إنسانية الدكتور جمال أبو العلا تقود محافظة الجيزة لوضع اسمه على شارع بـ"فيصل"
لا يأتي قرار أي محافظة بتكريم شخص ما بوضع اسمه على شارع أو حي من فراغ أو مجاملة لأحد، فدائمًا ما يرتبط التكريم بدور مؤثر قام به هذا الشخص وبصمة مميزة تركت آثارًا في نفوس أهالي هذا الشارع أو ذلك الحي، وهو ما ينطبق كلية على الدكتور جمال أبو العلا استشاري الباطنة وشهيد كورونا الذي استمر في ممارسة عمله ومحاربة الجائحة حتى آخر لحظة في حياته.
ولم ينس أهالي "فيصل" إنسانية الدكتور جمال أبو العلا ودوره في علاج المئات والآلاف على مدار 40 عامًا، فقد حرص على الاستمرار في حيه وفي سكنه في منطقة "فيصل" وخدمة أهالي الحي والمئات من المرضى من مختلف أنحاء الجمهورية الذين كانوا ينتظرونه أمام منزله وعيادته منذ مطلع الصباح، واستمر في تحصيل أجر رمزي للغاية مقابل الكشف، بل كان في معظم الأحيان يقوم برد ثمن الكشف لغير القادرين ويلتزم أيضًا بتحمل تكاليف التحاليل والأشعة، وفي بعض الأحيان يقوم بعلاج المريض على نفقته الخاصة.
وقام أهالي "فيصل" بمحافظة الجيزة بجمع توقيعاتهم ورفعها في مذكرات إلى محافظ الجيزة يطالبونه بإطلاق اسم شهيد كورونا الدكتور جمال أبو العلا على الشارع الذي عاش وخدم فيه، واستجاب اللواء أحمد راشد -محافظ الجيزة- لمطالب الأهالي، وسيتم تركيب لافتات تحمل اسم الشهيد الدكتور جمال أبو العلا يوم الأربعاء ٤ أغسطس الساعة ١١ ظهرًا بمنطقة "فيصل".
ولم يكن الطبيب الشهيد ينظر إلى مهنة الطب باعتبارها وسيلة للتربح، بل اعتبرها خدمة إنسانية،وكان دائم الاطلاع وحريصًا على السفر إلى المؤتمرات الخارجية، ولم يتأخر عن أي مريض، وكان يذهب بنفسه لغير القادرين على زيارة العيادة، وكان يعمل على مدار الـ24 ساعة، ورفض إغلاق عيادته وقت جائحة كورونا، وعالج العديد من المرضى -منهم شيوخ عرب- عبر المتابعة الهاتفية.
ورغم مرور 14 شهرًا على رحيل الدكتور جمال أبو العلا فلم ينسه مرضاه وأهالي منطقته وقاموا خلال شهر رمضان بتعليق فانوس كبير في شارعه يحمل صورته، وحتى الآن يقومون بزيارة أسرته في منزله ويعربون عن حبهم وتقديرهم للطبيب الشهيد.