توقعات خفض فائدة الفيدرالى تقود الأسهم الأمريكية إلى أعلى مستوى فى نوفمبر
انتعشت الأسهم الأميركية بنهاية تعاملات الخميس، حيث حققت واحدة من أكبر مكاسبها المسجلة في شهر نوفمبر، وهو ارتفاع دعمته تكهنات بأن الاحتياطي الفيدرالي سقوم بإنهاء تشديد السياسة النقدية، ويعمل على خفض أسعار الفائدة العام المقبل.
توقعات خفض فائدة الفيدرالى تقود الأسهم الأمريكية إلى أعلى مستوى فى نوفمبر
كان أداء مؤشر "ناسداك 100" أضعف نسبيًا يوم الخميس. وارتفع مؤشر داو جونز الصناعي، مدفوعًا بصعود أسعار أسهم "سيلز فورس" و"بوينغ". وقفزت عائدات السندات الأميركية لأجل 10 سنوات 8 نقاط أساس لتصل إلى 4.34%. وصعد الدولار، لكنه سجل أضعف أداء شهري منذ عام.
قادت موجة الصعود الحالية مؤشر "إس آند بي 500" ليربح 3 تريليونات دولار الشهر الحالي ليصل إلى مستويات تبعد 5% فقط عن قمته القياسية.
تباطأ الإنفاق الاستهلاكي والتضخم وسوق العمل
تباطأ الإنفاق الاستهلاكي والتضخم وسوق العمل في الولايات المتحدة خلال الأسابيع الأخيرة، مما يزيد من الأدلة على تباطؤ النمو تدريجيًا. وجاء مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسي، وهو المؤشر الأكثر متابعةً من قبل الاحتياطي الفيدرالي للتضخم الأساسي، متوافقًا مع تقديرات الاقتصاديين.
قال سونو فارغيز، استراتيجي الاقتصاد الكلي العالمي لدى "كارسون غروب" (Carson Group): "من المرجح أن تعزز هذه البيانات التوقعات بأن نقطة تحول السياسة النقدية باتت قريبة، وأن الاحتياطي الفيدرالي سيخفض سعر الفائدة مرة واحدة على الأقل في الأشهر الستة الأولى من 2024.. فقد ألمح مسؤولو الاحتياطي الفيدرالي بالفعل إلى أن التضخم آخذ في التراجع، ويمكن أن يحدث ذلك في مواجهة اقتصاد قوي وانخفاض معدلات البطالة، مما يمهد الطريق لخفض الفائدة".
في حين أن هذا التصور هو في الأساس ما أثار صعود العديد من فئات الأصول في نوفمبر، إلا أن القلق بشأن "ذروة الشراء" أبقى العديد من مستثمري الأسهم بعيدًا عن السوق خلال الأسبوع الماضي. قفز "إس آند بي 500" بأكثر من 8% الشهر الحالي، وهو القدر الذي حققه أقل من 10 مرات منذ 1928، وفقًا للبيانات التي جمعتها بلومبرغ. كما أنه في الوقت نفسه يعتبر بمثابة أفضل أداء شهري للمؤشر منذ يوليو 2022.
كالي كوكس من "إي تورو" (eToro) ترى أنه في الوقت الحالي، ماتزال السوق صاعدة حتى يثبت العكس. وقالت: "يتحدث باول ورؤساء الاحتياطي الفيدرالي صراحةً عن التقدّم في مكافحة التضخم واحتمال خفض أسعار الفائدة.. طالما أن هذه الرؤية من الاحتياطي الفيدرالي لا تزال قائمةً، فإن التوق إلى خفض الفائدة يمكن أن يستمر في القطاعات الأكثر تأثرًا بسعر الفائدة.. لذا علينا التعامل بحذر رغم ذلك، فالاقتصاد يتباطأ ومخاطر الركود لا تزال قائمة".
وفي إشارة إيجابية للمتفائلين بالأسهم، يُظهر نموذج بلومبرغ إنتليجنس المعروف باسم "مؤشر النظام الاقتصادي" أن أسوأ آلام الاقتصاد الأميركي قد مرت على ما يبدو.
انخفض المؤشر مرة أخرى إلى منطقة الركود الشهر الماضي بعد أن أظهر انتعاشًا كاملًا تقريبًا في وقت سابق من العام من أدنى مستوياته في أواخر 2022. في حين أن النموذج لا يزال يشير إلى ضعف اقتصادي محتمل في المستقبل، ترى جينا مارتن آدامز كبيرة استراتيجيي الأسهم لدى بلومبرغ إنتليجنس أنه طالما تماسك المؤشر فوق أدنى مستوياته، فإن التوقعات ستكون مواتية لـ"إس آند بي 500".