ألعاب الفيديو العالمية تواجه هبوطا 2%للإنفاق الاستهلاكي وأكبر تراجع للنمو منذ 1994

أعلنت شركة داتا آي Data.ai الأمريكية المتخصصة في أبحاث تكنولوجيا الألعاب الإلكترونية العالمية أن صناعة ألعاب الفيديو العالمية التي تبلغ قيمتها 200 مليار دولار من المتوقع أن تواصل الهبوط خلال العام الجاري بعد أن تراجعت خلال العام الماضي لتسجل أكبر تباطؤ لها منذ 30 عامًا وانخفاض الإنفاق الاستهلاكي على ألعاب الموبايل بأكثر من 2% لينزل إلى 107.3 مليار دولار وتسريح مايزيد عن 10 آلاف عامل في الشركات التي تنتج هذه الألعاب المتطورة.

صناعة ألعاب الفيديو تواجه أكبر تباطؤ في النمو منذ 30 عامًا

وذكرت صحيفة فايناشيال تايمز البريطانية أن شركة داتا آي Data.ai الأمريكية المتخصصة في أبحاث تكنولوجيا الألعاب الإلكترونية العالمية أكدت في تقريرها السنوي الصادر مؤخرا أن صناعة ألعاب الفيديو تواجه أكبر تباطؤ في النمو منذ عام 1994 بعد وصول النمو الهائل الذي تقوده ألعاب الموبايلات السمارت أو الذكية وأحدث جيل من وحدات التحكم إلى حدوده القصوى خلال السنوات التي أعقبت وباء فيروس كورونا في 2020 واضطرار معظم الناس إلى البقاء في بيوتهم للحد من الإصابة بجائحة كوفيد19.

وتوقع الباحثون في شركة داتا آي Data.ai الأمريكية المتخصصة في أبحاث تكنولوجيا الألعاب الإلكترونية العالمية نموا منخفضا من خانة واحدة في العام الحالي لدرجة أن يضطر مطورو صناعة ألعاب الفيديو إلى إلغاء آلاف الوظائف الإضافية هذا العام بعد أن خفضوا بالفعل ما يصل إلى 10 آلاف وظيفة في عام 2023.

نمو ألعاب الفيديو في الموبايلات والكمبيوترات خلال جائحة كوفيد 19

ويرى الباحثون في شركة داتا آي Data.ai الأمريكية المتخصصة في أبحاث تكنولوجيا الألعاب الإلكترونية العالمية أن المخاوف من أزمة استمرار هبوط نمو صناعة ألعاب الفيديو هذا العام تتناقض مع النمو الذي تحقق في جميع أنحاء قطاع الألعاب في الموبايلات والكمبيوترات التي انتعشت خلال جائحة كوفيد 19، والذي سمح لعديد من المستهلكين بإنفاق وقتهم الزائد وأموالهم على هذه الألعاب أثناء وجودهم الإجباري في البيوت خوفا من فيروس كورونا.

وكانت ذروة نمو صناعة ألعاب الفيديو خلال سنوات وباء كورونا بمثابة تتويج لسلسلة انتصارات لأعمال الترفيه الرقمي التي بدأت مع جهاز بلاي ستيشن PlayStation الأصلي الذي ابتكرته شركة سوني اليابانية ثاني أكبر شركة ألعاب فيديو في العالم في منتصف التسعينيات من القرن الماضي واجتذب المستهلكين من الشباب والأطفال على مستوى العالم غير أن مبيعات هذه الأجهزة تباطأت العام الماضي مما جعل الشركة تخفض توقعاتها لمبيعات جهازها المبتكر PlayStation 5 هذا الأسبوع بحسب شركة داتا آي Data.ai الأمريكية.

عدم إنتاج أجهزة ألعاب فيديو جديدة

وأكدت شركة داتا آي Data.ai الأمريكية على تزايد المخاوف من تراجع نمو صناعة ألعاب الفيديو لعدم إنتاج أجهزة ألعاب إلكترونية جديدة يتم بيعها للتوسع في السوق العالمية لدرجة أنه لعد طرح أجهزة موبايلات آيفون iPhone من شركة أبل Apple توقع الكثيرون في صناعة الألعاب أن تعاود الانتعاش بسرعة بعد التراجع الذي شهده العام 2022 بعد الوباء، لكن العام الماضي لم يحقق النمو المأمول أيضا.

ومن ناحية أخرى تتوقع شركة ناينتيندو Nintendo بيع 15.5 مليون جهاز Switch المشهور في صناعة ألعاب الفيديو خلال عامها المالي الحالي، بما يفوق توقعاتها السابقة، بعد أن تجاوزت الأرباح والإيرادات توقعات السوق خلال الربع المنتهي في ديسمبر الماضي ارتفاعا من مبيعات في توقعات سابقة تصل إلى 15 مليون من هذا الجهاز خلال سنتها المالية الحالية التي تنتهي في مارس المقبل.

تزايد المخاوف من تراجع نمو صناعة ألعاب الفيديو في الصين واليابان

وجاء في تقرير شركة داتا آي Data.ai الأمريكية على تزايد المخاوف من تراجع نمو صناعة ألعاب الفيديو أن شركة ناينتيندو Nintendo ارتفعت إيراداتها خلال الربع الثالث من عامها المالي عند 598.6 مليار ين ياباني، أي ما يعادل 4 مليارات دولار، مقابل توقعات عند 568.7 مليار ين وزاد صافي أرباحها إلى 136.7 مليار ين ياباني خلال نفس الفصل مقابل توقعات بحوالي 130.3 مليار ين.

وتستهدف وحدة رايوت جيمز Riot Games المملوكة لشركة تينسينت Tencent الصينية أكبر شركة ألعاب فيديو في العالم خفض عدد العاملين بنسبة 11% أو ما يعادل 530 عاملا هذا العام في لعبة أساطير رونتيرا Legends of Runeterra بعد أن شهدت شركة Tencent تباطؤًا خلال العامين الماضيين.

التقليص في أعداد العاملين في صناعة ألعاب الفيديو بعد تسريح الألاف في شركات التكنولوجيا العالمية

ويأتي هذا التقليص في أعداد العاملين في صناعة ألعاب الفيديو عقب تخفيضات الوظائف في عالم الإعلام والتكنولوجيا في الأسابيع الأخيرة، لمواجهة الظروف الاقتصادية الأكثر تحديًا وخصوصا لدى كبري الشركات التكنولوجية العالمية ومنها جوجل وأمازون والتي أكدت تسريح العمال منذ بداية العام الحالي وحتى الآن.

وواجهت شركة تينسينت Tencent، التي تمتلك أيضًا تطبيق وي شات WeChat الذي يستخدم على نطاق واسع في الصين، تحديات في الفترة الأخيرة عندما أعلنت وحدة الألعاب الملحمية Epic Games المدعومة من تينسينت في سبتمبر الماضي، أنها ستخفض عدد موظفيها بنسبة 16% مما جعل أسعار أسهمها تخسر 12% في أواخر ديسمبر بعد أن أعلنت حكومة بكين عن قواعد جديدة مصممة للحد من الإفراط في ألعاب الفيديو وأقالت كبير الموظفين في الحكومة والمسؤول عن القواعد التنظيمية في قطاع ألعاب الفيديو، وهي لوائح جديدة أدت إلى عاصفة في القطاع وتسببت في خسائر حادة للشركات في هذه الصناعة.