الأحد، 22 ديسمبر 2024 07:57 م
رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
بدور ابراهيم
عاجل
سيارات و نقل

مخاوف أمريكية من اختراق مصنعي المركبات الكهربائية الصينية للسوق المكسيكية

الأربعاء، 20 ديسمبر 2023 04:57 م
مخاوف أمريكية من اختراق مصنعي المركبات الكهربائية الصينية
مخاوف أمريكية من اختراق مصنعي المركبات الكهربائية الصينية

المركبات الكهربائية الصينية، أعربت واشنطن للمكسيك عن قلقها إزاء تدفق موجة وشيكة من الاستثمارات الصينية على البلاد، مع تأهب ثلاثة من أكبر مصنعي المركبات الكهربائية الصينيين لبناء مصانع جنوب الحدود الأمريكية.

المركبات الكهربائية الصينية.. محادثات مع مسؤولين مكسيكيين سعيًا لإيجاد مواقع لمصانعها

ودخلت شركات «إم جي» و«بي واي دي» و«تشيري»، في محادثات مع مسؤولين مكسيكيين؛ سعيًا لإيجاد مواقع لمصانعها هذا العام، وفق أشخاص عدة على اطلاع بالمفاوضات.

وتعتزم شركة صينية أخرى بناء مصنع للبطاريات بقيمة 12 مليار دولار، بحسب آخر. وموجة الاستثمار الجديدة التي يمكن أن تمنح مصنعين صينيين موطئ قدم مهم في المنطقة، تضع أيضًا ثاني أكبر اقتصاد في أمريكا اللاتينية وسط أتون الحرب التجارية، بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين.

وأفاد ثلاثة أشخاص بإثارة مسؤولين أمريكيين تساؤلات حول الاستثمارات الصينية على نحو أكثر توسعًا خلال لقاءاتهم بنظرائهم المكسيكيين. ومن جانبهم، أقر مسؤولون مكسيكيون بوجوب توخيهم الحذر عند النظر في الاستثمارات الصينية، بسبب مخاطر إثارة غضب الولايات المتحدة.

والمكسيك، هي سابع أكبر دولة على مستوى العالم في مجال صناعة للسيارات، وهي واحدة من البلدان الأكثر استفادة من الاختلالات التي ألمت بسلاسل التوريد العالمية جراء الاضطرابات الناجمة عن جائحة كوفيد 19 والحرب التجارية بين واشنطن وبكين، فهي لديها عمالة أرخص وسلسلة توريد سيارات واسعة النطاق، فضلًا عن استفادتها من اتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية مع الولايات المتحدة وكندا.

المركبات الكهربائية الصينية.. اهتمام الشركات الصينية في السوق المكسيكية تنامى بقوة

ولفت فرانشيسكو باتيستا، من «إرنست آند يونج» في أمريكا اللاتينية، إلى أن «اهتمام الشركات الصينية في السوق المكسيكية تنامى بقوة». يشار إلى أن الشركة تتعامل مع أربع شركات صينية لتصنيع المركبات الكهربائية تنظر في تأسيس مصانع في المكسيك.

وتتنافس الولايات المتحدة مع الصين على الريادة بتصنيع لمركبات الكهربائية الصينية، وأعلنت مجموعة من القيود الصارمة الرامية إلى استثناء المركبات الكهربائية والبطاريات ومكونات وموارد أخرى تصنعها شركات صينية من سلسلة توريدها، عن طريق قانون الحد من التضخم.

ولدى إدارة جو بايدن، الرئيس الأمريكي، مخاوف من تمكن مصنعي السيارات الصينيين من تفادي التدابير عبر تصنيع سياراتهم في المكسيك، والتفوق على منافسين عالميين عبر نماذج تكنولوجية أكثر تقدمًا بأسعار أكثر تنافسية. وكتب أعضاء بارزون من لجنة مراقبة التنافسية مع الصين في مجلس النواب والتي يقودها جمهوريون، خطابًا، أعربوا فيه عن قلقهم من استغلال شركات صينية للمكسيك باعتبارها «بوابة خلفية» تنفذ منها إلى السوق الأمريكية.

وتعد بكين أكبر منتج عالميًا لـ المركبات الكهربائية الصينية وبطارياتها، وتزداد صادرات شركاتها لنماذج منخفضة التكلفة إلى دول العالم، مع مواجهتها لسعات فائضة في مصانعها المحلية. وتعتزم «إم جي»، المملوكة لعملاق صناعة السيارات الذي تديره الدولة «سايك»، بناء مصنع في المكسيك تتراوح قيمته بين 1.5 – 2 مليار دولار، فيما تعمل «بي واي دي» على استثمار في مصنع بقيمة مئات ملايين الدولارات في مرحلته الأولى، بحسب مصدر مطلع على المفاوضات. وخلال الشهر الماضي، التقى مسؤولون لدى «بي واي دي» ووزراء من أربع ولايات مكسيكية على الأقل، بينها إدومكس ويوكاتان، خلال حفل استقبال في مكسيكو سيتي، بشأن مصنع لإنتاج المركبات الكهربائية، وفق ما صرح به مسؤول سابق.

المركبات الكهربائية الصينية..شركات السيارات الصينية تحقق نموًا خرافيًا في المكسيك خلال الأعوام الأخيرة

وكشف محافظ نويفو ليون، عن اعتزام «بي واي دي» بناء مصنع في الولاية، وإن كانت الشركة أعلنت أنها لم تتخذ قرارًا ماليًا بعد. ولم تستجب «سايك» و«بي واي دي» و«تشيري» لطلبات للتعليق. حققت شركات السيارات الصينية نموًا خرافيًا في المكسيك خلال الأعوام الأخيرة، وشكلت سياراتها قرابة خُمس المبيعات، مقارنة مع صفر تقريبًا منذ ستة أعوام.

وقالت الولايات المتحدة إنها لا تحاول وقف الاستثمارات الصينية في المكسيك، لكن جانيت يلين، وزيرة الخزانة الأمريكية، أكدت أخيرًا الحاجة لتطبيق اللوائح التجارية على نحو سليم، بما في ذلك الاتفاقية الأمريكية الأخيرة مع المكسيك الرامية إلى تعزيز مراجعة الاستثمارات الأجنبية. وتعتمد المكسيك بشدة على الولايات المتحدة، التي يتجه إليها ثلثا الصادرات المكسيكية، وحيث يعمل ويعيش 37 مليون شخص ذوي أصول مكسيكية، يرسلون حوالات مالية بنحو 60 مليار دولار سنويًا.

وبسؤوله عما إذا كانت اتفاقية مراجعة الاستثمارات من شأنها الإضرار بالعلاقات التجارية بين المكسيك والصين، كانت إجابة روغيليو راميريز دي لا أو صريحة، حيث قال: «علاقتنا التجارية والمالية مع الولايات المتحدة هي المهيمنة كليًا»، وذلك بينما كان جالسًا بجوار يلين في القصر الوطني، وتابع: «تخصيص وقت لبلدان بخلاف الولايات المتحدة ليس ذا أولوية كبيرة لدينا».

وأصبحت المكسيك أكبر شريك تجاري للولايات المتحدة هذا العام، مع دفع الرئيس بايدن باتجاه تكامل اقتصادي أكبر في أمريكا الشمالية، خصوصًا في الصناعات الخضراء. وتندرج المكسيك تحت غطاء التخفيضات الضريبية للمستهلكين بموجب قانون الحد من التضخم، الذي يهدف إلى تسريع انتشار المركبات الكهربائية. لكن يتطلب هذا أن تكون النماذج مصنوعة في أمريكا الشمالية، وأن يكون جلب الموارد والمكونات من بلدان تتمتع معها الولايات المتحدة باتفاقيات تجارة حرة.

لا يمكن لأي قطع غيار أن تأتي من الصين أو أي «كيانات أجنبية مثيرة للقلق»، ما يضيف إلى الحواجز التجارية الأمريكية، التي ثبطت بعض العلامات التجارية الصينية بالفعل عن التركيز على السوق. وأشار مايكل دان، الرئيس التنفيذي لشركة «دان إنسايتس» لاستشارات السيارات التي تركز على آسيا، إلى أن الشركات الصينية كانت «واقعية» بشأن التهديد الذي تشكله المعنويات المعادية للصين وتسببها في منع الوصول إلى الدعم السخي الذي تقدمه إدارة بايدن للمركبات الكهربائية، وأضاف: «من الجلي لهم أنهم مستهدفون».