مصنعو الصلب في أوروبا يخفضون الإنتاج بسبب ارتفاع أسعار الكهرباء
خفض مصنعو الصلب في جميع أنحاء أوروبا عملياتهم مجدداً، في ظل صعود أسعار الكهرباء إلى مستويات قياسية نتيجة لغزو روسيا لأوكرانيا.
بدأ منتجو المعدن من إسبانيا إلى ألمانيا في إبطاء أو وقف إنتاجهم كلياً، مع تسبب التكاليف الأعلى في عدم استدامة الإنتاج، رغم تداول الصلب بالقرب من مستويات قياسية.
وفاقم غزو روسيا لأوكرانيا أسعار الكهرباء الصادمة بالفعل، ما أثر في الشركات، بما فيها "أسيرينوكس" و"سالزغيتر" ، و"ليبرتي ستيل".
وقال أندريس بارسيلو، مدير اتحاد شركات الحديد والصلب، وهي مجموعة تركز على شؤون القطاع في إسبانيا، وتحشد التأييد من أجل الفصل بين أسعار الكهرباء والغاز: "الوضع غير محتمل". وأشار إلى أن حكومة مدريد قد تتخذ إجراءات بحلول الجمعة المقبل لتقديم يد المساعدة.
قفز متوسط سعر الكهرباء في إسبانيا لليوم التالي إلى 545 يورو تقريباً (ما يعادل 599 دولاراً) لكل ميغاواط/ ساعة، وهذا ضِعف المستوى الذي كان عليه قبل أسبوعين فقط.
انعكس ضغط التكلفة على جميع أنحاء القارة مع تصريح الكريملين بأنه يعيد النظر في صادراته من الغاز، مما يشكل ضرراً كبيراً للصناعات ذات الاستخدام الكثيف للكهرباء.
قالت "أسيرينوكس" إنها أغلقت جزئياً واحداً من مصانعها في إقليم قادس جنوب البلاد، إذ توقف مصنع الاستانلس ستيل، في حين استمر عمل أجزاء أخرى من الموقع، التي تقوم بالدرفلة على الساخن والبارد.
صرح متحدث باسم الشركة بأن الخطين المستمرين في العمل قد يتوقفان عن الإنتاج في الأيام القليلة المقبلة إذا لم يُستأنف العمل في مصنع الاستانلس ستيل. وأطلقت الشركة برنامجاً لتسريح 1800 عامل مؤقتاً، حسب توضيحها.
في ألمانيا، قالت "سالزغيتر" إنها قلّصت عمليات الصهر في مصنعها بمدينة باينه، الأربعاء، وفقاً لمتحدث باسم الشركة.
أما "ليبرتي ستيل" البريطانية فوقفت الإنتاج في روثيرهام قبل الموعد المتوقع، حسب مصدر مطّلع على الأمر. ورفضت الشركة التعليق.
ارتفعت الأسعار المرجعية لحديد التسليح -الذي يُصنَّع عادة في أفران كثيفة الاستهلاك للكهرباء- إلى مستويات قياسية في أوروبا هذا الأسبوع، مع استعداد المتداولين لإغلاقات المصانع التي ستؤدي إلى اضطرابات في الإمدادات.
رغم ذلك، من المرجح أن تسجل عدة مصانع تستخدم أفران القوس الكهربائي خسائر، لكن نظيرتها التي تستعمل الأفران اللافحة المعتمدة على الفحم الحجري ستكون أقل تتضرراً، إذ تشكل الكهرباء نسبة ضئيلة فقط من تكاليفهم.
يفاقم ارتفاع أسعار الصلب معاناة المصنّعين وشركات البناء، التي تحملت على عاتقها زيادة كبيرة في الأسعار العام الماضي.
تحاول السوق بالفعل تعويض المفقود من المعدن الناجم عن إغلاقات المصانع في أوكرانيا، بالإضافة إلى حظر الصادرات الروسية بسبب العقوبات.
بالتركيز على إسبانيا مجدداً، وقفت مجموعة "سيلسا" (Celsa) أفرانها في مصنعها ببرشلونة أمس، وفقاً لمتحدث باسم الشركة. عطلت شركة "ميغاسا" (Megasa) أيضاً مصنعين في المنطقة الشمالية من غاليسيا، وفقاً لبارسيلو. ورفضت الشركة الإدلاء بتعليق.
أغلقت "آرسيلور ميتال" (ArcelorMittal) مصنعها في سيستاو شمال إسبانيا لمدة 6 أيام إلى أن تستقر أسعار الكهرباء، وفقاً لما نشرته جريدة "كرونيكا فاسكا".