في ذكرى وفاة رأفت الهجان.. حلم بالتمثيل وجسد جاك بيتون حتى النهاية
على ما يقرب من حوالي 18 عامًا، استطاع رفعت علي سليمان الجمال المعروف بأسم رأفت الهجان خداع دولة إسرائيل، وتعايش بشكل طبيعي في المجمع الإسرائيلي وانخرط معاهم في الكثير من الأعمال داخل تل أبيب ، وكان للهجان دور بارز في حرب 1973 من خلال امداد الدولة المصرية بالمعلومات حول خط بارليف.
في 1936 انتقل للعيش مع أسرته في القاهرة ، وكان حلم التمثيل وقتها يراود ذهنه، وبالفعل اشترك ثلاثة أفلام، "أحبك أنت" مع فريد الأطرش عام 1949والفيلم الثاني"عنبر" في 1948 بطولة أنور وجدي، ليلى مراد، وكان الثالث "القصر الكبير"في 1949.
ليقرر الهجان أن يلعب دوره الأخير " جاك بيتون" أمام العالم وداخل كواليس العدو الصهيوني واستطاع أن يجسد دور البطولة بجدارة في مسرح الأحداث ولم يكشفه أحد.
علاقة قوية جمعت الهجان و القوى السياسية الإسرائيلية
كانت لسليمان الجمال، علاقات قوية مع القوى السياسية في إسرائيل منهم موشي ديان، وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق، وعيزر وايزمان، الرئيس السابع لإسرائيل، وشواب وبن غوريون رئيس وزراء لإسرائيل الأسبق .
كان الهجان على دراية تامة باللغة الفرنسية بالإضافة إلى العديد من اللغات وسافر لأكثر من دولة وفى وتم مطاردته من إدارة الهجرة الأمريكية وسافر لألمانيا، وتم اتهامه ببيع جواز سفره واعتقلته الشرطة ورُحّل لمصر، حاول أن يستعين بمزوِّر لعمل جواز سفر باسم على مصطفى، لكن تم اكتشافه من السلطات المصرية، على يد ضابط الشرطة أحمد رشدي الذي كان في الثمانينيات وزيرًا، وعرضه على للواء عبدالمحسن فائق، أحد قادة المخابرات في ذلك الوقت.
وكان الأمر بالفعل حيث تم تجنيده بشخصية اليهودى " جاك بيتون" داخل إسرائيل إسرائيل ، في 1955 وعمل تحت ستارة شركته "سينور للسياحة".
20 عاما لم تعرف فالتراود زوجته الألمانية حقيقة زوجها
وعلى مدار نحو 20 عامًا عاشت "فالتراود بيتون"، زوجته الألمانية معه على أنه "جاك بيتون" ولم تكن إنه رجل مصري إلا عقب وفاته تاركًا رسالة لها في مذكراته " "حبيبتي فالتراود.. عندما تقرئين هذه الكلمات، سيكون قد مضى وقتٌ طويل منذ أن تركتكم. ربما تكونين الآن قادرةً على قبول الحقيقة. أعرف قسوة الألم الذي تشعرين به، ولكن لن تدركي ما كنتُ أعانيه من عذاب، بسبب كذبةٍ اضطررتُ أن أعيشها. أرجوكِ لا تستبقي الحكم عليّ، فأنت تعلمين أنني لم أحب أحداً أبداً أكثر منك".
وتقول " فالتراود" في أحد الحوارات التى اجراتها إنها تعرفت على جاك بيتون في 1962 فرانكفورت بألمانيا وتزوجها بعد عودته من النمسا وفي هذا الوقت كانت مطلقة ولديها ابنه عمرها 3 سنوات تدعى "اندريه" وبعد الزواج أنجبا ابنهما دانيال" ولم أعرف اسمه الحقيقى إلا بعد موته".
يقول عنه الكاتب الروائي صالح مرسي، مؤلف الملحمة الوطنية التى جسدت مسلسل رأفت الهجان بأنه :"الرجل الذى يضع رقبته تحت المشنقة لمدة عشرين عاما ويعيش داخل إسرائيل وهى لا تعرف أنه مصري حتى وفاته أقل ما يقال عنه أنه أسطورة".
العميل 313 هكذا عرف بين المخابرات المصرية وفي عام 1973 ذهب لألمانيا واستقر بها وعمل في قطاع البترول، وتوفي مدينة دارمشتات القريبة بالقرب من فرانكفورت في عام 1982 بعد صراع من المرض عن عمر يناهز الـ55 عاما.