الاتحاد الأوروبي يسعى إلى خفض الرسوم الجمركية الهندية لتعزيز التجارة وتقليل الاعتماد على الصين

يسعي الاتحاد الأوروبي لإقناع الهند بخفض الرسوم الجمركية المرتفعة على السيارات والنبيذ، لتحسين العلاقات التجارية الثنائية وتقليل الاعتماد على الصين، وفقًا لما كشفه مسؤول أوروبي رفيع المستوى قبيل زيارة رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين إلى نيودلهي.
وذكر المسؤول، في تصريح لوكالة رويترز، أن الاتحاد الأوروبي يخطط للضغط على الهند لتخفيف القيود الجمركية على بعض السلع، مع تقديم بعض التسهيلات في القضايا الزراعية، في محاولة لتسريع مفاوضات اتفاقية التجارة الحرة بين الجانبين.
وأشار إلى أن السوق الهندية لا تزال مغلقة نسبيًا أمام العديد من المنتجات الأوروبية الرئيسية، وعلى رأسها السيارات والمشروبات الكحولية.
تأتي زيارة فون دير لاين، التي تستمر ليومين، في ظل تصاعد التوترات الجيوسياسية العالمية، حيث تسعى بروكسل ونيودلهي إلى تعزيز شراكتهما الاستراتيجية. ومن المقرر أن تلتقي فون دير لاين رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي يوم الجمعة، يعقب ذلك محادثات مع وزير التجارة الهندي بيوش جويال. كما تستعد بروكسل لاستضافة جولة جديدة من مفاوضات اتفاقية التجارة الحرة بين الطرفين في الفترة من 10 إلى 14 مارس.
تحولات تجارية وسط التوترات العالمية
تزامن هذا التحرك الأوروبي مع تهديدات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية متبادلة بدءًا من أبريل، ما أثار قلق المصدرين الهنود. ووفقًا لتحليلات Citi Research، فإن هذه الرسوم قد تكبّد الهند خسائر سنوية تصل إلى 7 مليارات دولار.
وتُعد الهند شريكًا تجاريًا رئيسيًا للاتحاد الأوروبي، حيث بلغ حجم التجارة الثنائية بينهما نحو 126 مليار دولار في عام 2024، محققًا نموًا بنسبة 90% خلال العقد الماضي.
في إطار استراتيجيته لتقليل المخاطر الاقتصادية والجيوسياسية، يعمل الاتحاد الأوروبي على تعزيز علاقاته الاقتصادية والأمنية مع الهند، وتنويع سلاسل التوريد، وتقليل اعتماده على الصين. كما يرى في نيودلهي شريكًا أساسيًا لمواجهة التهديدات الأمنية المشتركة، بما في ذلك الأمن السيبراني والتوترات في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.
ملفات أمنية وتحديات أمام التعاون
من المتوقع أن تناقش فون دير لاين مع القادة الهنود إمكانية توقيع اتفاقية لتبادل المعلومات الأمنية المصنفة، بهدف تعزيز التعاون في مواجهة التهديدات الإلكترونية والإرهاب، إضافة إلى بحث فرص التعاون في قطاع الدفاع.
ورغم هذه الجهود، يشكك بعض المحللين في إمكانية تحقيق نتائج ملموسة على المدى القريب. ويرى أجاي سريفاستافا، مؤسس مركز الأبحاث Global Trade Initiative والمفاوض الهندي السابق في محادثات التجارة مع الاتحاد الأوروبي، أن أحد العوائق الرئيسية هو عدم اعتراف الاتحاد الأوروبي بالهند كدولة آمنة للبيانات، وهو شرط أساسي من وجهة نظر نيودلهي لتوسيع التعاون الرقمي والتكنولوجي.
وأضاف سريفاستافا أن الهند والاتحاد الأوروبي يتشاركان القلق بشأن الصين، لكن أولوياتهما تختلف، حيث تركز نيودلهي على النزاعات الحدودية مع بكين، بينما تنشغل بروكسل بشكل أكبر بالصراع الأوكراني وعلاقاتها مع حلف الناتو.