الأربعاء، 16 أبريل 2025 05:46 ص
رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
بدور ابراهيم
عاجل
بورصة واستثمار

الروبل الروسي العملة الأفضل أداءً في 2025

الأربعاء، 16 أبريل 2025 12:31 ص
الروبل الروسي
الروبل الروسي

حقق الروبل الروسي أفضل أداء بين العملات على مستوى العالم منذ بداية العام الحالي 2025، متفوقاً حتى على الذهب الذي يُعد ملاذاً تقليدياً آمناً.

سجل الروبل مكاسباً بلغت 38% مقابل الدولار في سوق التداول خارج البورصة منذ بداية العام، مدعوماً بعدة عوامل داخلية، أبرزها أسعار الفائدة المحلية المرتفعة بشكل قياسي، بينما يواجه فيه الدولار الأميركي ضغوطاً متزايدة بسبب تصاعد الحروب التجارية التي يقودها الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، وفق بلومبرج.

وقالت صوفيا دونيتس، كبيرة الاقتصاديين في شركة تي إنفستمنت،  إنه على عكس معظم عملات الأسواق الناشئة، لا يواجه الروبل ضغوطاً ناجمة عن هروب رؤوس الأموال، إذ إن القيود المفروضة على حركة رأس المال وفرت حماية كبيرة للاقتصاد الروسي، كما أن ارتفاع تكلفة الاقتراض المحلي يدعم العملة الروسية

رغم استمرار العقوبات الغربية على روسيا منذ اندلاع الحرب مع أوكرانيا في فبراير 2022، فإن العوامل المحلية ساهمت في تعزيز الروبل في مواجهة ضعف الدولار.

لكن في المقابل، قد تؤدي قوة الروبل إلى تقليص إيرادات الطاقة التي تحتاج لها الدولة لتوفير الإنفاق الكبير على الاحتياجات العسكرية والبرامج الاجتماعية.

لا يزال البنك المركزي الروسي يحافظ على سياسة نقدية متشددة للغاية للحد من التضخم، حيث يبلغ سعر الفائدة الأساسي 21%، وهو ما ساهم في كبح الواردات، وبالتالي تقليل الطلب على العملات الأجنبية. 

في الوقت ذاته، تُلزم السلطات الروسية المصدرين ببيع جزء من عائداتهم بالعملات الأجنبية في السوق المحلية، ما يضيف مزيداً من الدعم للروبل.

وأدى ما يُنظر إليه على أنه "انفراجة" في سياسة واشنطن تجاه موسكو إلى إعادة جاذبية الروبل كخيار مفضل في صفقات "تجارة الفائدة" والتي تعني الاقتراض بعملة منخفضة الفائدة والاستثمار بأخرى عالية العائد.

من جهته، قال إسكندر لوتسكو، رئيس قسم الأبحاث وإدارة المحافظ في شركة آي ستار كابيتال بدبي، إن المستثمرين الأجانب، رغم استمرار مخاطر العقوبات، يتجهون إلى الدول الحليفة لروسيا للوصول إلى الأصول المقومة بالروبل ذات العوائد المرتفعة.

وأشار لوتسكو إلى أن الشركات الروسية تسعى لإعادة تمويل ديونها المحلية باهظة التكلفة عبر قروض أرخص مقومة باليوان الصيني، مما يدفع إلى مزيد من تحويل العملات الأجنبية إلى الروبل.

في الوقت نفسه، انخفض الدولار إلى أدنى مستوى له في ستة أشهر يوم الإثنين، في ظل استمرار تقلبات سياسات الرسوم الجمركية الأميركية، ما زاد من مخاوف المستثمرين تجاه الأصول الأميركية، وأضعف الثقة في الدولار وسندات الخزانة باعتبارهما ملاذين آمنين تقليديين.

قال أليكس إسياكوف، كبير اقتصاديي روسيا في بلومبرج، إن الروبل استفادة من ثلاثة تطورات منذ بداية العام: أولها تحسن العلاقات بين بوتين وترمب، مما عزز الثقة في الأسواق الروسية وقلل الطلب على الأصول بالعملات الصعبة، وثانيها السياسة النقدية المتشددة التي قللت من الطلب المحلي على الواردات، وزادت من المعروض الصافي من العملات الأجنبية، أما الثالث فهو استخدام الحكومة الروسية لصندوق الثروة الوطني لبيع العملات الصعبة وتحقيق التوازن في مواجهة انخفاض أسعار النفط.