توقعات بتسجيل خام برنت 150 دولارًا للبرميل خلال 3 أشهر حال توقفت الإمدادات الروسية
ارتفعت العقود الآجلة للنفط في نيويورك بأكثر من 24 دولارًا هذا الأسبوع، مسجلة أعلى زيادة أسبوعية بالدولار على الإطلاق.
وواصل النفط مكاسبه أمس الجمعة على خلفية أنباء أن إدارة بايدن تزن فرض حظر على واردات الولايات المتحدة من النفط الخام الروسي، وتداول خام برنت في أكبر نطاق له منذ إطلاق العقد الآجل في عام 1988- متجاوزًا التقلبات الشديدة التي شهدتها الأزمة المالية العالمية في عام 2008، وعندما انخفض الطلب بسبب جائحة فيروس كورونا.
وقال روب هاورث، كبير محللي الاستثمار في "يو إس بانك ويلث مانجمنت": "لم يكن هناك ما يهديء هذا السوق، وكان لدينا تقلباً في اتجاه واحد، مما يعني ارتفاع الأسعار". وقال إنه لخفض الأسعار ستحتاج السوق إلى رؤية تغيراً ملموساً في إنتاج "أوبك" أو نشاط الحفر الأمريكي.
وقفزت الأسعار في وقت مبكر من جلسة الجمعة، بعد أن قال مسؤولون أوكرانيون إن القوات الروسية هاجمت محطة نووية هي الأكبر في أوروبا. وفي حين أن احتمال حدوث اضطراب كبير في الإمدادات الروسية قد عزز الأسعار هذا الأسبوع، فإن الدلائل على أن اقتراب الاتفاق النووي الإيراني زادت من تقلب الأسعار.
وتدرس إدارة بايدن مع صناعة النفط والغاز الأمريكية تأثير حظر واردات النفط الروسي على المستهلكين الأمريكيين والإمدادات العالمية، وفقًا لأشخاص مطلعين على الأمر. وقال متحدث بإسم البيت الأبيض إنه لم يتم اتخاذ أي قرار.
وفي محاولة لتهدئة الأسعار، أعلنت وكالة الطاقة الدولية عن الإفراج عن 60 مليون برميل من احتياطي النفط الاستراتيجي، والتي فشلت حتى الآن في تهدئة مخاوف الإمدادات.
وقالت الوكالة إن هذا "إصدار أولي" وإنها "مستعدة للتوصية بخطوات إضافية" إذا لزم الأمر، بحسب بيان الجمعة.
وقالت "جيه بي مورجان تشيس" إن خام برنت القياسي العالمي قد ينهي العام عند 185 دولارًا للبرميل إذا استمرت الإمدادات الروسية في التعطل، وتتطلع بعض صناديق التحوط إلى 200 دولار. يقول "جولدمان ساكس" إنه بدون البراميل الروسية في السوق، قد يصل النفط إلى 150 دولارًا في الأشهر الثلاثة المقبلة.
قال داميان كورفالين خلال مقابلة مع تلفزيون بلومبرج يوم الجمعة: "ليس لدينا عازلاً فيما يتعلق بالمخزونات المتبقية، وما أخبرنا به منتجو النفط الصخري، مرة أخرى، هو أن المرونة ضعيفة جدًا".
وتردد أصداء الغزو في جميع أنحاء قطاع الطاقة، وتغادر شركات نفط عالمية كبرى مثل "بي بي" و"شل" و"إكسون موبيل" من روسيا، ويبحث مشترو الخام الروسي عن بدائل وتتزايد تكاليف الشحن.
ودعت شركة "لاك أويل" الروسية إلى "حل سريع للنزاع العسكري"، في حين لم تُفرض عقوبات على صادرات الطاقة الروسية.
وتعارض ألمانيا والبيت الأبيض فرض حظر على واردات النفط الروسية، على الرغم من تزايد دعم المُشرعين الأمريكيين لحظر الشحنات إلى أمريكا.
كما ارتفعت السوق الفعلية- التي يتم فيها شراء وبيع البراميل الحقيقية- بشكل حاد في الأيام الأخيرة، في ظل اندفاع التجار إلى الإمدادات بعلاوات صحية، ورفعت السعودية أسعار النفط للمشترين في آسيا لخام أبريل بسعر قياسي.
وارتفعت أسعار الديزل الفوري في أوروبا بما يزيد عن 30 دولارًا، بينما أوقفت شركة "بي بي" تشغيل وحدة إنتاج رئيسية في ثاني أكبر مصنع لمعالجة النفط في أوروبا.
وقال رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية، إن زيارته لطهران يوم السبت قد "تمهد الطريق" لإحياء الاتفاق النووي الإيراني، وهو اتفاق من شأنه أن يشهد عودة صادرات النفط الرسمية، ويوجد لدى الدولة المنتجة في "أوبك" ملايين البراميل من النفط المُخزنة في الخارج، والتي يمكن أن تتدفق بسرعة إلى سوق ضيقة.
ولا يزال خام برنت في حالة تأخر عميقة- وهي حالة تكون فيها أسعار البراميل الفورية أغلى من شحنات ذات التسليم المتأخر نسبياً- مما يشير إلى توازن ضيق بين العرض والطلب، وكان فارق السعر الفوري 3.97 دولار للبرميل بعد أن لامس مستويات قياسية في الأيام الأخيرة.
على هذه الخلفية، تمسك "أوبك +" بالزيادة التدريجية المقررة للإمدادات في أبريل خلال اجتماعه الشهري يوم الأربعاء، واختتم الاجتماع في وقت قياسي دون مناقشة غزو أوكرانيا، وتعد روسيا واحدة من القادة الرئيسيين في التحالف، إلى جانب السعودية.