استثمارات الذكاء الاصطناعي تتجه لتجاوز 500 مليار دولار في 2026 وسط انتقائية المستثمرين

تشير تقديرات المحللين إلى أن الإنفاق الرأسمالي للشركات على تقنيات الذكاء الاصطناعي مرشح لارتفاع كبير خلال عام 2026، ليتجاوز حاجز 500 مليار دولار، وذلك بعد عام حافل بالاستثمارات والعوائد، بحسب أبحاث صادرة عن بنك جولدمان ساكس.

وأوضحت الأبحاث أن أرباح الربع الثالث دفعت إلى رفع توقعات الإنفاق الرأسمالي لشركات الذكاء الاصطناعي الكبرى، التي تمتلك الإمكانات والموارد اللازمة لنشر بنية تحتية متقدمة على نطاق واسع. 

شركات الذكاء الاصطناعي الكبرى

وبلغ متوسط تقديرات محللي وول ستريت للإنفاق الرأسمالي لهذه الشركات في عام 2026 نحو 527 مليار دولار، مقارنة بنحو 465 مليار دولار في بداية موسم نتائج الربع الثالث، ما يعكس استمرار المراجعات التصاعدية للتوقعات.

ورغم هذا النمو، بات المستثمرون أكثر انتقائية في تعاملهم مع أسهم شركات الذكاء الاصطناعي، حيث أظهرت تحركات السوق تباينًا واضحًا في أداء هذه الأسهم. 

فقد ابتعد المستثمرون عن شركات البنية التحتية التي تواجه ضغوطًا على نمو أرباحها التشغيلية وتعتمد على الاقتراض لتمويل نفقاتها الرأسمالية، في مقابل تفضيل الشركات التي تُظهر علاقة مباشرة بين الإنفاق الاستثماري وتحقيق الإيرادات.

أسهم الذكاء الاصطناعي

وأشارت أبحاث غولدمان ساكس إلى أن المرحلة المقبلة من تداول أسهم الذكاء الاصطناعي قد تشهد تركيزًا أكبر على أسهم منصات الذكاء الاصطناعي والشركات التي تستفيد من ارتفاع الإنتاجية، بدلًا من الاكتفاء بالاستثمار في البنية التحتية فقط.

وخلال الأشهر الماضية، تراجع الترابط في أداء أسهم شركات الذكاء الاصطناعي الكبرى بشكل ملحوظ، حيث انخفض متوسط ارتباط تحركات أسعار هذه الأسهم من 80% إلى 20% منذ يونيو الماضي، في مؤشر على تزايد تمييز المستثمرين بين الشركات بحسب قدرتها على تحقيق عوائد مالية فعلية من استثمارات الذكاء الاصطناعي.

استثمارات الذكاء الاصطناعي

وفي هذا السياق، أكد محللو غولدمان ساكس أن الجمع بين استمرار تبني الشركات لتقنيات الذكاء الاصطناعي وارتفاع المخاوف المتعلقة بتعقيد بنيته التحتية، دفع المستثمرين إلى البحث عن المستفيدين التاليين من هذا القطاع سريع النمو.

وعلى الرغم من القناعة الواسعة بأن الذكاء الاصطناعي سيعزز الإنتاجية الاقتصادية على المدى الطويل، فإن مكاسب الأسهم تركزت حتى الآن في شركات البنية التحتية المرتبطة به، مثل شركات أشباه الموصلات، ومشغلي مراكز البيانات، ومزودي الأجهزة التقنية، إضافة إلى شركات الطاقة، التي استفادت بشكل مباشر من موجة الإنفاق الاستثماري المتصاعدة.