«رجال الأعمال» تناقش تعزيز مساهمة القطاع الخاص لتحقيق مستهدفات القطاع الزراعي في زيادة الصادرات والتوازن بين الإنتاج والاستهلاك
عقدت جمعية رجال الأعمال المصريين برئاسة المهندس علي عيسى إجتماعًا للجنة الزراعة والري برئاسة المهندس مصطفى النجاري رئيس اللجنة مع الأستاذ الدكتور/ علي عبد المحسن -رئيس قطاع الشئون الإقتصادية بوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، لمناقشـة الصادرات الزراعية وتحقيق المستهدف كمًا ونوعًا وسعرًا، ومساهمة القطاع الخاص في تحقيق التوازن بين الإنتاج والاستهلاك في ظل زيادة الصادرات.
جمعية رجال الأعمال المصريين
شارك في الاجتماع مجموعة من السادة أعضاء الجمعية العاملين والمهتمين بالقطاع الزراعي وممثلي الإدارة التنفيذية والصحافة والإعلام.
أكد المهندس مصطفى النجاري رئيس اللجنة، أن إرتفاع الأسعار عالميا قد حقق دفعة قوية لصادرات الحاصلات الزراعية من حيث القيمة والكميات، مشيرًا إلى أهمية العمل على إحداث تنوع في تصدير الحاصلات المصرية حيث أن نسبة 75% حاليًا هي عبارة عن الموالح والبصل والبطاطس.
وأوضح سيادته أن الإجتماع يهدف إلى مناقشة كيفية تعزيز مشاركة رجال الأعمال والقطاع الخاص المصري في تحقيق خطة وزارة الزراعة وإستصلاح الأراضي النابعة من رؤية الدولة لنمو القطاع الزراعي وزيادة مساهمته في الناتج القومي والموازنة العامة للدولة حيث أنه يعد من أهم القطاعات المسؤولة عن تحقيق إستراتيجية التنمية الزراعية 2030، وذلك من خلال التعرف على الفرص المتاحة ومشروعات الدولة القومية.
كما أوضح أن خطة الدولة للتنمية الزراعية 2030 تستهدف زيادة الرقعة الزراعية إلى 12 مليون فدان بإنتاجية متوقعة تعادل 22 مليون فدان وهو ما يرفع من ترتيب مصر عالميًا إلى ٣٢ من حيث الناتج الزراعي.
وأكد أن الدولة تولي إهتمامًا كبيرًا بمشروعات تعظيم زيادة وحدة المساحة والمياه في الزراعة ومنها مشروعات المياه الجوفية حيث أنه جاري الإعداد لمسح شامل وإعداد خريطة للمياه الجوفية في مصر، منوهًا أن كافة مشروعات الدولة المستهدفة في الزراعة تمثل فرصًا واعدة للقطاع الخاص للإستثمار وزيادة مساهمته في التنمية الزراعية.
وأكد ان المستثمرين من كافة دول العالم تتجه أنظارهم للاستثمار الزراعي في مصر والبحث عن شركاء مصريين في كافة المجالات مثل الصناعات المتعلقة بالتنمية الزراعية واستصلاح الأراضي خاصة من إيطاليا، وهو ما أكدته المشاركة الناجحة لنحو 33 شركة مصرية بالجناح المصري فى معرض ماك فروت الذي عُقد بإيطاليا خلال شهر مايو الماضي، والذي إعتبرته الدول المشاركة اكبر جناح دولي، كما كان محصول البطاطس المصري أيقونة المعرض هذا العام.
وكشف النجاري، إختيار مصر "ضيف شرف" لمعرض ماك فروت خلال عام 2025، موضحًا أن وفد من إيطاليا من المسؤولين عن المعرض سيزور مصر في شهر سبتمبر المقبل للإعلان الرسمي عن تفاصيل إقامة هذا المعرض في مصر ودعوة الشركات المصرية للمشاركة فيه والمزايا التي تمنح للشركات المصرية، مشيرًا أن هذا المعرض يعد منصة دولية تجمع كل سلاسل الإمداد في القطاع الصناعي والزراعي من مواد التعبئة والتغليف الصديقة للبيئة والتي تمنح صلاحية أطول للمنتجات الزراعية والغذائية وكذلك تكنولوجيات صناعة الزراعات الذكية ومنها الأقمار الصناعية والحساسات بالإضافة إلى الشركات المتخصصة في الطاقة الشمسية والامونيا الخضراء والهيدروجين الأخضر.
كما اشار النجاري، إلى أهداف خطة "ماتبي" للإتحاد الأوروبي والمدعومة من إيطاليا والتي توفر تمويلات إنمائية لمشروعات الطاقة النظيفة والمستدامة في 4 قطاعات منها الزراعة الي جانب جزء لتمويل إنتاج الشتلات والتي يمكن للشركات المصرية الاستفادة منها في توطين تكنولوجيات الزراعات الرقمية والذكية والتي توفر إستدامة وتوفير الطاقة والموارد المائية والأسمدة.
التوسع في الزراعات التعاقدية
كما أشار النجاري إلى أهمية العمل على التوسع في الزراعات التعاقدية خاصة بهدف زيادة إنتاج المحاصيل العلفية والزيتية، حيث أن التكلفة والعائد الاقتصادي للمحاصيل يقف حائل أمام التوسع في المحاصيل العلفية، موضحًا ان مصر لديها إكتفاء ذاتي من الذرة البيضاء، ولكنها تستورد شهريًا نحو مليون طن من الذرة الصفراء لإستخدامها في إنتاج الأعلاف.
كما أكد سيادته على أهمية العمل على توقيع بروتوكولات تعاون بين مراكز الأبحاث والإستنباط في مصر وعدد من الدول المستهدفة لتبادل الخبرات وإستنباط أصناف جديدة خاصة في إنتاج الخضر والفاكهة، حيث أن مصر متقدمة في إستنباط أصناف جديدة في الحبوب مثل الأرز والقمح فقط.
من جانبه قال الدكتور على عبد المحسن رئيس قطاع الشئون الإقتصادية بوزارة الزراعة وإستصلاح الأراضي، إن الوزارة في إطار توجه الدولة الحالي لتشجيع رجال الأعمال لزيادة مساهماتهم في مشروعات التنمية الزراعية تعمل على عدة محاور منها حوافز ومشروعات قومية لجذب القطاع الخاص المصري وتذليل التحديات التي تواجه تحقيق رؤية الدولة للتنمية الزراعية 2030 وبالتالي زيادة مساهمته في الأمن الغذائي وفي الصادرات بالعمل على تحقيق التوازن المطلوب ببن الإنتاج والإستهلاك في ظل زيادة الصادرات.
وأكد أن ما تم إستصلاحه من أراضي زراعية خلال 1٠ سنوات الماضية يفوق ما تم إستصلاحه على مدى 60 عامًا، موضحًا أن الدولة قد إستصلحت منذ عام 52 إلى عام 2020 نحو 3.2 مليون فدان فيما تستهدف إضافة 4 ملايين فدان إلى الرقعة الزراعية من خلال تنفيذ عدد من المشروعات منها مشروع توشكى وشرق العوينات والوادي الجديد ومستقبل مصر وغيرها من مشروعات الإستصلاح الزراعي حيث ان مشروع مستقبل مصر يبلغ مليون فدان، لافتًا إلى الإنتهاء من إستصلاح نحو 500 ألف فدان بمشروع توشكى ومن المستهدف الوصول بها إلى 700 ألف فدان بالتركيز على المحاصيل قليلة الإستهلاك للمياه إلى جانب مشروعات الإستصلاح الزراعي بغرض تنمية سيناء من خلال زراعة نصف مليون فدان وسط سيناء.
وأكد أن مساهمة القطاع الزراعي في الناتج المحلي الإجمالي قد زادت بشكل ملحوظ خلال آخر 10 سنوات (الفترة من عام 2014 إلى نهاية عام 2023 )، مشيرًا إلى أن خطة الحكومة لتطوير القطاع الزراعي ضمن رؤية مصر 2030 تستهدف نمو سنوي يصل إلى 4.5%..
وأشار أن القطاع يسهم بنحو 12% من الناتج المحلي الاجمالي حاليًا من المستهدف رفعها إلى 20%، كما يسهم بنحو 25% من الصادرات لحاصلات زراعية وصناعات غذائية، وأوضح عبد المحسن أن الخطة تتضمن أيضًا تنفيذ نحو 37 مشروعًا قوميًا لتطوير وتحديث كافة القطاعات المرتبطة بالنشاط الزراعي، ومن بينها المشروع القومي لتنمية المحاصيل البستانية والمشروع القومي للتصنيع الزراعي والمشروع القومي للإنتاج الحيواني، إضافة إلى المشروع القومي لإستصلاح الأراضي والمشروع القومي لتطوير الري الحقلي وغيرها من المشروعات الهامة الأخرى.
وأكد أنه قد تم البدء في برنامج قومي لإنتاج بذور تقاوي الخضر حيث أن الوزارة قد نجحت في إنتاج 24 سلالة جديدة وصنف جديد من الطماطم والكنتالوب، وأشار إلى أن المشروع القومي للبتلو يستهدف زيادة الإنتاج المصري من اللحوم الحمراء وتوفير فرص عمل للمرأة من خلال إستيراد عجول عشار ومنح قروض للتسمين حتى ٤٥٠ كيلو حيث تم توفير تمويلات لنحو 45 الف مستفيد، فضلًا عن تنمية الثروة السمكية حيث قد تجاوز الإنتاج من الأسماك نحو 2 مليون طن سنويًا.
وأكد أن التوسع في المحاصيل العلفية والزيتية تمثل أولوية كبيرة لدى الوزارة حيث أنه قد تم إنتاج أصناف جديدة من البرسيم تعطي انتاجية 60 طن مقابل 30 طن للأصناف القديمة، وإضافة محصول فول الصويا إلى الزراعات التعاقدية ووضع أسعار تعاقدية مجزية مع هيئة السلع التموينية ومجموعة من المصانع لضمان تغطية التكاليف وتحقيق عائد عن المحاصيل المنافسة.
كما نوه سيادته إلى أن الحكومة بصدد تنفيذ مشروع قومي لتوفير 10 مليارات متر مكعب من المياه لمواجهة العجز المائي من خلال تطوير الري الحقلي والإعتماد على الري بالرش والتنقيط إضافة إلى تحديث السلالات الزراعية قليلة الاستهلاك للمياه وزراعة قصب السكر بالشتلات وتبطين الترع والمصارف.
وأكد ان استراتيجية الدولة 2030 قد تم إعدادها بالتنسيق مع منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة وبمشاركة من الخبراء العاملين بمراكز البحوث الزراعية ومراكز بحوث الصحراء والجامعات المصرية، وترتكز على تحقيق 7 أهداف رئيسية تتوافق مع أهداف التنمية المستدامة وفى مقدمتها تحقيق الأمن الغذائي وزيادة تنافسية المنتجات المصرية في الأسواق العالمية إضافة إلى تعظيم العائد من استخدام المياه، فضلا عن توفير فرص عمل منتجة بالقطاع الزراعي.