الأمن السيبراني بالإمارات يحذر من "هجمة يوم الصفر" على واتساب

حذر الدكتور محمد حمد الكويتي، رئيس مجلس الأمن السيبراني لحكومة دولة الإمارات، من هجمة إلكترونية خطيرة تعرف باسم "هجمة يوم الصفر" (Zero-Day Attack) تستهدف تطبيق واتساب عبر اتصال قصير دون الحاجة إلى الرد أو فتح أي رابط أو ملف، موضحًا أن هذا النوع من الهجمات يستغل ثغرات غير مكتشفة تمكن المهاجم من الوصول إلى بيانات المستخدمين، بما في ذلك الصور والمحادثات.

وأشار الدكتور الكويتي إلى أن المنظومات الوطنية للأمن السيبراني، وعلى رأسها مركز عمليات الأمن الوطني السيبراني، تتابع مؤشرات الاختراق على مدار الساعة، وتصدر تنبيهات أمنية فورية للقطاعات الحيوية باستخدام منصات استخبارات سيبرانية متقدمة قادرة على التحليل الاستباقي للتهديدات.

ودعا رئيس مجلس الأمن السيبراني جميع المستخدمين إلى تحديث تطبيقاتهم وأجهزتهم بانتظام، وتفعيل المصادقة متعددة العوامل في الحسابات الحساسة، وتجنب استخدام الأجهزة الشخصية في المراسلات عالية السرية، خصوصًا لموظفي الجهات الحكومية. كما شدد على أهمية استقاء الأخبار الأمنية من المصادر الرسمية، واتباع تعليمات المجلس المنشورة عبر قنواته المعتمدة.

وفي سياق متصل، تناول الدكتور الكويتي المخاطر المتعلقة بـ "الوكلاء الذكيين" المبنيين على الذكاء الاصطناعي، مشيرًا إلى أن الاستقلالية المفرطة لهذه الأنظمة قد تؤدي إلى انحراف في الأداء أو اختراق يسبب تسريب بيانات حساسة. وأكد أن المجلس يطبق ضوابط حوكمة صارمة لإدارة هوية المستخدمين غير البشريين ومراقبة سلوكهم ضمن بيئات رقمية خاضعة للرقابة الكاملة.

وأوضح أن مجلس الأمن السيبراني يطور حاليًا إطارًا وطنيًا شاملاً للأمن السيبراني يشمل حوكمة الذكاء الاصطناعي وأمن البيانات الشخصية وفقًا لقانون حماية البيانات في الدولة، إلى جانب سياسات متخصصة لأمن الوكلاء الذكيين.

كما أشار إلى أن المجلس يعمل على إنشاء خطوط سلوكية مرجعية للوكلاء الرقميين تتيح الكشف المبكر عن أي تصرف غير طبيعي قبل وقوع الضرر، في خطوة تعزز قدرة الدولة على الاستجابة الاستباقية للتهديدات الناشئة.

وفي جانب آخر، أكد الدكتور الكويتي أن جودة المحتوى المزيف تتطور بسرعة تفوق وعي المستخدمين، ما يستدعي تعزيز جهود التوعية المجتمعية المستمرة. وأوضح أن المجلس أطلق حملات وطنية شاملة مثل مبادرة "النبض السيبراني" التي تستهدف مختلف الفئات العمرية والوظيفية لتعزيز الوعي بالأمن السيبراني.

وحذّر مجلس الأمن السيبراني من انتشار مقاطع الفيديو والصوت المزيفة التي تُنتج بتقنيات "التزييف العميق" (Deep Fake)، مؤكدًا أنها تشكل خطرًا متزايدًا على الأمن المعلوماتي والمجتمعي، حيث يصعب على المتلقي التمييز بين المحتوى الحقيقي والمزيف.

ودعا المجلس أفراد المجتمع إلى التحقق من مصادر المعلومات قبل إعادة نشرها، خاصة تلك المنسوبة إلى شخصيات عامة أو جهات وطنية، مشددًا على أن رفع الوعي المجتمعي يمثل خط الدفاع الأول ضد التضليل الرقمي.

واختتم المجلس بالتأكيد على أن قانون مكافحة الشائعات والجرائم الإلكترونية رقم 34 لسنة 2021 وضع عقوبات رادعة لمرتكبي الجرائم الإلكترونية والمروجين للمحتوى المزيف، دعمًا لجهود الدولة في حماية المجتمع وتعزيز الثقة بالمحتوى الرقمي.