سبب نقل المومياوات الملكية وقت الغروب
ينطلق في الساعة السادسة مساءً اليوم موكب نقل المومياوات الملكية في مشهد احتفالي عالمي، تنقله 400 قناة تليفزيونية و200 مراسل ينقلونه لصحف وتليفزيونات مختلفة، بعد سنتين من التحضيرات التي عملت عليها وزارة الآثار مع مختلف الجهات المعنية.
وتنقل اليوم 22 مومياء ملكية «18 ملكا و4 ملكات»، ينتمون للأسر 17 و18 و19 و20، من المتحف المصري في التحرير حتى تستقر في المتحف القومي للحضارة في الفسطاط.
واختارت وزارة السياحة توقيت آخر ضوء للشمس في حدود الساعة السادسة مساء، لأن ذلك يتناسب مع فلسفة الدفن عند المصريين القدماء، إلى جانب أنه توقيت مناسب لعرض كل التجهيزات المصرية التي أعدتها الوزارة. ويستغرق الموكب من التحرير وحتى الفسطاط، الممتد لـ5 كيلو مترات، نحو 49 دقيقة.
وعن التساؤل المنتشر على واقع التواصل الاجتماعي: لماذا نقل المومياوات وقت الغروب.. هل تحترق من الشمس؟، يقول الدكتور مصطفى إسماعيل، مدير معمل ومخزن المومياوات بمتحف الحضارة، إن نقل المومياوات الـ22 والـ17 تابوتا، سيتم بوضع المومياوات على حوامل من معدن تم تصنيعها في أمريكا حتى لا تتفاعل مع جسد المومياء، ثم ستنقل في كبسولات معزولة نيتروجينيا بدرجة حرارة ورطوبة حتى لا تنفجر.
وأوضح في تصريحات صحفيةأنه بعد وضع الحامل وعليه المومياء بداخل كبسولة تعد ابتكارا علميا مصريا، سيتم وضعها داخل صندوق خشبي معالج ضد الاهتزاز، الذي تتم بداخله عملية التغليف، لضمان ثبات درجة الحرارة والرطوبة والغاز الخامل.
كما أوضح إسماعيل، أنه سيتم استخدام أجود الخامات في العالم، وهي جميعها مواد خاملة كيميائيا، لضمان عدم تفاعلها مع المومياء، وهو ما كان يحدث من قبل، ويتسبب في تفتت المومياء أو تسببها في ضرر للجلد أو الدعامات الداخلية للمومياء أثناء عملية النقل، وحتى وصولها ووضعها بداخل فتارين العرض المجهزة بداخل متحف الحضارة وهي خالية من الأكسجين.
وشرح إسماعيل مواصفات «كبسولة النيتروجين»، وقال إنها عبارة عن غاز خامل، والجهاز يفصل النيتروجين عن الهواء، وستوفر نقاء كاملاً حول المومياء يقي شر ما كان يحدث من قبل الابتكار حتى لا تتأثر المومياء بأي عوامل بيئية، مؤكدا: «هذا الغاز نستطيع أن نتحكم فيه وتكون درجة حرارته مركزة، بحيث تكون المومياء بداخل الكبسولة الخاصة بها في حفظ تام، إضافة إلى وجود وحدات اتزان خارجية تتحكم في الحركة الرأسية والأفقية، بحيث تكون في النهاية ثابتة، ويضم المتحف مركزا لترميم الآثار مجهزا بأحدث الأجهزة العلمية للفحوص والتحاليل الخاصة بالآثار، كما يعد هو المتحف الوحيد في مصر الذي يحتوي على جهاز الكربون المشع «C14» ومعمل لـ«DNA»».