مصر بتتكلم ديجيتال
كل شىء بالأصول
فالمنافسة بين الشركات العقارية في الفترة القادمة لن تكون على سعر المنتج أو المساحات أو التشطيب والتسهيلات، وإنما ستكون على ما يوفره من تقنيات ذكية.
مصر تشهد الأن حالة من التطور التكنولوجي السريع نتيجة تبنِّي الحكومة خططًا جادة نحو التحول الرقمي على مستوى جميع القطاعات وفي جميع المجالات، فالمعاملات المالية توجهت في السنوات الأخيرة بصورة كبرى نحو الدفع الإلكتروني، فازداد عدد المصارف الإلكترونية وعدد المتعاملين ببطاقات الدفع، سواء من القطاع الحكومي أو القطاع الخاص أو المهن الحرة أو أصحاب المعاشات أو غير العاملين، وأصبحت المحال التجارية باختلاف مناطقها وشرائحها وأنشطتها تتيح استخدام وسائل الدفع الإلكتروني.
وإذا انتقلنا إلى نقطة أخرى، وهي التكنولوجيا والآليات الذكية في العمران والمدن الجديدة، فإن لدينا على أرض الواقع مدن الجيل الرابع التي تشيدها الدولة حاليًّا، مثل العاصمة الإدارية الجديدة والعلمين الجديدة، فتلك المدن تتبع أحدث الآليات التكنولوجية العالمية؛ فتم تنفيذ بنية أساسية تُراعي أحدث المعايير التي تضمن الخروج بنموذج فريد للمدن الذكية في تخطيط الطرق والشوارع والإنارة، وجارى التوسع فى استخدام العدادات الذكية لجميع المرافق مثل الكهرباء والمياه والغاز الطبيعي، وكذلك اتباع أعلى معايير المراقبة والأمن، فضلًا عن استخدام الكابلات والألياف الضوئية والفايبر التي تحقق أعلى سرعة للإنترنت، ويضاف إلى كل هذه المعايير ما يضمن تحقيق الاستدامة والسعادة وأعلى مستوى من الرضاء للمواطنين، حيث أن أصبح كل مواطن يحمل كارت ذكى أو فيزا.
وعلى سبيل المثال تشترط شركة "العاصمة الإدارية للتنمية العمرانية" على المطوِّرين الذين يحصلون على أراضٍ بها تنفيذ بنية داخلية تتلاءم مع المواصفات الذكية والتكنولوجية المتبعة من العاصمة ليتم تحقيق أعلى استفادة للمواطن.
ونتيجة لهذه الآليات أصبحت أسعار الأراضي بالعاصمة الإدارية الجديدة قريبة ومساوية لأسعار الأراضي في مدن المجتمعات العمرانية التي تم إنشاؤها منذ سنوات وتضم استثمارات كبرى وبها كثافات سكانية عالية، كالشيخ زايد والقاهرة الجديدة، فمتوسط سعر الأراضي في المدن الثلاث هو 5000 جنيه للمتر، ولا يعد ذلك مغالاة في أسعار أراضي العاصمة، بل يتناسب مع البنية التحتية القوية، سواء على مستوى المرافق أو التكنولوجيا الذكية.
وتعمل الدولة في اتجاهات موازية، فلا يقتصر التوجُّه نحو تطوير البنية التكنولوجية على مدن الجيل الرابع، بل تشهد مدن الأجيال الثلاثة الأولى تنمية ورفعًا في كفاءة التكنولوجيا، فيتم تحويل الكابلات من النحاس إلى الفايبر لتسريع الإنترنت ونقل البيانات ولتلبية الاحتياجات المتطوِّرة للمواطنين، كما يوجد الأمر نفسه في المناطق التي يتم تطويرها بالقاهرة الكبرى.
فالمنافسة بين الشركات في الفترة القادمة لن تكون على سعر المنتج أو المساحات أو التشطيب والتسهيلات، وإنما ستكون على ما يوفره من تقنيات ذكية "سمارت هوم"؛ العميل أصبح يرغب في التمتع بأكبر قدر من الخدمات الذكية، ومع التطور السريع في تلك التقنيات على مستوى العالم يزداد التحدي أمام الشركات حيث أصبح البيع الأن بما تقدمه الشركات للعميل من خدمات ذكية أكثر من المساحات والخصومات المالية ويزداد الطموح لدى العملاء، فنرى كل شيء يتم تحريكه بالـ"ريموت كنترول".
كذلك لا يجب إغفال دور شبكة المواصلات والنقل الذكي التي تشيدها مصر حاليًّا، حيث تم خلق منظومة قوية للنقل الذكي، وهو أمر يعجِّل بالتنمية ويسهِّل المبيعات للمدن الذكية، فالمواصلات والطرق عامل رئيسي لجذب الاستثمارات والمواطنين إلى تلك المدن، كذلك تسهم المواصلات في الترويج الخارجي للعقار ونجاح تصديره؛ فالعميل الأجنبي يبحث في العقار عن مكانه ومدى قربه من أي مطار أو محطة أتوبيس وخلافه.