الجمعة، 04 أكتوبر 2024 06:17 ص
رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
بدور ابراهيم
عاجل
أهم الأخبار

رغم تصنيفها «فائقة الخطورة».. إقبال كبير على سندات الحرب الأوكرانية

السبت، 05 مارس 2022 02:00 ص

تدفع سندات الحرب الأوكرانية فائدة نسبتها 11%، أو أعلى كثيراً من من سندات الولايات المتحدة المحمية من التضخم، والتي تحظى بشعبية واسعة وتبلغ الفائدة عليها 7.12%.

خلافاً لسندات الادخار الأمريكية، تحمل سندات الدين الأوكرانية أخطاراً كبيرة مع تمادي روسيا في غزوها أوكرانيا، لكن بعض المستثمرين الأفراد يبدون استعداداً للمخاطرة حتى يحصلوا على كوبون برقم مزدوج، بيد أن الأقوال أسهل من الأفعال في الوقت الراهن.

ويجوب المستثمرون منتديات الاستثمار على "ريديت" ويغردون على منصات التداول مثل "روبن هود ماركيتس" و"فيديليتي إنفستمنتس" إضافة إلى "سيتي غروب"، بحثاً عن إجابات عن كيفية شراء بعض هذه الديون.

وجمعت أوكرانيا 8.1 مليار هريفنيا (277 مليون دولار) يوم الثلاثاء الماضى عبر بيع سندات الحرب إلى مستثمرين مؤسساتيين، في إطار جهودها للاستفادة من الدعم العالمي في معركتها ضد روسيا.

ورغم هذه الفوضى المدمرة، دفعت أوكرانيا نحو 300 مليون دولار فوائد إلى المستثمرين الدوليين كانت مستحقة في ذلك اليوم تلبية لالتزاماتها المالية.

قال كيفين فان لانجن، الذي يعيش في اليونان، إنه فكر في كيفية شراء سندات الحرب بسبب أنها فرصة استثمار جيدة وقصيرة الأجل وهو يدخر أموالاً لشراء منزل، وكذلك لأنها طريقة أخرى في مساعدة أوكرانيا، وتبلغ القيمة الاسمية للسند 1000 هريفنيا (حوالي 33 دولاراً). وقال فان لانجن: "طبعاً ستتحمل بعض المخاطرة، لكن هذه طريقة عظيمة للمساعدة، فأنت تستطيع استخدام مدخراتك في عمل جيد".

تبرع لانجن أيضاً بمبلغ 250 يورو (278 دولاراً) عبر البنك الوطني الأوكراني، الذي يجمع التبرعات دعماً للجيش.

وتبحث الحكومة الأوكرانية حالياً عن طرق أخرى للحصول على العملة الأجنبية، وتجري مفاوضات مع صندوق النقد والبنك الدوليّين من أجل مساعدات عاجلة، وفق تصريحات يوري بوتسا، مفوض أوكرانيا لإدارة الدين العام.

وقال بوتسا: "رتبنا حديثاً عبر الهاتف مع المستثمرين، وقد تلقينا طلبات كثيرة للاستفسار حول كيفية الدعم المالي لنا. ونحن نبحث في طرق نحصل عبرها على أموال ليس بالعملة المحلية فقط، وإنما بالدولار الأمريكي واليورو أيضاً".

وقالت ألثيا سبينوتسي، محللة أولى لأوراق الدخل الثابت لدى "ساكسو بنك" في كوبنهاجن: إن المستثمرين الأفراد سيكونون أكثر اهتماماً إذا "اتجهت أوكرانيا إلى بيع سندات بالعملة الصعبة، سواء بالدولار الأمريكي أو باليورو بعوائد مرتفعة للغاية".

وليس غريباً أن أوكرانيا باعت كمية قليلة نسبياً من السندات يوم الثلاثاء بسبب أن المستثمرين الدوليين عادة لا يرغبون في شراء عملات لا تتمتع بسهولة التداول على نطاق واسع، وفقاً لسبينوتسي، متوقعة أن تحاول أوكرانيا اقتراض المزيد من الأموال، وأن تصدر سندات بعملة ذات جاذبية أعلى.

وفي حين يمكن شراء الأسهم بمجرد ضغطة واحدة على زر في تطبيق شركة الوساطة، يصعب شراء معظم السندات بالنسبة للمستثمرين الأفراد، لأنها عادة تباع مباشرة عبر البنوك إلى مستثمرين محترفين، وغالباً تحتاج إلى استثمارات كبيرة.

لكن سندات الحرب استخدمتها حكومات كثيرة لتمويل الإنفاق العسكري على مدى سنوات. فقد مولت الولايات المتحدة الجهود الحربية لها في الحرب العالمية الأولى عبر إصدار "سندات الحرية"، في حين سددت المملكة المتحدة جزءاً من ديونها المرتبطة بالحرب العالمية الأولى في عام 2014 –أي بعد مرور 100 سنة على اقتراضها هذه الأموال.

قال ديفيد تومسون، أستاذ مساعد التاريخ في "جامعة القلب المقدس" (Sacred Heart University) إن "شراء السندات دليل ثقة في الحكومة وإيمان بأنها ستستمر".

ويرجح أن تعتمد أوكرانيا على بيع السندات إلى البنوك، التي تستطيع بدورها بيع هذه الديون إلى مستثمرين، من أجل جمع الأموال بأسرع وأسهل وسيلة ممكنة، بحسب داميان ساسوار، رئيس إستراتيجية الائتمان بالأسواق الناشئة لدى "بلومبرج إنتيلجنس"، والذي قال إن مؤسسات مثل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي قد تساعد البلاد على الاقتراض.

أضاف ساسوار: "إن الأمر يتعلق بالسرعة وتوجيه الأموال إلى من يحتاجونها بشدة، إذا كنا نرغب في شراء تلك السندات من منصة التعامل عند إصدارها مباشرة، وهناك طلب على ذلك، فبإمكانهم أن يفعلوا ذلك طوال اليوم، وأعتقد أن ذلك سيحدث".

وقال إن هناك تساؤلات حقيقية حول ما إذا كانت أوكرانيا ستستطيع سداد قيمة هذه السندات، إذ إنها حالياً في حالة حرب وتتعرض عملتها لمخاطر هائلة.

مؤسسة "موديز إنفستورز سيرفيس" وضعت التقييم الائتماني لأوكرانيا –وهو "B3"– تحت المراجعة لتخفيضه نتيجة المخاطر الجيوسياسية الناتجة عن الحرب مع روسيا.

ويقول لونج نجويان، مؤسس شركة للعقارات التجارية في كاليفورنيا، إن المخاطر ليست مهمة. وقد سمع لأول مرة عن سندات الحرب على منصة ريديت فرعية تخص أوكرانيا (subreddit)، حيث كانت الرسائل تحتوي على طرق متنوعة لدعم البلاد. الرجل البالغ من العمر 53 عاماً والذي جاء لاجئاً إلى الولايات المتحدة من فيتنام عام 1975، يعتبر هذا الاستثمار المحتمل "واجباً وطنياً".

يضيف نجويان: "لقد تنعمت في خيرات هذا البلد، مع خلفيتي كلاجئ، وأعتقد أن هذه فرصة عظيمة حتى أقدم دعماً عملياً للقضية التي أؤمن بها". وبينما يتوقع أن تنطوي سندات الحرب على "مخاطر فائقة الخطورة"، يقول نجويان إنه مستعد لأن يستثمر ما يصل إلى 5 آلاف دولار. غير أنه لم يتوصل بعد إلى طريقة لشرائها.