الأحد، 22 ديسمبر 2024 10:02 م
رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
بدور ابراهيم
عاجل
عقارات

القصة الكاملة.. "إيفرجراند" عملاق العقارات الصيني يهدد بأزمة اقتصادية عالمية

الثلاثاء، 21 سبتمبر 2021 10:42 م
تعبيرية
تعبيرية

في عام 2008 حل الكساد والانهيار على كبرى المؤسسات المالية في العالم.. توقفت عجلة الاستثمار وحركة الأموال وانهارت البورصات.. استقالات بالجملة في اعتى المؤسسات البنكية والاستثمارية.. فيروس اقتصادي ضرب كافة الأنحاء يشابه في أثاره التدميرية فيروس كورونا، وكانت تلك هي الأزمة الاقتصادية العالمية.

سبب الأزمة وقتها كان "الرهن العقاري" في الولايات المتحدة الأمريكية، فقد تحولت أموال البنوك إلى حجارة ومبان عملاقة لا يقدر أصحابها على سداد ثمنها.

إيفرجراند

وفي عام 2021.. بات القطاع الاقتصادي العالمي في حالة ترقب وحذر، بعد أن بات العالم على شفا أزمة اقتصادية عالمية قد تقع هذه المرة من الصين.. فها هو عملاق العقارات الصيني العالمي "إيفرجراند"، يواجه انهيار وشيك قد يخلف تبعات كارثية تتجاوز حدود الصين.

وبعد التوسع الكبير والسريع للشركة منذ سنوات، واغتنام سوق الأصول مع ازدهار السوق الصينية، أصبحت الشركة غارقة بديون وصلت لـ300 مليار دولار -الرقم الأضخم عالميا-، وأعلنت الشركة، أن مبيعاتها العقارية من المرجح أن تستمر في الانخفاض بشكل كبير في سبتمبر الجاري بعد أن انخفضت لأشهر، مما يجعل وضع التدفق النقدي لديها أكثر صعوبة.

رحلة التعثر

إيفرجراند هي ثاني أكبر شركة عقارية في البلاد، والتي تعمل في أنشطة أخرى كالطاقة المتجددة والسيارات، وتعتمد على القروض بشكل كبير، ولكن بدأت هذه الديون تخنقها رويدًا بدءا من 2018 وهو العام الذي تراجعت فيه إيراداتها من البيع، لتبدأ رحلة تعثرها عن سداد التزاماتها للبنوك.

في البورصة.. انهار فعليا سعر سهم الشركة بنحو 80% حتى الآن هذا العام، كما توقف التداول في سندات الشركة أكثر من مرة خلال الأسابيع القليلة الماضية.

مارك ويليامز، كبير الاقتصاديين في شركة "كابيتال أيكونوميكس"، وصف انهيار "إيفرجراند" بأنه سيكون أكبر اختبار يواجهه النظام المالي الصيني منذ سنوات، فالقطاع المصرفي سيكون أول المتضررين، في حال انهيار الشركة.

ووصلت تداعيات هذه الأنباء إلى البورصات العالمية، حيث انخفض مؤشر "نيكي 225"، صباح اليوم الثلاثاء، بأكثر من 2 في المئة، وهبط مؤشر "نيكي 225 القياسي" 2.07 % أو 630.51 نقطة في التعاملات المبكرة، بينما تراجع مؤشر "توبكس" 2.21 % أو 46.36 نقطة.

وطالت هذه التداعيات سوق العملات الرقمية ليتراجع البيتكوين بنسبة 7.5 % إلى 43872 دولارا، وتراجعت الإيثريوم 8.6 % إلى 3062 دولارا، ودوج كوين 10%.

استقرار الصين

واعتبر خبراء "مركز سينو إنسايدر" الاستشاري، أن بكين وعلى الرغم من الضغوط "لن تسمح بإفلاس إيفرجراند"، مشيرين إلى أن "هذا الأمر ستكون تداعياته كبيرة على النظام" وعلى الاستقرار.

"إيفرجراند" هي أكبر شركة تطوير عقاري في الصين من حيث الإيرادات، وهي موجودة في أكثر من 280 مدينة، بخلاف باقي عواصم العالم، وتوظف 200 ألف شخص، وتوفر بشكل غير مباشر 3.8 ملايين وظيفة.

وتعد الشركة تاريخيا إحدى دعائم الاقتصاد الصيني، وقد أدى القطاع العقاري دورا أساسيا في انتعاش اقتصاد البلاد بعد الجائحة، واستقطب العام الماضي أكثر من ربع الاستثمارات.