انتعاشة مرتقبة للقطاع السياحي مع عودة الرحلات الروسية مايو 2021
يترقب القطاع السياحي عودة السياحة الروسية -كما وعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين باستئنافها خلال مايو- ليعوض جزءًا من الخسائر التي تعرض لها بعد توقف هذه الرحلات ومع تفاقم أزمة تفشي فيروس كوفيد 19 حول العالم، ما أدى إلى تراجع الأعداد السياحية إلى مستويات متدنية.
«أصول مصر» ترصد آراء كبار العاملين في القطاع السياحي حول مستقبل القطاع خلال الشهور القادمة.
مكاسب مرتقبة
تقول غادة شلبي -نائب وزير السياحة والآثار- إنه من المتوقع أن ترتفع أعداد السياحة الروسية إلى نحو مليون سائح خلال العام الجاري، مشيرة إلى أن الإيرادات المتوقع أن يحققها القطاع خلال العام تتراوح بين 6 و7 مليارات دولار.
وتسبب تفشي فيروس كوفيد 19 في تراجع الإيرادات لتسجل 4 مليارات دولار فقط بعد أن سجلت أكثر من 13 مليار دولار في 2019.
وتؤكد نائب الوزير حرص وزارة السياحة على تطعيم العاملين بالقطاع السياحي في محافظتي البحر الأحمر وجنوب سيناء بما يعمل على بث رسالة طمأنة للسائحين بأمان المقصد السياحي المصري ويساهم في حركة السياحة الخارجية.
وتستعد وزارة السياحة لتنظيم قوافل سياحية بعدد من الأسواق السياحية خلال الفترة المقبلة، منها السوق الروسية، بمشاركة ممثلي القطاع السياحي الحكومي والخاص.
ويرى أحمد الوصيف -رئيس اتحاد الغرف السياحية- أن قرار عودة السياحة الروسية هو تأكيد لالتزام المنتجعات السياحية بتطبيق الإجراءات الاحترازية بدقة منذ فترة في كل الفنادق والمنتجعات المصرية، وهو ما جعل المنظمات السياحية والصحية الدولية تشيد بأداء مصر في هذا المجال.
وأكد الوصيف أن عودة رحلات الطيران الروسية مؤشر قوي يدعو إلى التفاؤل بعودة التدفق السياحي من مختلف دول العالم، موضحًا أن الاتحاد سوف يقوم على الفور بالتنسيق مع وزارة السياحة والآثار والغرف السياحية الخمس لتشكيل لجان مشتركة تطوف المدن السياحية لمراجعة الأوضاع بمنتجعاتنا والتأكد من جاهزيتها التامة لاستقبال السياحة الروسية.
انعكاس نجاح تطبيق الإجراءات الاحترازية
ويرى معتز صدقي -المدير العام لشركة «ترافكو هوليدايز»- أنه مع توقف السياحة الروسية لأكثر من خمس سنوات أصبحت هناك حالة من التعطش للسوق المصرية من قبل السائح الروسي الذي كانت مصر تعد من أولى وجهاته، كما أن الفترة المقبلة سوف تشهد تحولًا في البرامج السياحية التي تقدمها الشركات السياحية مع حدوث تغيرات في هذه السوق، متوقعًا أن يتم المزج بين السياحة الشاطئية التي تمثل نسبة كبيرة من رغبات السائحين الروس وبين السياحة الثقافية من خلال برامج مختلفة ستحرص الشركات على تقديمها.
وأكد صدقي أن قرار الجانب الروسي جاء بعد تقارير الوفود الروسية التي قامت بتفقد الإجراءات الأمنية بالمطارات والطائرات في مصر وتأكدها من اتخاذها كل الإجراءات الاحترازية والوقائية لمواجهة فيروس كورونا واتباع المنشآت السياحية والفندقية أقصى معايير التأمين لمواجهة هذا الفيروس، فضلًا عن إجراء اختبار PCR في المطارات السياحية.
وقال سامح حويدق -نائب رئيس جمعية مستثمري البحر الأحمر- إن السوق الروسية كانت تعد من أكبر الأسواق المصدرة لمصر، حيث تخطت الوفود 2٫5 مليون سائح في عام 2010، متوقعًا فور بدء عودة الطيران الروسي حدوث إقبال نظرًا لأن السائح الروسي يفتقد السوق المصرية لأكثر من خمس سنوات.
وشركات السياحة تتوقع موسم حج «رمزيًّا» مع تأخر إعلان المملكة للضوابط
بات من المؤكد لشركات السياحة التي تنظم رحلات الحج والعمرة أن موسم الحج الحالي لن يكون موسمًا تقليديًّا كما شهدت السنوات الماضية قبل تفشي فيروس كورونا، وذلك مع تأخر المملكة في إعلان أي ضوابط للحج من خارج البلاد وفي ظل الإجراءات الاحترازية المشددة التي تتخذها المملكة داخل الحرم.
وكانت شركات السياحة تأمل في أن تعلن المملكة ضوابط الحج ولو بأعداد رمزية قبل نهاية شهر شعبان أو في بداية شهر رمضان على أقصى تقدير، إلا أن هذا الإعلان لم يحدث.
وفي 2 فبراير الماضي أصدرت السلطات السعودية تعليمات بتعليق السفر إلى أراضيها من مصر و١٩ دولة أخرى حتى لمن لديه تأشيرة سابقة للذهاب إلى المملكة.
ويؤكد أشرف شيحة -رئيس شركة «الهانوف» للسياحة- أن تأخر إعلان المملكة يعني أن موسم الحج لهذا العام سيكون رمزيًّا، وقد يقتصر على حجاج من داخل المملكة أو من دول التعاون الخليجي.
وقال إيهاب عبد العال -رئيس شركة «يلومون» للسياحة- إن هناك أعدادًا محدودة سافرت من مصر إلى المملكة قبل قرار حظر السفر، لكن التنظيم الرسمي الذي يحدث للعمرة كل عام من خلال وزارة السياحة لم يحدث لأن المملكة لم تسمح بتنظيم برامج للعمرة مثلما كان يحدث كل عام قبل جائحة كورونا.
