في عيد الميلاد.. تعرف على مسار "العائلة المقدسة" في بلد الأمن والسلام
تحتل مصر مرتبة مرموقة في كافة الكتب السماوية، فقد حباها الله بنعمة احتضان الأنبياء والقديسين عبر العصور، ولعل "رحلة العائلة المقدسة" إلى مصر كانت القصة الأكثر تعبيرا عن أمن وأمان هذا البلد الذي كان وسيظل سفينة نجاة مستقرة ومحمية برعاية إلهية، وملاذا آمنا يحمي من يخطوه ويحتضن من يلجأ إليه.
وقبل نحو 2021 عاما، اختار الله للعذراء مريم أكثر بقاع العالم أمنا وسلاما "مصر" لتهرب إليها بالطفل "يسوع" وخطيبها "يوسف"، لتحمي طفلها من هيرودس أمير اليهود في أورشليم، الذي بلغه أن مولودا سيكون ملكا لليهود غيره، ليأمر بقتل أي طفل يولد في بيت لحم الفلسطينية.. وكانت "رفح" المصرية بداية الطريق الذي امتد حتى جبال "درنكة" بأسيوط، حيث استقرت العائلة لحين مات هيرودس، وأبلغهم الملاك، وعادوا إلى الأرض المقدسة "فلسطين".
اقرأ أيضا
فيديو.. وزير الدفاع وقادة القوات المسلحة يهنئون البابا تواضروس بعيد الميلاد المجيد
أبرز مواقع رحلة العائلة المقدسة عرفتها مصر منذ قديم الزمان، وعلى مر العصور ومع بلوغ الفتح الإسلامي لمصر، بدأ الاهتمام بتلك النقاط وإحاطتها، والكتابة عنها، باعتبارها دليلا دامغا على محبة الله لأرض مصر، وأمن وسلام هذا البلد.
تل بسطة
انطلقت العائلة المقدسة من بيت لحم إلى مصر عن طريق صحراء سيناء، تسير في طريق القافلة الجنوبي بمحاذاة ساحل البحر الأبيض المتوسط من غزة إلى رفح، ثم اجتازت إلى رينوكوالور "العريش"، ومنها إلى أوستراكيني "سانت كاترين" التي صارت فيما بعد كرسي الأسقف إبراهيم الذي اشترك في مجمع أفسس عام 431م، ثم آخر محطة في صحراء سيناء هي مدينة البلسمو "الفرما"، الواقعة ما بين العريش وبورسعيد، وهي مفتاح الدخول إلى أرض مصر من الجانب الشرقي.
عبرت العائلة بعد ذلك إلى مدينة بسطة "تل بسطة" بجوار مدينة الزقازيق حاليًا، حيث استراحت تحت شجرة قيل أنها بقيت على قيد الحياة حتى سنة 1850 م، وفى تل بسطة تفجرت عين ماء استقى منها يسوع وأمه، وكان ماؤها مصدر بركة في الإبراء من الأمراض.
ودخلت العائلة إلى المدينة فسقطت الأصنام، مما أثار الكهنة ضدها، واضطرت العذراء إلى النزوح خارج المدينة في موضع يدعى الآن "مسطرد" بالقليوبية.
المطرية
انتقلت العائلة المقدسة إلى بلبيس، ومن هناك اتجهت إلى "منية جناح" التي تدعى حاليًا "سمنود"، ومنها إلى البرلس، حيث عبرت فرع النيل إلى الجهة الغربية "سخا"، ثم سارت غربا بمحاذاة وادي النطرون جنوب برية شهيت التي صارت فيما بعد فردوسا للرهبان، يضم 3 أديرة.
واتجهت العائلة المقدسة إلى عين شمس في المكان المعروف حاليًا بـ"شجرة مريم" في المطرية، حيث استراحت تحت ظلال الشجرة، وأيضا تفجرت على مقربة منها عين ماء، ونبتت على جوانبها زهور البلسم أو البلسان التي تضاف إلى الأطياب التي يصنع منها الميرون المقدس "الذي يتناوله الأقباط في القداس اليومي".
مصر القديمة
كنيسة السيدة العذراء ودير الراهبات بحارة زويلة يحتضنان المركز الثالث الذي يقدسه الأقباط كموضع باركته العائلة المقدسة: أما الموضع الذي جذب الأنظار فهو المغارة التي شيدت عليها كنيسة القديس سرجيوس "أبي سرجة" في القرن الرابع بمنطقة بابيليون بمصر القديمة.
لم يمض أسبوع حتى تحطمت الأوثان فثار الكهنة أيضا، وخرجوا وراء العائلة المقدسة، التي اضطرت أن تسير إلى منف ثم المعادى في الموضع الذي شيدت عليه كنيسة السيدة العذراء، وربما كان معبدًا يهوديا قبل بناء الكنيسة، والتي بقبابها الحالية تشير أنها من صنع القرن الثالث عشر.
صعيد مصر
عبرت العائلة المقدسة النيل واجتازت إلى صعيد مصر، إلى مير والقوصية بمحافظة أسيوط، وفى جبل قسقام اختفت حوالي 6 أشهر، في الموضع الذي أقيم عليه الآن دير العذراء الشهير بـ"المحرق"، من هناك أعلن للقديس يوسف أن يرجعوا حيث سلكوا طريقا آخر انحرف بهم إلى الجنوب قليلا حتى جبل أسيوط، وهناك بقوا قليلا في مغارة بجبل أسيوط المشهورة بدير العذراء بجبل درنكة بأسيوط.
كنيسة العذراء بالزيتون
يحتمل أن تكون العائلة المقدسة قد مرت في ذات الطريق عند العودة، وقد ظهرت القديسة مريم في يوم 4 أبريل عام 1968، وبقى الظهور يتكرر شهورًا كثيرة لمدة ساعات طويلة علنًا أمام الجماهير.