سندات الخزانة الأمريكية تواصل الارتفاع بدعم تباطؤ سوق العمل ورهانات خفض الفائدة
عادت سندات الخزانة الأمريكية للارتفاع، بدعم استمرار تباطؤ سوق العمل وتزايد الرهانات بأن مجلس الاحتياطي الفيدرالي سيتمكن من خفض أسعار الفائدة العام المقبل لوقف ركود محتمل.
سندات الخزانة الأمريكية تواصل الارتفاع بدعم تباطؤ سوق العمل ورهانات خفض الفائدة
وانخفضت عائدات سندات الخزانة القياسية لأجل 10 سنوات، إلى ما دون 4.2%، بعدما سجلت الوظائف الشاغرة أدنى مستوياتها منذ مارس 2021. ظهرت مؤخرًا مخاوف بشأن سرعة توقع الأسواق توجه الاحتياطي الفيدرالي لتيسير سياسته النقدية، مما يبرز المخاطر التي يواجهها المتداولون المراهنون على تحول السياسة النقدية للبنك المركزي الأميركي. وهو رهان من شأنه أن يؤتي ثماره إذا تحقق خفض أسعار الفائدة، أو ربما يأتي بنتائج عكسية إذا اختار صناع السياسات النقدية إبقاء تكاليف الاقتراض مرتفعة لفترة أطول.
في أسبوع تهيمن عليه بيانات سوق العمل، جاءت أرقام مسح فرص العمل ودوران العمالة منخفضةً عن جميع التقديرات في استطلاع بلومبرغ للاقتصاديين. وتأتي البيانات قبل أيام قليلة من صدور تقرير الوظائف الرئيسي، والذي من المتوقع أن يُظهر أن أصحاب العمل أضافوا 187،000 وظيفة في نوفمبر.
قال إيان لينجن من "بي إم أو كابيتال ماركتس" (BMO Capital Markets): "بشكل عام، تقود بيانات الوظائف السوق حاليًا.. واصلت أسعار السندات الصعود.. وعلى الصعيد الكلي، ستترقب السوق تقرير التوظيف المنتظر غدًا".
صعود السندات
انخفضت عائدات السندات الأميركية لأجل عشر سنوات ثماني نقاط أساس إلى 4.17%، وهو أدنى مستوى منذ سبتمبر.
ويواكب صعود سندات الخزانة أيضًا ارتفاع السندات العالمية بعد أن قال أحد المسؤولين الأكثر ميلًا لتشديد السياسة النقدية في البنك المركزي الأوروبي إن التضخم يظهر تباطؤًا "ملحوظًا". لم يشهد أداء مؤشر "إس آند بي 500" تغيرًا. وهبطت أسعار أسهم البنوك بعد أن توقعت "كي كورب" (KeyCorp) صافي دخل من غير الفوائد أقل من المأمول. تفوقت أسهم الشركات الكبرى، إذ صعدت أسعار أسهم "أبل" و"إنفيديا" بأكثر من 2.1%، تجاوزت "بتكوين" عتبة 43،000 دولار.
قال جينادي غولدبرغ، من شركة "تي دي سيكيوريتيز"، لـ "بلومبرغ سيرفيلانس" يوم الجمعة، إن ارتفاع سندات الخزانة يقترب من مستويات مثيرة للقلق، خاصة للأوراق ذات الآجال الطويلة. انخفضت عوائد السندات لأجل عشر سنوات بمقدار ثماني نقاط أساس إلى 4.18% يوم الثلاثاء.
سندات الخزانة الأمريكية تواصل الارتفاع بدعم تباطؤ سوق العمل ورهانات خفض الفائدة
أوضح غولدبرغ: "لقد ابتعدنا كثيرًا عن منطقة 4.70%.. أنا بالتأكيد لا أشتكي، لكني أعتقد أننا نرى الآن بعض المبالغة.. إذا اقتربنا من 4%، فأعتقد أنني سأبتعد. أعتقد أنه علينا التحرك بذكاء استراتيجي في السوق".
من جهته، قال بيتر فان دويجويرت من "مان جروب" إن خفض الاحتياطي الفيدرالي للفائدة سيكون على الأرجح رد فعل على شيء سيئ من منظور اقتصادي. وأضاف: "إذا خفض الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة العام المقبل، فمن المحتمل أن يكون ذلك نتيجة لشيء لا يسير على ما يرام في الاقتصاد".
خفض أسعار الفائدة
زادت عقود مقايضة أسعار الفائدة -التي تتوقع نتائج اجتماعات الاحتياطي الفيدرالي- بشكل طفيف من درجة التيسير المتوقعة بحلول نهاية 2024، مع توقع انخفاض سعر الفائدة الفعلي إلى حوالي 4.05% من 5.33% حاليًا. وتشير العقود أيضًًا إلى احتمال بنسبة 60% لخفض أسعار الفائدة في مارس.
يرى كريشنا جوها من "إيفركور" أن بيانات الوظائف الشاغرة تؤكد أن الاحتياطي الفيدرالي حقق تقدمًا كبيرًا في عودة سوق العمل لطبيعتها، ولكن سينظر إليها صُناع السياسات النقدية على أنها أكثر اتساقًا مع "إعادة التوازن المرغوبة" وليس على أنه "مخاطر هبوط متزايدة".