فيديو.. تعرف على تجربة "المجتمعات العمرانية" من الجيل الأول إلى الجيل الرابع (1978 - 2021)
خلال كلمته اليومفي “أسبوع الصعيد”لتدشين مجموعة من مدن الجيل الرابع-وهيأولى مدن الجيل الرابع التي تنطلق بتشريف الرئيس عبد الفتاح السيسى، رئيس الجمهورية، حيث يتم افتتاح المرحلة الأولى بمدن (أسوان الجديدة وناصر وغرب قنا)، وافتتاح بعض مشروعات الإسكان والخدمات بـ5 مدن جديدة (توشكى الجديدة والمنيا الجديدة وقنا الجديدة وأسيوط الجديدة وأخميم الجديدة)-استعرض الدكتور عاصم الجزار-وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية-دور المجتمعات العمرانية الجديدة فيتنمية صعيد مصر (مدن الأجيال السابقة - مدن الجيل الرابع).
لماذا.... مجتمعات عمرانية جديدة؟
واستهل الدكتور عاصم الجزار، كلمته بطرح تساؤل، لماذا.... مجتمعات عمرانية جديدة؟، وهو موضوع هام جداً، مبيناً قضية النمو السكاني والزيادة السكانية، والتى تتراوح بين 2 و2.5 مليون نسمة سنويا، ونحتاج لتوفير ما بين 800 ألف : مليون وحدة سكنية سنوياً، هذا بالإضافة إلى وجود 152 ألف فدان من المناطق غير المخططة.
وأضاف وزير الإسكان، أن العمران المصري، هو عمران تكدس بالسكان والأنشطة، وفقد الهوية، وتدهورت بنيته الأساسية (سكن غير لائق - نقص الخدمات وتدنى كفاءتها - طرق ومرافق متداعية)، وهذا كان حال العمران المصرى قبل عام 2014، ناقلا بعض العبارات فى الأدبيات العالمية والغربية عن العمران المصري، ومنها (القاهرة مدينة الموتى - المدن المصرية أكثر مدن العالم ازدحاما - كابوس التكدس المروري - القاهرة: الحياة الكئيبة)، وهذا يشكل ما يسمى بفقر العمران، ومفهوم الفقر هو ليس ضيق ذات اليد، بل هو عدم استغلال الموارد المتاحة، وعدم توظيفها، وعدم القدرة على تغيير الواقع، حتى لو كان واقعا أليما، فالعمران المصرى ليس رخيصاً، بل هو فقير، لأنه لا يستفيد من مقوماته، ولا يمتلك أدوات للتغيير، ولم يكن لديه الأمل في تغيير هذا الواقع، ومن هنا جاء التوجيه من الرئيس بالعمل على تحقيق أهداف المخطط الاستراتيجي القومى بمضاعفة المعمور، وإنشاء جيل جديد من المجتمعات العمرانية، وتطوير العمران القائم، وهذا ما حمله الرئيس على عاتقه وكلفنا بتنفيذه.
المخطط فيعام 2052أن تبلغ مساحة المعمور 14%
وأوضح الوزير، أن الهدف الرئيسي للمخطط الاستراتيجي القومى، هو مضاعفة المعمور المصرى، وإصلاح منظومة العمران، حيث كان عدد السكان فى عام 2014، 90 مليوناً، ومساحة المعمور كانت 7 ٪ فقط من مساحة الدولة المصرية، وكان المخطط فى عام 2052، أن تبلغ مساحة المعمور 14 ٪، وها نحن في عام 2021، ننمى مساحة معمور 13.7 ٪، من مساحة الجمهورية، وقد قاربنا من تحقيق المخطط الذى كان مستهدفاً في عام 2052.
وقال الدكتور عاصم الجزار: العمران يشبه الإنسان، فهناك عمران ناشئ، وعمران في مراحل النمو، وعمران في مراحل النضج، وعمران أصابته الشيخوخة، ومعظم المدن المصرية أصابتها الشيخوخة، دون أن تلتفت إلى حالها، فأمراض شيخوخة العمران تعنى عدم القدرة على أداء وظيفته، وضعف البنية الأساسية، وعدم السيطرة على النمو العشوائي، وترهل العمران، مما يزيد من فرص الامتداد على الأراضي الزراعية، مما يؤدى إلى ظهور العمران القبيح، ومن هنا تأتى مساهمة المجتمعات الجديدة فى إصلاح منظومة العمران، فالعمران هو لفظ يدل على الحركة وديمومة النمو، وليس السكن، فنحن نبنى مجتمعات عمرانية، وليس إسكانا فقط، وتهدف المجتمعات العمرانية الجديدة إلى نقل الأنشطة المكدسة، وتطوير البنية الأساسية للعمران، وإحلال المناطق المتدهورة بمناطق جديدة، مستعرضا نطاقات التفاعل والتكامل ما بين المدن الجديدة، والمناطق القائمة في ظهيرها، حيث إن العمران الجديد، هو بمثابة الابن الذى سيساعد العمران الذى أصابته الشيخوخة، فكل مجتمع عمرانى جديد له دور على نطاق المدن المترهلة، وأصبحت غير قادرة على أداء وظيفتها، وبينما يقوم العمران الجديد بالدور الأساسى والمطلوب من العمران، هو في الوقت نفسه يتيح الفرصة للعمران القائم القديم الذى أصابته الشيخوخة لكى يتعافى، وهذا ما يفسر توجيهات الرئيس بضغط معدلات التنفيذ، فنحن لا نمتلك رفاهية الانتظار حتى تنمو المدن الجديدة، بل نحاول أن نسرع من معدلات نموها، لأن هذا ما كان يجب تنفيذه منذ 20 سنة.
كما استعرض وزير الإسكان، دور هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة، فى تطوير العمران القائم، حيث تنص المادة 4 من لائحة الهيئة على "يجوز للسلطة المحلية المختصة أن تستعين بالهيئة... لإنشاء أحياء جديدة، أو إزالة أحياء قائمة لإعادة تخطيطها وتعميرها"، وهذه المرة الأولى لدخول هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة، في أدوار داخل العمران القائم، ومن أمثلة مشاركة الهيئة فى تطوير العمران القائم، مشروع تطوير حديقة متحف الحضارة، ومشروع تطوير منطقة المدابغ (سور مجرى العيون)، وتحويلها من منطقة متداعية إلى منطقة مخططة، ومشروع تطوير كورنيش النيل (ممشى أهل مصر)، ومشروع تطوير روضة السيدة، ومشروع تطوير الأسمرات، ومشروعات محاور التنمية والطرق والكبارى، وهذا هو دور العمران الجديد في تطوير العمران القائم، ودور الابن في مد يد العون للعمران الذى أصابته الشيخوخة.
وتناول الدكتور عاصم الجزار، تجربة المجتمعات العمرانية الجديدة من الجيل الأول إلى الجيل الرابع (1978 - 2021)، ونشأة المجتمعات العمرانية الجديدة وتطورها فى مصر، وهى أكبر تجربة للمدن الجديدة في العالم، حيث يضم الجيل الأول من المدن الجديدة (7 مدن)، ويضم الجيل الثاني (8 مدن)، ويضم الجيل الثالث (8 مدن)، بينما يضم الجيل الرابع، 27 مجتمعا عمرانيا، جار تنفيذ 20 مجتمعا منها (15 جديد - 5 امتدادات لمجتمعات قائمة)، وتبلغ مساحة المسطح المضاف للمدن الجديدة 2.5 مليون فدان.
وأضاف الوزير، أن المدن الجديدة، لها أشكال مختلفة، فمدن الجيل الأول، هى مدن مستقلة، وعددها 7 مدن (العاشر من رمضان - السادس من أكتوبر - السادات - 15 مايو - برج العرب الجديدة - الصالحية الجديدة - دمياط الجديدة)، بمساحة 344 ألف فدان، وهى مدن لها قاعدة اقتصادية متنوعة (زراعية – صناعية – لوجستية – غيرها)، وتهدف للحد من الهجرة للمدن الرئيسية، وخاصة للقاهرة الكبرى والإسكندرية، وهذه المدن توفر أنشطة اقتصادية رائدة، وتنوعا فى القواعد الاقتصادية، بينما يبلغ عدد مدن الجيل الثاني 8 مدن (مثل: القاهرة الجديدة، بدر، الشروق، العبور، والشيخ زايد)، وهى مدن تابعة، ومساحتها 112 ألف فدان، وهى ضواحي حضرية على أطراف المدن الكبرى، بهدف استيعاب الزيادة السكانية، وتمثل توسعات وامتدادات عمرانية وسكنية أضيف إليها قواعد اقتصادية نظراً لنموها، لتتحول إلى مدن مستقلة، وهذه المدن بلورت مفهوم البنية الأساسية للعمران، وهى ليست البنية الأساسية للإسكان، فالخدمات والمراكز الإدارية والتجارية والأنشطة والجامعات والمستشفيات، تعد بنية أساسية للعمران، فالإسكان لم يعد هدفاً في حد ذاته في المجتمعات الجديدة.
وأشار وزير الإسكان، إلى أن مدن الجيل الثالث، هى مدن توأمية، عددها 8 مدن (المدن الجديدة بالصعيد، مثل: أسيوط الجديدة، طيبة الجديدة، سوهاج الجديدة، الأقصر الجديدة، قنا الجديدة، الفيوم الجديدة، وأخميم الجديدة)، بمساحة 107 آلاف فدان، وهى مدن تابعة، ذات قاعدة اقتصادية أحادية تدعم استيعاب السكان في المدن الكبرى (عواصم المحافظات)، وتهدف إلى توفير الخدمات وتحسين جودة الحياة للمدن الأم.