأمريكي إلى 80.5 دولار لللبرميل في بورصة نيمكس الأمريكية وبحوالي 2.3% لتنخفض أسعار العقود الآجلة لخام برنت القياسي العالمي لتنزل إلى 84.9 دولار لبرميل في بورصة ICE العالمية مع تبدد المخاوف من حالة التوتر في الشرق الأوسط بسبب اقتحام الجيش الإسرائيلي قطاع غزة، بينما أدت بيانات الوظائف المتفائبة إلى زيادة التوقعات بأن مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأمريكي) قد انتهى من دورة التشديد النقدي.
وتراجعت أسعار البترول مع انحسار مخاوف المستثمرين من تفاقم الصراع في الشرق الأوسط حيث لم يتعهد حسن نصر الله الأمين العام لجماعة حزب الله اللبنانية بفتح جبهة أخرى على الحدود الإسرائيلية مع لبنان، وذلك خلال أول خطاب له منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل والفلسطينيين وخصوصا مع مقاتلي حماس في قطاع غزة رغم أنه حذر يوم الجمعة من أن اتساع الصراع محتمل.
انخفاض أسعار البترول مع تجميد رفع أسعار الفائدة الأمريكية والبريطانية
وساعد على انخفاض أسعار البترول أن بيانات رسمية أكدت أن نمو الوظائف في الولايات المتحدة تباطأ بأكثر من المتوقع في أكتوبر الماضي كما تباطأ تضخم الأجور، مما يشير إلى انحسار في أوضاع سوق العمل لتعزز وجهة النظر بأن مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأمريكي) ليس بحاجة إلى المزيد من رفع أسعار الفائدة بعد أن أبقى المجلس على أسعار الفائدة دون تغيير يوم الأربعاء، في حين أبقى بنك إنجلترا المركزي أسعار الفائدة عند أعلى مستوى لها منذ 15 عاما.
وأظهر مسح للقطاع الخاص أن نشاط الخدمات في الصين نما بوتيرة أسرع قليلا في أكتوبر زلكن المبيعات قفزت بأضعف وتيرة في عشرة أشهر وشهد نشاط التوظيف ركودا مع تراجع ثقة الشركات مما ساعد على انخفاض أسعار البترول مع تراجغ الطلب العالمي علي النفط.
ارتفاع أسعار البترول مع تمديد خفض إنتاج السعودية
ولكن من المحتمل أن تعاود أسعار البترول ارتفاعها في الفترة القادمة حيث تشير توقعات المحللين في أسواق السلع العالمية إلى أن السعودية ستؤكد مجددا تمديد خفض إنتاجها الطوعي بمليون برميل يوميا حتى ديسمبر القادم وإذا تفاقم الصراع في الشرق الأوسط وكثف الجيش الإسرائيلي هجماته الجوية والبرية على قطاع غزة، مما يؤدى إلى اضطراب في إمدادات النفط الخام إلى البلاد المستوردة حيث لا تزال المخاوف الجيوبوليتيكية محل متابعة وثيقة من المستثمرين في ظل استمرار الحرب في غزة.
ومع ذلك فقط ارتفعت أسعار البترول أكثر من دولارين للبرميل يوم اليوم الخميس الماضي لتنهي سلسلة خسائر استمرت ثلاثة أيام مع عودة الإقبال على المخاطرة في الأسواق المالية بعد أن ثبت مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأمريكي) أسعار الفائدة دون تغيير في نطاق ما بين 5.25% و5.50% في اجتماعه الأربعاء الماضي جيث يجد المشرعون صعوبة في تحديد ما إذا كان تشديد السياسة النقدية كافيا بالفعل للسيطرة على التضخم، أو ما إذا كان الاقتصاد الذي يفوق التوقعات باستمرار قد يحتاج إلى مزيد من الضبط.
تباين أسعار النفط خلال الربع الحالي
ومن المتوقع أن تتباين أسعار البترول خلال الربع الحالي بعد أن أبقى بنك إنكلترا المركزي أسعار الفائدة عند أعلى مستوى في 15 عاما والبالغ 5.25% في اجتماعه يوم الخميس، في الشهر الثاني الذي تشهد فيه أسعار الفائدة ثباتا بعد 14 رفعًا متتاليًا غير أنه أكد على أنه لا يتوقع خفضا في أسعار الفائدة في أي وقت قريب في حين يراقب المستثمرون أيضا التطورات في منطقة الشرق الأوسط والتي جعلت أسواق النفط في حالة ترقب مع احتمال أن يؤدي اتساع نطاق الحرب بين إسرائيل والفلسطينيين ومقاتلي حماس في قطاع غزة إلى تعطل الإمدادات في أنحاء المنطقة.
ومن ناحية أخرى يتوقع البنك الدولي أن يبلغ متوسط أسعار البترول العالمية 90 دولارًا للبرميل خلال الربع الأخير من 2023 وأن يهبط المتوسط إلى 81 دولارًا للبرميل خلال العام ككل مع تباطؤ الطلب، غير أنه حذر من أن يدفع تصاعد الصراع في قطاع غزة الأسعار إلى ارتفاع كبير بعد أن زادت أسعار النفط بنسبة 6% فقط منذ بدء الحرب في قطاع غزة المحاصر.