الجمعة، 21 نوفمبر 2025 09:37 م
رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
بدور ابراهيم
عاجل
عقارات

سلطنة عُمان.. بيئة استثمارية واعدة تدعم «رؤية عُمان 2040»

الجمعة، 21 نوفمبر 2025 08:36 م
«السلطان هيثم» أيقونة للتطوير العمراني الحديث
«السلطان هيثم» أيقونة للتطوير العمراني الحديث

تحولت سلطنة عُمان خلال السنوات الأخيرة إلى وجهة استثمارية واعدة، تجمع بين الحوافز التشريعية والبيئة الاقتصادية المستقرة والبنية الأساسية المتطورة بفضل موقعها الإستراتيجي وانفتاحها الاقتصادي.

ومن خلال «رؤية عُمان 2040» والبرامج الداعمة، مثل «إقامة مستثمر» و«استثمر بسهولة»، تسعى السلطنة إلى تعزيز التنويع الاقتصادي واستقطاب الاستثمارات النوعية في قطاعات حيوية، كالعقارات والسياحة والصناعة والطاقة المتجددة، بما يُرسِّخ مكانتها بوصفها مركزًا إقليميًّا للأعمال ويعزز مسار التنمية المستدامة.

«السلطان هيثم» أيقونة للتطوير العمراني الحديث

«السلطان هيثم» أيقونة للتطوير العمراني الحديث

وفيما يلي ترصد «أصول مصر» أبرز التيسيرات والمشروعات التي تقدمها السلطنة لجذب المستثمرين ودعم بيئة الأعمال.

100% ملكية للأجانب وإعفاء ضريبي للأفراد و12% فقط للشركات في سلطنة عُمان

تتمتع سلطنة عُمان بالعديد من المزايا الاستثمارية التي مكَّنتها من استقطاب الاستثمارات المحلية والأجنبية، من بينها الأمن والاستقرار السياسي، وتطبيق نظام اقتصادي حر، والسماح للأجانب بتملك المشروعات بنسبة تصل إلى 100%، وعدم وجود قيود على تحويل الأموال والأرباح للخارج، وعدم وجود ضريبة دخل على الأفراد، وتوحيد المعاملة الضريبية على جميع الشركات والمؤسسات العُمانية والأجنبية لتكون 12% سنويًّا.

قروض ميسرة وإعفاءات ضريبية تصل إلى 10 سنوات لدعم المشروعات

كما تقدم الحكومة قروضًا ميسرة ذات معدلات فائدة منخفضة وفترات سداد مريحة للعديد من المشروعات، بالإضافة إلى إعفاءات ضريبية مجزية للشركات قد تصل إلى 10 سنوات.

الموقع الجغرافي والبنية الأساسية مرتكزان لنجاح الاستثمارات

وتتمتع سلطنة عُمان بمقومات استثمارية من شأنها تشجيع الاستثمار المحلي والأجنبي وتسهيله؛ فالموقع الجغرافي المتميز لسلطنة عُمان المطل على ممرات بحرية دولية وإقليمية في ظل وجود وشموخ المواني العُمانية يفتح لها آفاق الاستثمار والتبادل التجاري الحر، كما تتميز سلطنة عُمان ببيئتها الاقتصادية المستقرة وبنيتها الأساسية الرصينة ومواردها البشرية المؤهلة التي تكفل سهولة الاستثمار فيها.
وتضع سلطنة عُمان الأطر والتشريعات لدعم هذا التوجه الاقتصادي المفتوح لتشجيع الاستثمار الأجنبي الذي يزداد تناميًا مع انضمام سلطنة عُمان إلى عدد من المنظمات الدولية وإلى منظمة التجارة العالمية واتفاقية التجارة الحرة مع الولايات المتحدة الأمريكية.

مرتكزات التنمية الاقتصادية

«السلطان هيثم» أيقونة للتطوير العمراني الحديث

وقد حدَّد السلطان هيثم بن طارق في خطابه في 23 فبراير 2020م مرتكزات التنمية الاقتصادية بسلطنة عُمان، التي تنطلق من الرؤية المستقبلية «عُمان 2040» التي شارك مختلف أطياف المجتمع العُماني في رسم تطلعاتها ووضع توجهاتها وأهدافها الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.

وقد سعت سلطنة عُمان في إطار التنويع الاقتصادي المرتكز على الصادرات إلى العمل على استغلال وتصنيع مواردها الطبيعية، لا سيما الغاز الطبيعي، وإلى زيادة القيمة المضافة لتلك الموارد، إذ كثفت الحكومة جهودها للترويج لذلك، وأثمرت تلك الجهود توقيع اتفاقيات لإنشاء بعض المشروعات الصناعية الكبرى بمشاركة رؤوس الأموال الأجنبية، كمشروع البولي بروبلين، ومشروع اليوريا والأمونيا، ومشروع الميثانول، ومصهر الألمنيوم، ومشروع الصلب والحديد، وغيرها من المشروعات، بالإضافة إلى مشروع الأسمدة في ولاية صور، ومشروع شركة «قلهات للغاز الطبيعي المسال».

الحوافز

كما تستهدف سلطنة عُمان جذب الاستثمارات الأجنبية بتوفير عدد من الحوافز، منها:

  • أسعار خدمات تنافسية.
  • إعفاء ضريبي لمدة خمس سنوات، ويمكن تمديده وفق شروط معينة.
  •  عدم وجود ضريبة دخل للأفراد.
  • حرية تحويل رؤوس الأموال والأرباح وخروجها من سلطنة عُمان، وحرية التحويل للعملات الأجنبية مع ثبات سعر الصرف تقريبًا.
  • تملُّك أجنبي كامل: نسبة تملُّك تبدأ من 70% وتصل إلى 100% بعد موافقة مجلس الوزراء.
  • خدمات المحطة الواحدة: تساعد المستثمرين على الحصول على كل الاستفسارات والمعاملات التي يحتاجون إليها في أسرع وقت.
  • فتح أفرع أو مكاتب تمثيل للشركات الأجنبية في عُمان: يسمح للشركات التي تقوم بتنفيذ أعمال عبر عقود أو اتفاقيات خاصة مع الحكومة بتأسيس فرع أو فتح مكتب تمثيل تجاري في سلطنة عُمان.
  • الأشكال المختلفة لكيانات الأعمال ومزاياها الرئيسية: يمكن تشكيل أكثر من كيان قانوني في سلطنة عُمان لتنظيم عمل المستثمر، ومن بينها شركات المساهمة العامة، وشركات المساهمة المغلقة، وشركات المسؤولية المحدودة، والشركات القابضة.

مجالات الاستثمار في سلطنة عُمان للأجانب

توجد عدة قطاعات تتمتع بفرص استثمارية للأجانب في سلطنة عُمان، منها:

قطاع العقارات

تتميز سلطنة عُمان بتوفير الاستقرار الآمن والفرص الاستثمارية المربحة في سوق العقارات، وذلك بجانب المزايا القانونية والضريبية والتطور المستمر الواعد.

قطاع السياحة والضيافة

تتمتع سلطنة عُمان بجمال طبيعي فريد، وثقافة غنية تجذب السياح من مختلف أنحاء العالم، وقد أدى التدفق المتزايد للسياح إلى زيادة الطلب على الفنادق والمنتجعات وخدمات الضيافة ذات المستوى العالمي، بالإضافة إلى ذلك زادت الحاجة إلى بنية تحتية سياحية متقدمة، مثل المطارات والطرق والمعالم السياحية.

قطاع الصناعة

تتطلع سلطنة عُمان إلى التحول إلى مركز إقليمي للصناعات والخدمات اللوجستية، ولذلك أنشأت الحكومة مناطق صناعية داعمة في كلٍّ من مجال صناعة السيارات والبتروكيماويات والخدمات اللوجستية، ومناطق تجارة حرة تقدم حوافز جذابة، مثل إعفاءات ضريبية ومزايا جمركية، وإجراءات مبسطة لإنشاء مرافق التصنيع.

قطاع الخدمات والتجارة

يوفر هذا القطاع فرصًا جذابة للاستثمار في سلطنة عُمان بمختلف مجالاته، مثل الخدمات المالية والتأمينية والتسويقية والاستشارية، وتأسيس الشركات بمختلف أنواعها.

قطاع التكنولوجيا والاتصالات

تعد عُمان مركزًا جاذبًا للاستثمار في التكنولوجيا في الوقت الحالي، وذلك بالتركيز على الابتكار والتحول الرقمي وتشجيع المشروعات التكنولوجية المتقدمة وتطوير البرمجيات.

قطاع الطاقة المتجددة

وقطعت سلطنة عُمان خطوات كبيرة في مجال الطاقة المتجددة، وتسعى الحكومة إلى زيادة إنتاجها المستدام من مصادر الطاقة البديلة، وهو ما يوفر فرصًا كبيرة للاستثمار في مشروعات توليد الكهرباء بالطاقة الشمسية والرياح والمائية.

برنامج «إقامة مستثمر»

برنامج «الإقامة الذهبية» يجذب الاستثمارات الأجنبية ويعزز الاقتصاد

وأطلقت سلطنة عُمان برنامج «إقامة مستثمر»، أو ما يُعرَف بالتأشيرة الذهبية العُمانية، في أغسطس الماضي، الذي يُمنَح بموجبه المستثمرون والمتقاعدون الأجانب حق الإقامة الطويلة في سلطنة عُمان، وتُستقبَل الطلبات عن طريق مركز خدمات الاستثمار بوزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار إلكترونيًّا.

ويهدف البرنامج إلى جلب الاستثمارات النوعية لسلطنة عُمان، ويستهدف قطاعات التنويع الاقتصادي.

والبرنامج هو أحد ممكنات البرنامج الوطني لجلب الاستثمارات وتعزيز الصادرات، «برنامج استثمِر في عُمان»، الذي تشرف عليه وزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار بالتعاون مع جهاز الاستثمار العُماني ووحدة متابعة تنفيذ «رؤية عُمان 2040».

وتم اعتماد البرنامج لتسهيل منح الإقامة للمستثمرين الراغبين في الاستثمار بسلطنة عُمان لفترات تتراوح بين 5 و10 سنوات قابلة للتمديد، وفق ضوابط وإجراءات واضحة، على ألا تكون تلك الإقامات دائمة، ويُمنَح المستثمر عند حصوله على الإقامة مميزات وحوافز مشجعة شريطة الالتزام بالضوابط طوال فترة الإقامة.

ويتم منح المستثمر حق امتلاك عقار واحد خارج المجمعات السياحية المتكاملة، سواء لأغراض سكنية أو تجارية أو صناعية، ويكون قابلًا للانتقال إلى الغير، ويُمنَح حق الإقامة مع أسرته دون تحديد عدد أفراد الأسرة والعمر للفئة الأولى، كما يمكنه مزاولة الأنشطة الاقتصادية أو العمل في سلطنة عُمان، وغيرها من المميزات والحوافز.

بوابة «استثمر بسهولة»

بوابة «استثمر بسهولة» تسهل تأسيس وممارسة الأعمال

وقدمت سلطنة عُمان خلال الفترة الماضية حوافز ومميزات للمستثمرين ضمن قانون استثمار رأس المال الأجنبي، منها السماح للمستثمر الأجنبي بالتملك بنسبة 100%، ودون حد أدنى لرأس المال، ودشنت خدمة التراخيص التلقائية عبر بوابة «استثمر بسهولة» لأكثر من 1500 نشاط اقتصادي لتسهيل بدء ممارسة الأعمال التجارية في سلطنة عُمان.

وبوابة «استثمر بسهولة» تُعَدُّ أحد الأنظمة الإلكترونية التي استحدثتها سلطنة عُمان من أجل تسهيل تأسيس المشروعات الاقتصادية وتقديم الخدمات التي يحتاج إليها قطاع الأعمال، وتهدف البوابة إلى تسريع تأسيس الأعمال التجارية وإنشاء الشركات وتحسين بيئة الأعمال التجارية وزيادة الاستثمارات الأجنبية.

أبرز المدن العُمانية

مدينة صلالة المستقبلية نموذج للتنمية الحضرية المستدامة

كما تزخر سلطنة عُمان بمدن عصرية تجمع بين الأصالة والتطور، وتُعَدُّ محركات رئيسية للتنمية الاقتصادية والعمرانية، وفيما يلي لمحة عن أبرز هذه المدن ومشروعاتها الإستراتيجية.

مدينة صلالة

تُعَدُّ «مدينة صلالة المستقبلية» من المشروعات المميزة في محافظة ظفار، وترتكز على واجهة بحرية نابضة بالحياة، وأماكن عامة ومحمية طبيعية، ومدينة شاملة سهلة الوصول لاحتوائها على نظام متكامل للتنقل يُمكِّن الجميع من الوصول إلى وجهاتهم بسهولة، وبيئة صحية تسهم في انخفاض الكربون، وتوفر كل الاحتياجات الأساسية، وذكية ومتطورة باستخدامها لأنظمة ذكية عالية الكفاءة.

وتمتد على مساحة 7 كيلومترات مربعة، ومن المتوقع أن تحوي نحو 12 ألف وحدة سكنية، بكثافة سكانية تصل إلى 60 ألف نسمة، وستتمتع المدينة ببنية حيوية تضمن مساحات «العيش والعمل»، إذ تتكون من 2.5 مليون متر مربع من المساحات المفتوحة والخضراء وحدائق مختلفة الاستخدام.

مدينة السلطان هيثم

تأتي «مدينة السلطان هيثم» تتويجًا لرحلة التحوُّل الشامل التي تنتهجها وزارة الإسكان والتخطيط العمراني نحو تنمية عمرانية مستدامة لمجتمعات مزدهرة. وخُطِّطت المدينة على مساحة 14 مليونًا و800 ألف متر مربع تخطيطًا عمرانيًّا مستدامًا يرتكز على استغلال المساحات الخضراء التي توزعت على مساحة مليونين و900 ألف متر مربع، وتسع المدينة 100 ألف نسمة، وتضم 20 ألف وحدة سكنية تنوَّعت بين فيلات منفصلة، وفيلات شبه متصلة، وتاون هاوس، وشقق، وتتوزَّع الوحدات السكنية على 19 حيًّا متكاملًا بمختلف المرافق والخدمات التي تلبِّي حاجات القاطنين، إذ تضم 23 مسجدًا وجامعًا كبيرًا.

مشروع «واجهة عُمان الجبلية»

يقع في محافظة الداخلية، ويتضمن مشروعين رئيسيين: «واجهة الجبل الأخضر»، وهو مشروع تطوير سكني وسياحي ضخم بتكلفة 2.4 مليار دولار، ويهدف إلى بناء مدينة مستدامة على ارتفاع 2400 متر فوق سطح البحر، ويضم المشروع منازل وغرفًا فندقية ومناطق ترفيهية وتجارية، بالإضافة إلى مرافق رياضية وبيئية متخصصة، ويعتمد المشروع بشكل كامل على الطاقة المتجددة، ويستهدف تحقيق «صفر كربون».

ومشروع «واجهة جبل شمس»، وهو يربط بين محافظتي الداخلية وجنوب الباطنة، ويهدف إلى تنمية المنطقة وإبراز طبيعتها الفريدة من خلال مرافق سياحية وترفيهية متطورة.

ويتم تنفيذ كلا المشروعين بالتعاون مع شركات عالمية، ويعكسان «رؤية عُمان 2040» من خلال التركيز على الاستدامة والتنمية المحلية.

مدينة صحار المستقبلية

تقع على شارع السلطان قابوس، بجانب جامع السلطان قابوس الأكبر وبالقرب من قصر «بهجة الأنظار»، وتغطي المدينة مساحة تُقدَّر بنحو 6.2 ملايين متر مربع، وبحسب الدراسات والتحليلات المتاحة، من المتوقع أن تستوعب المدينة نحو 100 ألف نسمة، وهو ما يجعلها وجهة حضرية مهمة للتوسع السكاني في المنطقة.

وستوفر المدينة بيئة متكاملة تجمع بين التطوير السكني والمرافق الترفيهية والثقافية، وتستهدف «مدينة صحار الصناعية» مجموعة واسعة من الجهات، ومن ضمن ذلك الشركات المصنعة، وشركات الخدمات اللوجستية، والمستثمرون الصناعيون الذين يبحثون عن موقع إستراتيجي مزود ببنية تحتية عالمية المستوى، كما تلبي احتياجات رواد الأعمال والشركات الصغيرة والمتوسطة التي تسعى إلى بيئة أعمال محفزة وفرص للنمو.

مخطط «وسط الخوير»

تمثل «مدينة الخوير» رؤية مستقبلية لبيئة حضرية مستدامة في مسقط، إذ تدمج بين التراث العريق والحداثة، وتضم المارينا والواجهة البحرية والحي الثقافي، وحرمًا وزاريًّا، وهو ما يخلق مجتمعًا نابضًا بالحياة على مدار الساعة، يقع على مساحة تبلغ 1.5 مليون متر مربع، ويتميز المشروع بكونه وجهة بحرية متكاملة، ويهدف إلى أن يكون نموذجًا للتنمية الحضرية المتقدمة في العاصمة مسقط.

مدينة الثريا

تقع «مدينة الثريا» على هضبة جبلية في مسقط على ارتفاع 200 متر فوق مستوى سطح البحر، مقابل «مدينة العرفان» وعلى طول الطريق السريع المتجه إلى دبي.

وتبلغ مساحتها 3,087,000 متر مربع، وتحتوي على 87 وحدة تجارية و2600 وحدة عقارية موزعة على 8 أحياء سكنية تستوعب 8000 ساكن، بالإضافة إلى 12 حديقة ومدرستين ومرافق رياضية وصحية ومركز ترفيهي، وتبعد أقل من 7 دقائق عن مطار مسقط الدولي و15 دقيقة عن الوجهات الرئيسية.

المشروعات المصرية في سلطنة عُمان

استثمارات عقارية وسياحية كبرى لشركات مصرية في عُمان

أما المشروعات المصرية العقارية في سلطنة عُمان فتركز حاليًّا على تطوير مدن سكنية ذكية ومشروعات سياحية عالمية، أبرزها مشروع «وادي زها» لـ «الأهلي صبور» الذي يضم أحياء سكنية متنوعة، ومشروعان لـ «مجموعة طلعت مصطفى» باستثمارات تبلغ 1.5 مليار ريال عُماني.