هل تقوى اللقاحات على المتحور الأخطر "دلتا".. تجربة أمريكية تجيب
ترقب وقلق وتوقعات متشائمة.. آثار سلبية تسيطر على العالم خلفتها الموجات الثلاث السابقة للفيروس التاجي الفتاك "كوفيد -19"، وبين الأمل في قدرة اللقاحات المتوفرة حاليا على مواجهة الموجة الرابعة وشيكة الانتشار؛ والخوف من المتحور الشرس الجديد "دلتا"، يقبع العلماء داخل مراكز الأبحاث العالمية في محاولات جادة للإجابة على التساؤل وطمأنة سكان الكوكب.
صحيفة "نيويورك تايمز"، حاولت معرفة الأثر الذي يتركه اللقاح على الأشخاص في مواجهة متحور "دلتا"، النسخة الأشرس من فيروس كورونا، خاصة أنه صار يشكل غالبية الإصابات الجديدة في الولايات المتحدة، والذي يؤدي دورا كبيرا في ارتفاع متوسط الإصابات في الولايات المتحدة، إذ صار المعدل الأسبوعي للإصابات في الآونة الأخيرة فوق 100 ألف.
وكان بعض من هذه الحالات لدى أشخاص جرى تطعيمهم بالكامل، أي تلقوا جرعتي لقاح مضاد للفيروس، وتسمى هذه الحالات بـ"الاختراقية" (مصابون بالفيروس رغم تطعيمهم).
ومع ذلك، يقول الخبراء إن الحالات الاختراقية لا تعني أن اللقاح غير فعال، وفق "نيويورك تايمز".
وتقول الصحيفة الأمريكية: إن البيانات المتوفرة حاليا تظهر أن الأشخاص الذي لم يتلقوا اللقاح، هم الأكثر عرضة للإصابة بالفيروس المسبب بمرض "كوفيد -19"، ودخول المستشفى بسببه، ويواجهون خطر الموت من جراء الوباء أكثر من غيرهم.
وبنت الصحيفة نموذجين افتراضيين لمجموعتين من الأشخاص لكشف احتمال الإصابة بالفيروس:
في المجموعة الأولى، كان هناك 20 % من الأشخاص ملقحين، أمام المجموعة الثانية فبنسبة التلقيح تصل إلى 95 %، وتوضح الصحيفة أن المجموعتين متماثلتان ديمغرافيا، لكن لديهما معدلات تطعيم مختلفة للغاية.
وفي كلتا المجموعتين، يتعرض كل شخص لما يكفي من الفيروس لجعل الشخص غير الملقح مريضا.
وفي إحدى المجموعتين كانت نسبة التلقيح الكامل 20 %، فقط، وهي نسبة تماثل عددا من المقاطعات الأميركية التي تنخفض فيها نسبة التلقيح.
وفي المجموعة الثانية، جرى تلقيح غالبية الأشخاص (95%)، لذلك كان خطر التعرض للفيروس أقل في ظل مجتمع محصن بدرجة عالية.
وفي المجموعة عالية التلقيح، أصبحت غالبية الأشخاص محصنين من الإصابة بمتحور دلتا، لكن من المتوقع حدوث بعض حالات العدوى الاختراقية، ومعظمها خفيف أو دون أعراض.