كان السعر المطلوب 250 مليون جنيه إسترليني
بيع قصر «باكنجهام المصغر» المملوك للأمير خالد بن سلطان بنصف ثمنه
استحوذ مشترٍ غامض على ما كان من المقرر أن يصبح أغلى منزل في بريطانيا بأكثر من نصف سعره المطلوب جراء تعرض مالكه الأمير السعودي خالد بن سلطان لضغوط مالية وممارسة ولي العهد السعودي ضغوط على أقاربه من العائلة المالكة، بحسب وكالة بلومبرج.
يقع قصر ذا هولم على أربعة أفدنة خاصة في منطقة ريجنسي بارك في وسط لندن حيث يوجد عدد قليل من الجيران، ومنهم السفير الأمريكي.
تمتد حدائق المنزل المكون من 40 غرفة نوم إلى بحيرة القوارب في الحديقة، وقد وصف أحد النقاد المعماريين المنزل الذي يبلغ عمره 200 عام بأنه يقدم “تعريف للحضارة الغربية”.
كان القصر مملوك لعائلة وزير الدفاع السعودي السابق الأمير خالد بن سلطان آل سعود منذ اشتراه مقابل 34 مليون جنيه إسترليني في عام 1991، ولكن تم طرحه في السوق في عام 2023 عندما طالب الدائنون بسداد قرض لطائرة خاصة.
كان السعر المطلوب 250 مليون جنيه إسترليني وهو رقم قياسي، ولكن بعد مرور ما يقرب من عامين تم استبداله بمبلغ 139 مليون جنيه إسترليني الذي يعد متدنيا بشكل كبير.
لم يتم الكشف عن هوية المالك الجديد فائق الثراء بعد، لكن المطلعين على الصناعة يعتقدون أنه مجرد مسألة وقت قبل الكشف عنها.
قالت رواري سكاريسبري من بروبرتي فيجن لصحيفة فاينانشال تايمز: “هذا نوع من العقارات التي تأتي مرة واحدة كل عقد من الزمان… منزل صغير فخم في وسط لندن، في حديقته الخاصة.. هذا ليس منزلًا للخجولين والمتقاعدين”.
يزين ورق الذهب بملايين الجنيهات الإسترلينية الديكور الداخلي للمنزل.
وحتى بسعر 139 مليون جنيه إسترليني، يظل هو ثاني أغلى منزل تم بيعه على الإطلاق في المملكة المتحدة، متجاوزًا بفارق ضئيل 138 مليون جنيه إسترليني تم دفعها قبل عامين لشراء منزل أبركونواي في مايفير بلندن الذي يحل في المركز الثالث.
ولا يزال يتفوق على كليهما منزل اشتراه بمبلغ 205 ملايين جنيه إسترليني قطب الأعمال الصيني تشيونج تشونج كيو من أحد أفراد العائلة المالكة السعودية، وتبلغ مساحته 62000 قدم مربع الممتدة من بوابة روتلاند المطلة على هايد بارك في عام 2020.
يعد كراون إستيت هو مالك قصر ذا هولم، لكن عقد الإيجار الطويل الأجل لتحفة ريجنسي قدمته الحكومة البريطانية لرجل أعمال كويتي مقابل 5 ملايين جنيه إسترليني فقط في عام 1984.
بعد ست سنوات، اشترى القصر الأمير خالد، خريج ساندهيرست السابق وجندي محترف في الجيش السعودي بعد أن اشترته نيابة عنه شركة مسجلة في جيرنزي تسمى كويندون.
ضمان لتأجير طائرة خاصة
ولكن في عام 2016، تم استخدام القصر كضمان لقرض استخدمه الأمير جزئيًا لدفع إيجار طائرة خاصة.
في العام التالي، أمر ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بشن حملة صارمة على عائلته المالكة المترامية الأطراف مما أدى إلى سجن بعضهم.
ولم يكن الأمير خالد من بينهم، لكن الحملة تزامنت مع تدهور “هائل” في شؤونه المالية، وفقًا لمستشارين تحدثوا إلى فاينانشال تايمز.
وفقًا لصحيفة وول ستريت جورنال، باع منزله الذي تبلغ قيمته 70 مليون جنيه إسترليني في باريس، ويُعتقد أنه باع أيضًا يختين باهظين الثمن.
عادةً ما تتم عمليات بيع أغلى المنازل بشكل سري وغالبًا من خلال استخدام صناديق الثقة التي تحجب أحيانًا هوية الأطراف المعنية.
لذلك، أصيب المطلعون على الصناعة بالفزع عندما تسربت أنباء عن تسويق ذا هولم على أنه “قصر باكنجهام مصغر” في مارس 2023، وتوقعوا فشل عملية البيع.
صاح أحد الوكلاء قائلاً لصحيفة فاينانشال تايمز: “هناك عمليًا علامة “للبيع” أمامها. إنها ليست بداية جيدة”، مضيفًا أنه عادةً عندما يتم تبادل أغلى المنازل “لا أحد يعرف أنها بيعت، ولا أحد يعرف أنها متاحة، ولا أحد يعرف السعر”.
حصلت شركة كويندون، التي تدرج خمسة من أبناء خالد بين مالكيها المستفيدين، على قرض جديد مقابل المنزل في عام 2019 من شركة ترينيتي إنفستمنتس الأيرلندية.
لم يتم الكشف عن من سينتقل إلى المنزل بعد، لكن مستشارًا للعائلة المالكة السعودية قال لصحيفة فاينانشال تايمز إن البيع هو علامة على الضغوط التي يواجهها أفرادها الآن.