وزير الخارجية الأردني: الرئيس السيسي والملك عبدالله راعيان للسلام بالمنطقة
أشاد وزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني أيمن الصفدي، بالعلاقات المصرية الأردنية ومستوى التنسيق والتشاور بين البلدين في كافة المجالات والأزمات، مؤكدا أن القاهرة وعمان لديهما مواقف تاريخية ورؤى متطابقة بشأن العديد من القضايا العربية والدولية.
وقال الصفدي، في حوار بعمان، إن التشاور والتنسيق والتواصل بين مصر والأردن هو نهج مستمر دائما بين البلدين الشقيقين، ومع اندلاع الحرب على قطاع غزة الشهر الماضي كان التنسيق والتواصل مكثفا وبدأ منذ اللحظات الأولى للأحداث في غزة.
وأضاف أن مصر والأردن ومنذ الحرب الإسرائيلية على القطاع يبذلان، ومازالتا، جهودا حثيثة لوقف الهجمات ضد المدنيين من أبناء غزة، مؤكدا أن القاهرة وعمان يلعبان دورا محوريا من أجل وقف الحرب والعودة إلى طاولة المفاوضات لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وذات السيادة على خطوط الرابع من يونيو وعاصمتها القدس الشرقية.
وتابع الصفدي قائلا" لم ندخر جهدا منذ اليوم الأول للحرب من أجل وقفها وتخفيف العبء على الأشقاء في غزة وتواصلنا مع جميع الأطراف والشركاء الدوليين والأشقاء والأصدقاء من أجل وقف الحرب وعدم اتساع دائرتها بالمنطقة ولكن إسرائيل تتعنت وتريد تدمير غزة ولم تستمع لصوت العقل والحكمة".
وأوضح أنه منذ اللحظات الأولى كان الرئيس عبد الفتاح السيسي وأخيه الملك عبدالله الثاني يحذران من التصعيد ويحثان ويعملان مع الشركاء الدوليين لوقف نزيف الدم وإدانة كافة الجرائم بحق المدنيين لكافة الأطراف، مؤكدا أن الرئيس السيسي والملك عبدالله راعيان دائمان وأساسيان للسلام والأمن والاستقرار بالمنطقة وخصوصا فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية باعتبارها القضية المحورية للقاهرة وعمان والأمتين العربية والإسلامية.
وشدد الصفدي على رفض الأردن المطلق لتهجير الفلسطينيين ومحاولة حل القضية الفلسطينية على حساب الأردن أو مصر، مشيرا إلى أن الملك عبدالله الثاني وأخيه الرئيس السيسي شددا على ذلك في مختلف لقاءاتهم، وفي مختلف المؤتمرات والمحافل الدولية.
وأشار إلى أن الموقف المشترك والعلاقة بين البلدين الشقيقين كان قد عبر عنه الملك عبدالله الثاني في ما كتبه على حسابه الرسمي على منصة اكس "نقف إلى جانب الشقيقة مصر في خندق واحد.الموقف الذي عبر عنه اليوم أخي الرئيس عبدالفتاح السيسي بتأكيده رفض مصر تهجير الأشقاء الفلسطينيين عن أرضهم باعتباره خطا أحمر، يجسد موقفنا المشترك وسيخلده التاريخ في سجل مواقف مصر العروبية".
كما لفت الصفدي إلى التعاون والتنسيق الوثيق بين المملكة وجمهورية مصر العربية في جهود إيصال المساعدات الإنسانية للأشقاء الفلسطينيين في القطاع، ومن خلال مطار العريش، ليتم إيصالها لغزة من خلال معبر رفح.
وبشأن الهدنة التي تم التوصل إليها بمشاركة مصر وقطر مع الولايات المتحدة، ولكن إسرائيل اخترقتها، قال وزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني أيمن الصفدي، إن مصر بذلت جهودا كبيرة مع الأشقاء في قطر من أجل الوصول إلى هذه الهدنة الإنسانية، مشيدا بدور مصر المحوري الذي ساهم في تحقيق هذه الهدنة الإنسانية والتشاور المستمر مع الشركاء من أجل تمديدها ووقف الحرب الإسرائيلية المستعرة على القطاع والوصول إلى وقف إطلاق النار الدائم، معربا عن إدانة الأردن استئناف الحرب العدوانية الإسرائيلية العبثية ومطالبا المجتمع الدولي بتحمل مسئوليته وردع إسرائيل من ارتكاب المزيد من الجرائم ضد المدنيين.
وحول جهود الملك عبدالله الثاني وجولاته الخارجية ولقاءاته الدولية التي ساهمت في توضيح الصورة للعالم، قال الصفدي إن الملك عبدالله الثاني ومنذ بداية الحرب ولأنه يؤمن بخطورتها على المنطقة والعالم، قام بعدة زيارات خارجية وأوروبية من أجل التحذير من تداعيات الحرب.
وشدد الصفدي على ضرورة أن يلتفت المجتمع الدولي لما يحدث من هجمات على الفلسطينيين بالضفة الغربية منبها إلى أن ذلك لم يحظ بالاهتمام الدولي كما حدث في غزة، مشيرا إلى أن عام 2023 يعد الأكثر دموية على الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية منذ أكثر من 10 سنوات، ومحذرا من مغبة استمراره وتأثيرة المباشر على السلم والأمن الدوليين.
وطالب بضرورة استغلال الحالة التي أصبح عليها حاليا المجتمع الدولي بشأن رؤيته لإنهاء الوضع في الأراضي الفلسطينية المحتلة عبر حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وذات السيادة لتعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل، مؤكدا أن العالم الآن يؤمن أكثر من أي وقت ماضى، بأنه لا سبيل لإنهاء العنف بالمنطقة إلا بإقامة الدولة الفلسطينية عبر حل الدولتين.
وأعاد الصفدي التأكيد على أن الأردن سيعمل مع كافة الأطراف والشركاء الدوليين من أجل إعادة اهتمام العالم بعملية السلام باعتباره ركيزة أساسية في سياسته الخارجية وسيتواصل مع الجميع من أجل إعادة عملية السلام والتفاوض لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.
وقال إن التعاون الثنائي والتنسيق والتشاور مع مصر مثال يحتذى به في العلاقات العربية العربية وكذلك التعاون الثلاثي الاقتصادي بين مصر والأردن والعراق والهادف إلى تحقيق المصلحة لشعوب الدول الثلاث يمثل أيضا نموذج للعلاقات القائمة على الأخوة والشراكة وتحقيق المصالح العربية العربية،.