"الجزار" ووزير الطاقة التنزانى يتفقدان سير العمل بمشروع سد ومحطة "جوليوس نيريري" الكهرومائية
التحالف المصرى يبذل قصارى جهده فى تنفيذ هذا المشروع القومى المهم لأشقائنا بدولة تنزانيا تنفيذاً لتوجيهات الرئيس
هذا المشروع يجسد قدرة وإمكانات الشركات المصرية فى تنفيذ المشروعات الكبرى على المستوى الدولي وخاصة في قارة أفريقيا
خلال اليوم الثالث لزيارة الوفد المصري لجمهورية تنزانيا المتحدة، تفقد الدكتور عاصم الجزار، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، وجانيوري ماكامبا، وزير الطاقة التتزاني، سير العمل بمشروع سد ومحطة "جوليوس نيريري" الكهرومائية، الذي يُنفذه تحالف شركتى "المقاولون العرب" و"السويدى إليكتريك" على نهر روفيجى بدولة تنزانيا، بتكلفة تبلغ 2.9 مليار دولار.
ورافقهما في الجولة السفير محمد جابر أبو الوفا، سفير مصر في تنزانيا، واللواء محمد عصام، مساعد وزير الإسكان، المشرف على مكتب الوزير، واللواء محمود نصار، رئيس الجهاز المركزى للتعمير، رئيس لجنة متابعة مشروع سد جوليوس نيريرى، والمهندس أحمد العصار النائب الأول لرئيس مجلس إدارة شركة المقاولون العرب، والمهندس وائل حمدى، نائب الرئيس التنفيذي والعضو المنتدب لمجموعة "السويدي إليكتريك"، والمهندس حسام الدين الريفى، عضو مجلس إدارة المقاولون العرب، وممثلو تحالف "المقاولون العرب - السويدي" المنفذ لسد ومحطة "جوليوس نيريري".
وأوضح وزير الإسكان، أن التحالف المصرى المُنفذ للمشروع يبذل قصارى جهده فى تنفيذ هذا المشروع القومى المهم لأشقائنا بدولة تنزانيا، وذلك تنفيذاً لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى، الذى يتابع المشروع بصفة دورية، وذلك فى إطار العلاقات المتميزة بين البلدين، واهتمام مصر بالشأن الأفريقي، وللأهمية الكبيرة التى يمثلها هذا المشروع للشعب التنزاني، والدور المنتظر للسد والمحطة في توفير الطاقة لدولة تنزانيا، والسيطرة على فيضان نهر روفيجى، والحفاظ على البيئة، كما أن هذا المشروع يجسد قدرة وإمكانات الشركات المصرية فى تنفيذ المشروعات الكبرى خاصة في قارة أفريقيا.
وأشار الوزير، إلى أن المشروع يستهدف إنشاء سد بطول 1025 متراً عند القمة بارتفاع 131 متراً، وبه 7 مخارج للمياه، وتصل السعة التخزينية لبحيرة السد إلى ٣٤ مليار م3، كما يضم محطة لتوليد الطاقة الكهرومائية بقدرة 2115 ميجا وات، وتقع المحطة على جانب نهر روفيجي فى محمية "سيلوس جام" بمنطقة "مورغورو" جنوب غرب مدينة دار السلام (العاصمة التجارية وأكبر مدن دولة تنزانيا)
وأضاف أن المكونات الرئيسية للمشروع الجارى تنفيذها تشمل (السد الرئيسى بالمشروع - محطة التوليد الكهرومائية وأعمال المأخذ، و3 أنفاق لمرور المياه اللازمة إلى مبنى التوربينات - محطة ربط للكهرباء - 4 سدود تكميلية لتكوين الخزان المائي - كوبرى خرسانى دائم على نهر روفيجى - إنشاء طرق دائمة لتسهيل الحركة وربط مكونات المشروع - المعسكر الدائم للعميل - تدبير الاحتياجات والمكونات الكهروميكانيكية للمشروع).
وفي السياق نفسه، قال اللواء محمود نصار، رئيس الجهاز المركزى للتعمير، رئيس لجنة متابعة المشروع إن المشروع يعمل به حوالى 9 آلاف عامل (8 آلاف عمالة محلية – وألف من العمالة المصرية والأجنبية)، وأكثر من 1400 معدة، وتشمل أهم الأعمال التى تم الانتهاء من تنفيذها نفق تحويل مسار النهر (بطول 703 أمتار وعرض 12 مترا وارتفاع 17 مترا، والذي تم الانتهاء منه وتحويل مجرى النهر في 10/11/2020.
ويضم المشروع عدد 2 سد مؤقت أمام وخلف السد الرئيسى لعمل التجفيف والتحويل أثناء تنفيذ السد الرئيسى، ومفيض للمياه بمنتصف السد الرئيسي، ومفيض طوارئ، وعدد ٢ كوبرى مؤقت على نهر روفيجى، وطرق مؤقتة بطول 39 كم لخدمة منطقة المشروع خلال فترة التنفيذ، والمعسكرات المؤقتة الخاصة بكل من المالك ومقاول عام المشروع والعمالة، وتطهير وتجهيز وتنفيذ أعمال الحفر بالسدود الركامية، وتركيب محطات الخرسانة والكسارات اللازمة للمشروع، وتجهيز وتطهير موقع المشروع.
وأوضح رئيس الجهاز المركزى للتعمير، أن تنفيذ المشروع يأتى وسط تحديات عديدة يتم التعامل معها، والتغلب عليها بالتنسيق المستمر بين لجنة متابعة المشروع تحت إشراف وزير الإسكان، والتحالف المُنفذ، وبدعم من القيادة السياسية، ومجلس الوزراء، مشيرا إلى أن أهم التحديات التى واجهت المشروع تتمثل في وقوع المشروع في غابة شديدة الوعورة كثيفة الأشجار مما تطلب فترة تجهيز فى بداية المشروع حوالى 6 أشهر لتجهيز أجزاء من الموقع (طرق – إزالة أشجار – إقامة معسكرات – استقدام العمال والمعدات.
وأضاف اللواء محمود نصار: إلى جانب القوى الطبيعية القاهرة، حيث تعرضت منطقة العمل لفيضان كبير بشكل يفوق المتوقع، ما أدى لتوقف العمل فى نفق تحويل مجرى النهر وقطع الطرق وتوقف الإمداد، مما أسفر عن تأخير تحويل مسار النهر وغرق بعض المعدات، كما يوجد تحد يتمثل فى أزمة "كورونا" وتأثيرها عالميا، حيث أثرت سلبيا على توريد المعدات والاحتياجات التي يتم استقدامها من خارج تنزانيا، وعلى أعمال التعاقدات الهامة الخاصة بالمشروع ومعاينة مصانع الشركات فى دول المنشأ، بالإضافة إلى الاشتراطات والاحتياطات المفروضة من الدول التى بها مصانع الإنتاج على إجراءات الشحن والأعمال اللوجستية.
وتمثلت التحديات أيضا في اختيار وتحديد جهة تصنيع وتوريد التوربينات فى إطار شروط التعاقد، حيث استغرق ذلك وقتا إضافيا، حوالى عام، لحين الترسية على الشركة مما أثر على توقيتات التوريد، وهناك تحد آخر يتمثل في وعورة الطريق الرئيسى بطول 192 كم بدءا من منطقة كبيتى وحتى موقع المشروع وتأثير ذلك على حركة الإمداد للمشروع، وتحديات أخرى يتم حلها مرحليا بالتنسيق المستمر بين لجنة متابعة المشروع، والتحالف، وأجهزة الدولة المعنية، والتواصل مع الجانب التنزاني.
فيما أشار المهندس أحمد العصار، النائب الأول لرئيس مجلس إدارة شركة المقاولون العرب إلى أن إجمالي عدد العاملين بالمشروع نحو 9 آلاف عامل، وبلغ إجمالي ساعات العمل بالمشروع حتى الآن 50 مليون ساعة، فيما بلغ إجمالي المعدات العاملة بالمشروع 1410 معدات.
وفيما يتعلق بالكميات المنفذة بالمشروع، أشار المهندس أحمد العصار إلى إنجاز أعمال حفر وردم بمعدلات 14 مليون متر مكعب، ، فيما تم تنفيذ أعمال الخرسانة بمعدل 3 ملايين متر مكعب، وتشمل RCC الخرسانة المدموكة و CVC الخرسانة المسلحة، وتم استخدام ٩٠ ألف طن حديد تسليح في نفق تحويل مسار النهر Diversion Tunnel ، وأنفاق الطاقة المائية (Power Waterway)، ومبني توليد الطاقة (Power House) ومباني ربط الكهرباء (Switchyard)، والكوبري الدائم (Permanent Bridge)، ومعسكر العميل (Employer Operation Village)، أما كميات الحديد المصنع فقد بلغت 3 ألاف طن وهو المستخدم في محطة ربط الكهرباء ومحطة التوليد، بينما كميات المواسير المصنعة وصلت إلى 7 آلاف طن في أنفاق توليد الطاقة، وبلغت أطوال الطرق المؤقتة والدائمة 94 كم.
من جانبه، قال المهندس وائل حمدى إن محطة الطاقة الكهرومائية هى الأكبر فى تنزانيا بطاقة كهربائية 6307 آلاف ميجا وات / ساعة سنوياً، وسيتم نقل الطاقة المتولدة عبر خطوط نقل الكهرباء جهد 400 كيلو فولت إلى محطة ربط كهرباء فرعية، حيث سيتم دمج الطاقة الكهربائية المتولدة مع شبكة الكهرباء العمومية بتنزانيا.