يوم الشهيد
شهيد من أجل الوطن.. الفريق عبد المنعم رياض رمز البطولة والتضحية في تاريخ مصر
بمناسبة يوم الشهيد الموافق 9 مارس تحي مصر ذكري أبطالها في ذلك اليوم والتى تتواكب مع ذكرى استشهاد الفريق عبد المنعم رياض.
وتعد بطولات وتضحيات رجال القوات المسلحة الباسلة هي أسس الانتصارات والأمجاد المصرية عبر التاريخ بل وهي سر خلود الوطن والحفاظ على سيادته وكرامته، كما أن تضحيات الشهداء كانت ومازلت وقودًا للبناء والتنمية والتقدم وأساسًا قويًا أنطلقت منه معجزة البناء والتنمية والتقدم.
وتستعيد مصر بيوم الشهيد بطولات وامجاد ابطالها من الشهداء الذين قدموا حياتهم فداءًا للوطن ويعكس الاحتفال بتلك الذكري اعتزاز الوطن بأبنائه.
و تم اختيار يوم 9 مارس ليكون يوما للشهيد، تخليدا لذكرى رحيل رئيس أركان حرب الجيش الفريق أول عبد المنعم رياض، الذي استشهد في عام 1969 حينما توجه للجبهة أثناء حرب الاستنزاف ليتابع بنفسه نتائج قتال اليوم السابق.
دائمًا في الصفوف الأمامية
وأثناء مروره على القوات في الخطوط الأمامية شمال الإسماعيلية، أصيب إصابة قاتلة بنيران مدفعية العدو أثناء الاشتباك بالنيران وفارق الحياة خلال نقله إلى مستشفى الإسماعيلية، وضرب أروع مثال للتضحية، رغم كونه رئيسا لأركان حرب القوات المسلحة في ذلك الوقت، إلا أنه كان دائمًا في الصفوف الأمامية، تأكيدا على تلاحم القائد مع جنوده في الميدان.
وولد عبد المنعم محمد رياض في 22 أكتوبر 1919 ،في قرية "سبرياى" احدى ضواحى مدينة طنطا، ويعتبر واحدًا من أشهر العسكريين العرب في النصف الثاني من القرن العشرين ،حيث شارك في الحرب العالمية الثانية ضد الألمان والإيطاليين بين عامي 1941 و1942، وشارك في حرب فلسطين عام 1948، والعدوان الثلاثي عام 1956، وحرب 1967 وحرب الاستنزاف.
أنهي دراسته في الكلية الحربية عام 1938 في نفس دفعة جمال عبد الناصر، وأجاد عدة لغات الانجليزية، والفرنسية، والألمانية والروسية، ونال شهادة الماجستير في العلوم العسكرية عام 1944، وأوفد إلى بريطانيا للدراسة في مدرسة المدفعية المضادة للطائرات في "ماتوبير"، ثم مدرسة فن المدفعية "بلاركهيل" البريطانية عام 1945، وسافر في بعثة إلي الاتحاد السوفيتي في ابريل عام 1958، لإتمام دوره في الأكاديمية العسكرية العليا، وحصل على تقدير امتياز ولقب "الجنرال الذهبي"، لانبهار القادة الروس بتفكيره وقدراته العسكرية، أتم دراسته في أكاديمية ناصر العسكرية العليا عام 1966، ورقي إلي رتبة الفريق في مايو عام 1967.
عمل بسلاح المدفعية المضادة للطائرات، ثم بالفرقة الخاصة لها، عين مدرسا بمدرسة المدفعية ثم كبير المعلمين بها، تولي قيادة مدرسة المدفعية المضادة للطائرات وهو لايزال برتبة المقدم، نائب رئيس شعبة العمليات عام 1962، وشارك في الحرب العالمية الثانية بين عامي 1941 و1942، وحرب 1948، عمل لمدة عام في إدارة العمليات والخطط بالقاهرة، وكان ضابط الاتصال بينها وبين قيادة الميدان في فلسطين، ولدوره منح وسام الجدارة الذهبي في عام 1951، وميدالية الخدمة الطويلة والقدوة الحسنة ونوط الجدارة الذهبية ووسام الأرز الوطني بدرجة ضابط كبير من لبنان، ووسام الكوكب الأردني طبقة أولى، ووسام نجمة الشرق، وواجه العدوان الثلاثي علي مصر عام 1956 وحربي 1967 والاستنزاف.
تكليفه رئيسا لأركان حرب القوات المسلحة
وكلفه الرئيس جمال عبد الناصر عقب نكسة 1967 بالعمل رئيسا لأركان حرب القوات المسلحة وبنائها مع الفريق محمد فوزي وزير الحربية، وأشرف علي الخطة المصرية لتدمير 60% من تحصينات خط بارليف في حرب الاستنزاف.
تكريمه
تمت إقامة نصب تذكاري للشهيد الفريق أول عبد المنعم رياض في المكان الذي استشهد فيه بالإسماعيلية وأطلق أسمه على الموقع 6 الذي استشهد فيه، وخُصصت جائزة بأسمه تُمنح لأوائل الخريجين من الكلية الحربية والكلية البحرية والطيران والشرطة، وأطلق أسمه على المبنى الرئيسي بأكاديمية ناصر العسكرية العليا التي تخرج فيها وعمل أستاذا بها، كما أُطلق أسمه على أول دفعة تلتحق بالكلية الحربية في يوليو 1969 في احتفال عسكري وشعبي.
كما تم إطلاق أسمه على عدد من الميادين المهمة والشوارع الرئيسية والمدارس، كما أطلقت عدد من البلدان العربية أسمه على بعض الميادين والقاعات الدراسية، كما تم إنشاء مسجد الشهيد فريق أول عبد المنعم رياض بأرض الغابة الشجرية المقابلة لمبنى ديوان عام محافظة الإسكندرية على قطعة أرض بمساحة 10.4 فدان، ويتضمن المشروع إنشاء مسجد بمساحة 2135 مترًا مسطحًا سعة 1800 مصلى، وممشي جنازات عسكرية بطول 75 مترًا، 3 مبانٍ قاعات مناسبات تسع حتى 3500 فرد وتتكون من 11 قاعة مناسبات رجالي و11 قاعة مناسبات سيدات.