الجمعة، 22 نوفمبر 2024 03:53 ص
رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
بدور ابراهيم
عاجل
سياحة و طيران

خطوط طيران أوربية تفقد جدواها الاقتصادية مع إغلاق روسيا مجالها الجوي

الخميس، 10 مارس 2022 07:51 ص

كانت روسيا جزءاً لا يتجزأ من خريطة الطيران العالمي، حتى خلال الفترة التي سبقت سقوط الاتحاد السوفييتي، واعتادت مئات الرحلات الجوية عبور أجواءها الشاسعة يومياً لربط أوروبا والولايات المتحدة بآسيا.

وتعد الخطوط الجوية الروسية "إيروفلوت" من بين أقدم شركات الطيران في العالم، وقدّمت خدماتها عبر نحو 50 دولة باستخدام أحدث الطائرات التي تتراوح بين طرازات شركتي "إيرباص" و"بوينغ".

كما شكلت حقوق التحليق التي منحتها روسيا لأكثر من 300 ألف طائرة تستخدم مجالها الجوي كل عام، أحد مصادر دخل الحكومة عبر تحصيل ملايين الدولارات كرسوم.

لكنَّ الغزو الروسي لأوكرانيا قلب عقوداً من التحالفات المتزايدة في قطاع الطيران التجاري، وعقب حظر المملكة المتحدة لشركة "إيروفلوت" وشركات الطيران الروسية الأخرى دخول مجالها الجوي أواخر الشهر الماضي، وفرض الاتحاد الأوروبي عقوبات شاملة على روسيا، ردَّت الأخيرة بالمثل، وحظرت فعلياً على كل دول أوروبا – بما في ذلك سويسرا المحايدة تاريخياً- استخدام مجالها الجوي، وسرعان ما حذت الولايات المتحدة حذو حلفائها الأوروبيين، وأغلقت مجالها الجوي أمام روسيا.

أحدثت هذه الخطوة فجوة هائلة في خريطة الطيران العالمية، إذ يُعَدّ عبور الأجواء الروسية الطريق الأسرع بين أوروبا وشمال آسيا، فيما يُعَدّ الالتفاف حول هذا البلد الشاسع أمراً صعباً للغاية.

وبالفعل؛ قالت "فين إير" الناقل الوطني لجمهورية فنلندا، التي تعتمد رحلاتها الطويلة إلى سيول، وشنجهاي، وطوكيو على الوصول إلى المجال الجوي لسيبيريا، إنَّ العديد من الرحلات الجوية لم يَعُد منطقياً من الناحية الاقتصادية.

يذكّرنا هذا الانتقام بحقبة الحرب الباردة، عندما كان المجال الجوي السوفييتي مغلقاً لفترة طويلة أمام شركات الطيران الغربية، مما أجبرها على التوقف عند قواعد التزوّد بالوقود، مثل أنكوريج في ألاسكا، أو سلوك المسار الجوي الأبعد الممتد عبر لندن-الهند-هونج كونج.

تقول إليزابيث براو، الزميلة البارزة في معهد المشروع الأمريكي لأبحاث السياسة العامة، والمتخصصة في القضايا الأمنية: "لقد استخدم الروس أداة قوية بشكل لا يصدق عبر إغلاق مجالهم الجوي، إنَّه بمثابة الطريق السريعة بالنسبة إلى الطيران الدولي، ومن الواضح أنَّ ذلك يشكّل تطوراً سيئاً بالنسبة إلى الاقتصاد المعولم".